رياضة

محمد نور على حق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لا أدعي أنني مقرب جدا من محمد نور، لكني أعتقد أني أفهمه كثيرا، فعلى الرغم من كل المشكلات التي عادة ما تحوم حول وعن هذا النجم، فإن عودته للملاعب عادة ما تكون مدوية وقوية ومؤكدة، إذ هو اللاعب العصري الكبير الذي يعيش بيننا هذه الأيام. محمد نور في واقع وحقيقة الأمر هو بالفعل، كما قال عنه أحد النقاد، اللاعب الوحيد الذي يقدم معنى لمتعة كرة القدم، أو كما قال.

محمد نور في لقائه الصحفي الأخير كان مقلقا للكثيرين، ليس بسبب ما قاله، لكن بسبب ظهوره وتأكيده على أنه الشخصية الرياضية التي لا تستسلم ولا تعرف اليأس أو الخوف، ولا تعترف إلا بالملعب كحل فاصل ووسط.

ما أعرفه عن نور فعلا أنه لا يجيد فن الكذب، الذي أصبح هذه الأيام جزءا من التركيبة الرياضية التي يعيشها مجتمعنا، مع الأسف، لهذا أجد نفسي ميالا إلى الذهاب في طريق محمد نور وكلامه، والاندفاع إلى طلب تحقيق رسمي من قبل النادي حول الأقوال التي أطلقها محمد نور، وعلى ضوء نتائج هذا التحقيق لا بد من اتخاذ إجراءات تكفل للجميع الحصول على حقوقهم، وتنقي الأجواء التي يتنفس من خلالها النادي بشكل كامل.

أعتقد أن محمد نور سيخرج من هذه الجولة منتصرا بسبب موهبته، واعتماده على صدقه، ولأن هذا اللاعب يعرف كيف يتعدى خطوط الخطر بصمت طويل، ويعرف كيف يخرج خصومه عن طورهم، ويضعهم أمام الجمهور الاتحادي والإعلام، عندها سيظهر جزء من الحقيقة، بينما ستظهر الأيام أنه نجم يحتاج إلى نوع من التعامل، يمكن من استخراج الجهد الكبير الذي يكتنز داخل هذا النجم الكبير.

يؤكد محمد نور من خلال حديثه أنه يعتقد أن هناك مؤامرة ضده وضد وجوده في النادي، فإذا كان حديثه صادقا فقد وضع يده على الجرح، لكنه لم يعرف كيف يعالجه، وهو ما تحتاج إليه طبيعة الجرح.

محمد نور يحتاج إلى نوع من التعامل، يعتمد على الشفافية وعلى الصدق في التعامل، عندها سيظهر محمد نور في أحسن أحواله.

محمد نور قد لا يكون أكثر اللاعبين راحة لمن يتعاملون معه من الإداريين والفنيين حتى الإعلاميين، لكنه بالتأكيد يملك رؤية معينة يستطيع من خلالها تشخيص واقعه، متكئا على جماهيريته الكبيرة ونجوميته التي لا يختلف عليها اثنان، وهو قادر على تجاوز أزماته أكثر من قدرته على السيطرة على أعصابه، وهذه نقطة ضعفه الوحيدة في أسلوب تعامله مع الآخرين. ولو تمكن نور من التغلب على هذه النقطة لأصبح تاريخا قائما بذاته في كرة القدم.

"الشرق الأوسط" اللندنية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف