رياضة

كرويف

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قبل انطلاق كأس العالم كان هناك حفل (فيفا) المصاحب عادة للمونديال، ومن أهم فقراته تسليم جائزة (FIFA Order of Merit) التي تسلم لأبرز الشخصيات إنجازاً على مستوى القارة بترشيح من كل اتحاد قاري، ورغم الأبعاد السياسية والاقتصادية التي تصاحب تلك الاختيارات إلا أن الجميع صفق للاختيار الأوروبي، الذي وقع على نجم مختلف في كل شيء، أعني بذلك مفتاح الكرة الشاملة "كرويف".

هذا المبدع الذي كان يستحق في رأيي المتواضع كأس العالم74م، ولكن الألمان سرقوها منه مثلما سرقوا من "مارادونا" كأس العالم90م، وقد زاد إعجابي بالنجم الكبير حين ارتجل كلمة امتدح فيها مستلمي الجائزة من الاتحادات القارية الأخرى رغم أنهم لا يعادلونه في المكانة والإنجاز على الصعيد الرياضي، فقد كان حديثه درساً في التواضع ونكران الذات، وهي سمة النجوم الكبار الذين يزدادون تواضعاً كلما علا شأنهم.

في الحافلة التي عادت بنا إلى الفندق جلست بجوار النجم الكبير(لاحظوا أنه رجع في الحافلة)، فسألته عن شعوره بالحصول على الجائزة، فقال بتواضع: إن فخري يزداد حين أستعرض أسماء الحاصلين على هذه الجائزة في تاريخ (فيفا)، والتفت للسير "بوبي تشالتون" وقال: "هذا الرجل العظيم يستحق الجائزة أكثر مني"، فجاء الرد سريعاً من مستشار "مانشستريونايتد" نجم كأس العالم66م: "لا أحد في أوروبا يستحقها أكثر منك"، هنا درس آخر في الحب والاحترام والتقدير المتبادل بين كبار النجوم، ليت بعضنا يتعلم.

في حفل الافتتاح كنت وحيداً ولم أتعرف بعد على كثير من أعضاء (فيفا) وضيوفهم، ولذلك كنت أصور نفسي بنفسي، فتقدم مني "كرويف" وأخذ الكاميرا وقام بأخذ لقطات وضعتها في صفحتي على "فيسبوك" وكانت بداية رحلة طويلة مع صور وأخبار المونديال. سألته عن منصب الرئيس الفخري لنادي "برشلونة" فتكلم بمرارة عن قرار الرئيس الجديد بإلغاء المنصب، وقال: "لم أطلب المنصب ولم أسع إليه، ولكنني فرحت كثيراً بتقدير النادي لي لاعباً ومدرباً، ولكن الفرحة لم تكتمل وهذا حال الدنيا". ساورني حينها شعور غريب بأن النادي الكاتلوني لن يحافظ على القمة بإدارة تفكر بهذا الأسلوب الناكر للجميل.

سألت "كرويف" عن نهائي 74م، فقال: أنت صغير لتسأل عن تلك المباراة، فأخبرته أنها أول مباراة دولية أشاهدها في طفولتي المبكرة وأنني مازلت أتذكر ركلة الجزاء في الدقائق الأولى، وأنه كان ولا يزال أفضل نجم يجري بالكرة بمرونة وانسيابية كأنها قصيدة شعرية، فضحك وقال: "كم يحتاج قلبي الذي أنهكته العمليات إلى مثل هذا الإطراء".

كان هذا "كرويف" أحد أعظم نجوم الكرة في التاريخ يتحدث بتواضع مع مجهول مثلي، ويشيد بنجم آخر من زمن آخر ودولة أخرى، فهل أحتاج إلى تعليق أو توضيح أو توجيه رسائل لنجومنا؟ .. وعلى منصات التواضع نلتقي.


*"الرياضية" السعودية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف