تساؤلات مشروعة حول المتنافسين في الدوري الانكليزي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
هل سيتقلص التنافس على لقب الدوري الممتاز من الأربعة الكبار إلى ناديين فقط؟
إذا كان المراقبين وأنصار الدوري الانكليزي قد نسوا تصريح الاسطورة كيفن كيغن: "أحب أن نهزمهم" عندما هاجم السير اليكس فيرغسون، فإنهم لن ينسوا تحذيره قبل سنوات عدة بأن الدوري الممتاز الحالي "في خطر من أن يصبح مملاً إلى حد بعيد وأكثر من أي منافسات في العالم على رغم كونه كبيراً".
وهيجانه يعود إلى صيف عام 2008 عندما كان مديراً فنياً لنيوكاسل، وذلك بسبب استمرارية هيمنة الأربعة الكبار - مانشستر يونايتد وتشلسي وارسنال وليفربول - على الدوري الممتاز.
ولكن بعدما تغير الأمر في الموسم الماضي عندما حل توتنهام محل ليفربول في دوري أبطال أوروبا، أعلن فيرغسون أن "المؤسسة القديمة للأربعة الكبار قد انتهت". إلا أن إصرار المدير الفني لمانشستر يونايتد على أن بطولة الدوري الممتاز "أصبحت حقلاً مفتوحاً الذي يمكن أن يكون شيئاً جيداً"، أصبح قابلاً للنقاش.
ولكن للكثير من المراقبين، عندما يتعلق الأمر باختيار الفائز باللقب، فإن تكهناتهم بشرت بأن الدوري سيكون مفتوحاً على مصراعيه هذا الموسم كما في المواسم القليلة الماضية بين... تشلسي ومانشستر يونايتد!
هكذا يقول الخبراء في استطلاع للرأي أجراه القسم الرياضي في هيئة الإذاعة البريطنية مؤخراً، فمع ستة فقط من مجموع 34 خبيراً شاركوا في هذا الاستطلاع، اختاروا نادياً غير البلوز أو الشياطين الحمر ليتوج بطلاً للدوري الممتاز في عام 2011. وهذا ما أكدته مكاتب المراهنات أيضاً واتفقت معه.
وفاز تشلسي ومانشستر يونايتد في آخر ستة ألقاب الدوري الممتاز، في حين انتهى مطاف الـ14 من مجموع 18 من البطولات المحلية الكبرى في ستامفورد بريدج أو أولد ترافورد. وإذا اضيفت مباراة الدرع الخيرية إلى المعادلة، فسيصبح هذا الرقم 19 من أصل 24 بطولة.
ومنذ الموسم 2003/2004 عندما فاز ارسنال "الذي لا يقهر" باللقب، فإنه وليفربول فازا ببطولة محلية واحدة لكل منهما، وهو انجاز احتذى به توتنهام وبورتسموث.
ويتكهن "مؤشر الأندية الأوروبية" أن تشلسي ومانشستر يونايتد سينهيان هذا الموسم متقدمين بـ12 نقطة على ارسنال وبـ15 نقطة على ليفربول، ما يشير إلى أن الفجوة بين الناديين الكبيرين وبين منافسيهما بدأت بالإتساع. أما المدير الفني السابق لمنتخب انكلترا والناقد في راديو فايف لهيئة الإذاعة البريطانية غراهام تايلور فيعتقد بأن المنافسة على اللقب هي قضية "قذف قطعة نقود بين البلوز والشياطين الحمر".
ويبدو أن هيمنة ناديين على الدوري المحلي لم تعد مقتصرة على اسكتلندا فقط، ولا يبدو حتى أنها شيئاً بريطانياً. ففي اسبانيا احتل برشلونة وريال مدريد أعلى المركزين في لا ليغا لخمسة من ست المواسم الماضية، في حين كان روما وصيفاً لانتر ميلان في أربع من خمس حملات سيريا آ، وذلك منذ سقوط يوفنتوس من النعمة في عام 2006 بعد الفضائح المخزية بالتلاعب بنتائج المباريات.
وتشير دراسة ديلويت المالية السنوية عن أندية الدوري الممتاز إلى أن القوة الشرائية الإضافية للناديين الكبيرين تشلسي ومانشستر يونايتد، ساهمت إلى حد كبير في ظهور الفجوة. ويبدو أن هناك علاقة متينة بين تكاليف الأجور وبين مركز النادي في التفاصيل المالية لهذه الدراسة، خصوصاً للأندية في القمة، مع البلوز والشياطين الحمر يحتلان أعلى المركزين في كل عام منذ 2005 وحتى 2009. وعلى رغم أن الأرقام المالية للموسم الماضي ليست متاحة، إلا أنه من المتوقع أن الوضع الراهن لن يتغير.
ويأمل المدير الفني لارسنال آرسن فينغر انهاء جفاف النادي من الحصول على اللقب هذا الموسم. مشيراً إلى أن ناديه واحداً من "ستة أو سبعة" أندية التي يمكن أن تتنافس على اللقب، على رغم انفاقات متواضعة أخرى في الصيف في "الإمارات"، ومؤكداً: "لا يحصل الفوز بسبب الاعتبارات المالية. هل للأندية الأخرى أكثر أموالاً أم أقل؟ هذا ليس مهما. بل ما هو أهم إذا كانت تشكيلة الفريق هي الأفضل أم لا".
في المقابل، المال ليس موضوعاً في مانشستر سيتي، مع أصحاب المليارات الذين يمولون صفقات إضافية ليايا توري من برشلونة، ونجم فالنسيا ديفيد سيلفا والكسندر كولاروف من لاتسيو وجيروم بواتينغ من هامبورغ.
ومع وصول ماريو بالوتيلي من انترناسيونال وجيمس ميلنر من استون فيلا، فإن المبالغ التي صرفت قبل بداية هذا الموسم قد تجاوزت بشكل مريح مئة مليون جنيه استرليني. ويؤمن المدير الفني في ايستلاند روبرتو مانشيني أن تشكيلة فريقه الجديدة يمكن أن تحقق قفزة من المركز الخامس في الموسم الماضي إلى الصدارة هذا الموسم، مشيراً: "لمدة عشر سنوات لم يكن هناك سوى أربعة فرق تتنافس على اللقب. هذا الموسم هناك خمسة فرق".
ولكن الانفاقات الضخمة لا تضمن الفوز باللقب دائماً. فالانفاق المسرف في نيوكاسل (1996-1998) ثم في ليدز (1999-2001)، على سبيل المثال، قاد في نهاية المطاف إلى قلق محاسبي الأندية أكثر من ملء خزانة الجوائز.
إلا أن صحيفة "ذي ديلي ميرور" وجدت أنه في خمس مرات فقط من المواسم الـ18 للدوري الممتاز فازت باللقب الأندية التي أنفقت أكثر في سوق الانتقالات الصيفية.
فقد وصل سالمون كالو إلى ستامفورد بريدج في صيف عام 2006 جنباً إلى جنب من أمثال مايكل بالاك وجون اوبي ميكيل وآشلي كول وأندريه شيفنشينكو. وكان الصيف الثالث على التوالي لانفاقات تشلسي الضخمة. ولكن نجم ساحل العاج انتظر حتى هذا العام للفوز بأول ميدالية للدوري الممتاز، مؤكداً: "هذا لا يعني أنه بشراءك عشرة لاعبين موهوبين فستكون في القمة. لقد فعل مانشستر سيتي الشيء نفسه في الصيف الماضي".
بينما يعترف باتريك فييرا، الذي كان عضواً أساسياً في تشكيلة ارسنال التي قهرت الجميع في عام 2004 ويهدف الآن إلى اللقب الرابع للدوري الممتاز مع مانشستر سيتي، أن الانفاق الضخم لجمع فريقاً من الموهوبين قد يكون له عيوبه المحتملة أيضاً. وأضاف اللاعب الفائز بكأس العالم مع فرنسا: "بطبيعة الحال سيكون اللاعب النجم محبطاً لأنه لا يريد أن يكون على مقاعد البدلاء، إلا إنه عندما تلعب لنادٍ مثل مانشستر سيتي الذي هو طموح حقاً، فعليك أن تقبل ذلك".
وبينما طريق ايستلاند الى القمة يبدو مسرفاً والذي قد لا يكون مذاقاً للجميع، إلا أن قادة الدوري الممتاز يعتقدون بأن ظهوره كمنافس حقيقي لا يمكن إلا أن يكون شيئاً جيدً لمنتجاته. ولكن مكاتب المراهنات غير مقتنعة بأن مانشستر سيتي قد فعل الكثير للتعويض عن فارق الـ19 نقطة بينه وبين تشلسي في الموسم الماضي، فقد ادعى متحدث باسم مكتب وليم هيل للمراهنات أنه من الواضح أن الأموال في ايستلاند غير محددة، ولكن الاحتمالات تتكهن بأنه سيكون واحداً من الأربع الكبار ومن غير المرجح حصوله على اللقب بسهولة في الوقت الراهن.
وقد يكون من المفيد أن يقامر مانشستر سيتي، لاسيما إذا استمر في الانفاق، إلا أنه يبدو أن أموال المراهنات على لقب الدوري الممتاز في طريقها إلى الأندية المألوفة في نهاية هذا الموسم.
معدل النقاط التي حصلت عليها الأندية الأربع الكبرى في السنوات الست الماضية:
1ـ تشلسي 87.17 نقطة. 2ـ مانشستر يونايتد 85.17. 3ـ ارسنال 74.67. 4ـ ليفربول 72.17 نقطة.
أما الأندية الأخرى التي تحدت الأربع الكبار فقد كان معدل نقاطها للسنوات ذاتها كما يلي:
ايفرتون 59.67 نقطة، ثم توتنهام 57.33، واستون فيلا 54.17 وأخيراً مانشستر سيتي 51.50 نقطة.
مراكز الأندية الأربع الكبرى خلال الأعوام الست الماضية مع النقاط التي حصلت عليها:
2010: تشلسي 86، مانشستر يونايتد 85، ارسنال 75 ثم توتنهام 70 نقطة.
2009: مانشستر يونايتد 90، ليفربول 86، تشلسي 83 وارسنال 72 نقطة.
2008: مانشستر يونايتد 87، تشلسي 85، ارسنال 83 وليفربول 76 نقطة.
2007: مانشستر يونايتد 89، تشلسي 83، ليفربول 68 وارسنال 68 نقطة.
2006: تشلسي 91، مانشستر يونايتد 83، ليفربول 82 وارسنال 67 نقطة.
2005: تشلسي 95، ارسنال 83، مانشستر يونايتد 77 وايفرتون 61 نقطة.