رياضة

هل سيكون "البوندسليغا" مصدراً للإزعاج في الكرة العالمية؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من المعروف أن كرة القدم الألمانية نادراً ما تكون في حال ركود، لكنها حتماً في الارتفاع في الوقت الراهن، حيث أصبح للمنتخب الألماني الكثير من المشجعين بعدما حصل على المركز الثالث في نهائيات كأس العالم 2010، في حين أصبح بايرن ميونيخ أول نادٍ ألماني يصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في السنوات الثماني الأخيرة وفاز أيضاً بدوري الدرجة الأولى وكأس الاتحاد، ما ساعد على تجاوز ألمانيا لايطاليا إلى المركز الثالث في تصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

روميو روفائيل - إيلاف : يتفاخر مسؤولو كرة القدم الألمانية عندما يدعون أن بوندسليغا هو "الرقم الواحد" في عالم كرة القدم على أساس متوسط الحضور: 41802 مشجع للمباراة في الموسم الماضي.

ومن بين كل الألعاب الرياضية، فقط يكون حضور دوري الكريكيت الهندي ودوري كرة القدم الأميركية NFL أعلى من هذا الرقم على أساس أسبوعي، وليس لدى أيّ من البطولتين العديد من الفرق أو مباريات عبر مسار موسم واحد.

وفي كل الأحوال، فإن الأمور تبدو جيدة بالنسبة إلى الكرة الألمانية، فقبيل انطلاق دوري الدرجة الأولى الجديد، حيث يعتقد الكثير من المراقبين أنه قد يكون موسماً ممتازاً وكلاسيكياً. ويمكن ألا يكون هناك شيء أفضل عندما ترفع الستارة يوم الجمعة بمباراة افتتاحية بين بايرن ميونيخ وسلفه بطل الدوري الألماني فولفسبورغ. والملاحظة الوحيدة للضجيج الذي يمكن الاستماع إليه هو أنشودة بصوت خافت: "ممل، ممل، ممل بايرن".

وبالتأكيد ليس بسبب طريقة اللعب التي كلف بها المدرب لويس فان غال لاعبيه، التي يمكن أن يشهد على ذلك أي شخص رأى أسلوب بايرن على مدى النصف الثاني في الموسم الماضي. ولكن بسبب الخوف من أن أداء بايرن - مع دعوة أبطال نهائيات كأس العالم ميروسلاف كلوزه وفيليب لام وتوماس مولر وباستيان شفاينشتايغر - قد يكون رائعاً هذا الموسم إلى درجة أنه سيمرح في الدوري ويؤمن لقبه الـ23 حتى قبل أسابيع عدة من انتهائه.

أما شالكه 04 فقد زاحم بايرن في الموسم الماضي وتخلف عنه بخمس نقاط فقط بعد أداء مميز في النصف الثاني من بوندسليغا، في حين أن باير ليفركوزن قد تعثر مرة أخرى للحصول على أول لقب له الذي كان يظهر في الأفق، إذ تراجع إلى المركز الرابع رغم تسجيله رقماً قياسياً بعدم هزيمته في 24 مباراة في بداية الموسم الماضي.

وفي محاولة لإضافة المزيد من القوة النارية مع تسجيل أهداف استثنائية في العام الماضي، استطاع فيلكس ماغات مدرب شالكه شراء اثنين من اللاعبين الأكثر جلباً للانتباه هذا الصيف. فقد كسب رمز ريال مدريد المهاجم الاسباني راؤول (33 عاماً) وتبعه بشراء اللاعب غير المفضل وغير المستغل المدافع الألماني الدولي كريستوف ميتسلدر من النادي نفسه.

واستطاع راؤول أن يكسب شعبية فوراً في الدور عندما سجل هدفين في أول مشاركة له في مباراة ودية في وقت سابق من هذا الشهر استعداداً للموسم الجديد مقابل لا شيء لبايرن الذي غاب عنه نجومه الذين شاركوا في كأس العالم.

ومع ذلك، فإن أكبر الأندية في بوندسليغا التي أنفقت الأموال في سوق الانتقالات الصيفية هي قليلة عموماً، فباستثناء هامبورغ وشتوتغارت اللذين صرفا أكثر من عشرة ملايين يورو، فقد أنفق فولفسبوغ 23.4 مليون يورو، وأكثر من نصف هذا المبلغ ذهب إلى شراء خدمات المدافع الدنماركي الواعد سيمون كيير من باليرمو، وتم جلب الألماني الدولي آرني فريدريش من هيرتا برلين بعد هبوطه إلى الدرجة الثانية لدعم خط الدفاع الذي دخلت مرماه 58 هدفاً في الموسم الماضي، وهو رقم يعتبر الأسوأ في النصف العلوي من ترتيب الدوري الألماني. وقال فريدريش، الذي لعب في المباريات السبع كلها لألمانيا في جنوب افريقيا: "أرى أن هناك الكثير من الإمكانات في النادي، فلدينا فريق جيد حقاً. أبلغ الآن الـ31 عاماً وأريد أن أتحدى للحصول على اللقب".
ومع كل ذلك، يمكن القول إن أكبر صفقات التوقيع لفولفسبورغ لم تكن مع لاعب بل المدرب! فقد عثر المدير الفني السابق لمنتخب انكلترا ستيف مكلارين على النجاح في أرض أجنبية في الموسم الماضي عندما قاد تفينتي انشيده إلى أول لقب له في تاريخه عندما فاز بالدوري الهولندي، وسيحاول أن يكرر الشيء ذاته مع ناديه الألماني.

ويأمل الآن مشجعو نادي وولفز من الدوري الممتاز الانكليزي، الذي تعود ملكيته بالكامل إلى شركة فولكس فاغن للسيارات، أن يضع مكلارين قليلاً من "الغاز" في "الخزان" وتوجيه فريقهم نحو العودة إلى المراكز العليا في ترتيب الجدول.

أما توقعات ما قبل الموسم الجديد فقد تركزت على أن يكون شالكه وفولفسبورغ الناديين الأكثر تحدياً لبايرن. ولكن ليس من الحكمة أيضاً استبعاد فيردر بريمن من هذا التحدي، خصوصاً أنه احتل أحد المراكز الثلاثة الأولى في السنوات الأربع الماضية.

ومع ذلك، فإن أسابيع من التهكنات التي بلغت ذروتها بانتقال مسعود أوزيل إلى ريال مدريد كانت بالتأكيد إلهاء قبل افتتاح الموسم الجديد في عطلة نهاية هذا الأسبوع.

وفي الطرف الآخر من دوري الدرجة الأولى، فإن الناديين الصاعدين حديثاً إليه كايزرسلوترن (بطل البوندسليغا ثلاث مرات في تسعينات القرن الماضي) وسانت باولي، سيناضلان من أجل البقاء في مكانهما في الدوري، بينما يمكن أن يواجه نورنبرغ، الذي استطاع البقاء في الدوري بعد مباراة الملحق، وهانوفر موسماً صعباً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف