رياضة

شباب أميركا الجنوبية يستعد للتألق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ستنطلق على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي نهاية هذا الأسبوع واحدة من الجواهر المخفية في تقويم عالم كرة القدم: بطولة أميركا الجنوبية تحت الـ20 عاماً.

بالعودة إلى عام 1954 عندما انطلقت بطولة أميركا الجنوبية تحت العشرين عاماً للمرة الأولى، كانت هذه المنافسة تعتبر بطولة خاصة بالشبان، وانسحبت هذه النقطة إلى القول الشيء ذاته هذه الأيام، على رغم أن في كرة قدم أميركا الجنوبية المعاصرة هناك مراهقين يتولون أدواراً للاعبين النخبة مع أنديتهم.

وسيجذب الانتباه في بطولة هذا العام نيمار الذي، مثل أدريانو في بطولة عام 2001، سيشارك مع منتخب بلاده تحت الـ20 عاماً بعدما شارك مع منتخب البرازيل الأول بالفعل. وكان كارلوس تيفيز معبود الجماهير في بوكا جونيورز عندما شارك مع منتخب الأرجنتين في بطولة 2003.

ولكن هناك أيضاً الكثير من المجوهرات غير المكتشفة في المعرض، فقد كان زميل تيفيز في تشكيلة منتخب الأرجنتين لعام 2003 خافيير ماسكيرانو الذي لم يكن قد شارك في أي مباراة مع الفريق الأساسي لناديه ريفر بلايت، إلا أنه كان رائعاً في بطولة تحت الـ20 عاماً إلى درجة أنه شارك بعد بضعة أشهر مع منتخب الأرجنتين حتى من دون أن يظهر مع ريفر بلايت للمرة الأولى.

وصانع ألعاب أرجنتيني آخر، إيفر يانيجا، استفاد من بطولة 2007 لإعطاء مسيرته الكروية بداية مذهلة، حيث أنه لم يكن معروفاً حتى لمشجعي ناديه بوكا جونيورز قبل انطلاق بطولة 2007، ولكن مع نهايتها أُجبر مدربه في النادي على ايجاد مكان له في التشكيلة الأساسية، وكان بعيداً بضعة أشهر من الفوز بكأس ليبرتادوريس عندما أصبح كابتن الفريق الأساسي، وبعدها انتقل إلى اسبانيا بصفقة مالية ضخمة.

ولكن الظهور البارز والمثير للدهشة في بطولة أميركا الجنوبية تحت الـ20 عاماً في 2005 كان ليونيل ميسي، وكان عمره 17 عاماً آنذاك. حتى أن الأرجنتين لم تكن تعرف عنه كثيراً، وكان هناك شعوراً على أنه قد تم اختياره لضمان أنه، إذا كانت لديه خاصية فريدة، فإن الأرجنتين، بدلاً من اسبانيا، ستكون المستفيدة على المدى الطويل. وحتى أنه لم يعطى له القميص الرقم الـ10، ولكن في غضون بضع دقائق كان من الواضح للمراقبين أنهم يتعاملون مع شيء خاص... والباقي هو التاريخ.

وإذا كان قد تم ذكر أسماء اللاعبين الأرجنتييين لحد الآن، فإن ذلك ليس من قبيل المصادفة.

كانت البطولة الأخيرة لعام 2009 سيئة جداً بالنسبة إلى اللاعبين الأرجنتينيين، لأن الفريق، وخلال السنوات الأخيرة، كان ملكاً لبطولات كرة القدم تحت الـ20 عاماً. فبين عامي 1995 و2007 فاز في 5 من أصل 7 نهائيات كأس العالم على هذا المستوى. ولكن الفوز بلقب العالم لم يكن أبداً أهم جانب من جوانب كرة القدم بالنسبة إلى الشباب، بل أكثر أهمية بكثير هو إعدادهم وتهيئتهم للانتقال إلى اللعب مع منتخب بلادهم الأول.

ووراء هذا النجاح كانت هناك ملاحظة بسيطة ولكنها رائعة من خوسيه بيكرمان الذي تولى تدريب منتخب الشباب الأرجنتيني في منتصف تسعينات القرن الماضي، حيث كانت السوق العالمية لانتقالات اللاعبين تستجمع قواها. وكان هذا المدرب السبب وراء تصدير اللاعبين الأرجنتينيين وهم في عمر صغير من أي وقت مضى إلى خارج البلاد، وذلك لتأمين الفائدة منهم على المدى الطويل في كرة القدم الأرجنتينية، خصوصاً بعد منحهم دورات مكثفة عن هوية اللعبة في بلدهم. وكان نجاح المشروع واضحاً في نهائيات كأس العالم عام 2006 الذي كان يدربه بيكرمان، إذ كان كامل الفريق من خريجي منتخب الشباب. وبحلول عام 2006 لعب جميعهم تقريباً في أندية أوروبية.

ويجري تطبيق نموذج بيكرمان في أوروغواي، حيث أن تشكيلة المنتخب لنهائيات كأس العالم 2010 كانت تتكون من عدد كبير من اللاعبين الذين ترقوا مؤخراً من منتخب تحت الـ20 عاماً مع أكثر استعداداً للهجوم واختراق خط دفاع الخصم.

وجزء من نجاح تشيلي من لعب كرة قدم ممتعة في جنوب افريقيا جاء من حقيقة أن المدرب مارسيلو بيلسا تولى تدريبه في اللحظة المناسبة بعدما احتل منتخب البلاد تحت الـ20 عاماً المركز الثالث في نهائيات كأس العالم 2007.

وخطة بيلسا في لعب بأسلوب هجومي كانت تحتاج إلى لاعبين شباب لائقين جسدياً، وقد أسرع في تعزيز منتخب تشيلي بالجناح الرائع الكسيس سانتشيز جنباً إلى جنب مع ماوريسيو ايسلا وارتورو فيدال وكارلوس كارمونا وغاري ميديل.

وكان لدى كولومبيا منتخباً رائعاً تحت الـ20 عاماً في بطولة عام 2005 مع هيوغو رود اليغا وراداميل فالكاو غاريسيا ودايرو موريمو وأغيلار هابيل وكريستيان زاباتا وكاميلو زونيغا. وجزء من أمل البلاد للتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبل يعتمد على أن هذا الجيل قد بلغ الآن مرحلة النضج.

ولكن ماذا عن البرازيل؟ لقد كان منتخب البلاد في الكثير من الأحيان بطلاً لأميركا الجنوبية، وفاز بكأس العالم للشباب في 2003 وكان وصيفاً في المباراة النهائية للبطولة ذاتها في 2009.

إلا أن هناك شعوراً بأن أداؤه دون المستوى المطلوب على هذا الصعيد. وبالتأكيد أن المدرب الجديد للمنتخب الأول مانو مينيزيس يشعر بذلك، لأنه كانت واحدة من الأشياء المهمة التي تحدث عنها عندما تم تعيينه في نهاية تموز الماضي، إذ قال إن هناك شيئاً غير صحيحاً ولا يكفي لارتقاء اللاعبين تحت الـ20 عاماً إلى المنتخب الوطني.

ولعل المشكلة تكمن في حقيقة أن مدربي البرازيل تحت لـ20 عاماً لم تكن لديهم الخبرة الكافية في الكثير من الأحيان، وربما في محاولة لإشهار اسمهم، كانوا يتبعون أخطر الطرق القصيرة في كرة قدم الشباب، حيث كانوا يختارون اللاعب الضخم، لأنهم كانوا يعطون الأولوية للحجم بدلاً من المهارة. إلا أنه بدا في الفترة الأخيرة على أن هناك تغييراً كبيراً في هذه الفسلفة بعدما بدأ بجلب فريق تحت الـ20 عاماً إلى جانب منتخب الكبار. وسيقع مدربه ناي فرانكو، الذي يحظى باحترام كبير وله صوتاً مسموعاً في أوساط تنمية الشباب، تحت الضغوط بمجرد أن تنطلق البطولة يوم الأحد في بيرو، لأنه من المتوقع أن يلعب الفريق بالنمط نفسه.

وستتأهل أربعة فرق من بطولة أميركا الجنوبية تحت الـ20 عاماً إلى نهائيات كأس العالم للشباب التي ستنطلق هذا العام في كولومبيا، والتي ينبغي أن تكون سهلة بالنسبة إلى البرازيل، خصوصاً أن البلد المضيف سيتأهل تلقائياً. ولكن البطولة هي أيضاً بمثابة التصفيات المؤهلة لأولمبياد لندن التي ستقام في الصيف المقبل، ولأميركا الجنوبية مكانين فيها فقط.

والتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية في لندن هي أكثر أهمية بالنسبة إلى البرازيل من أي منتخب آخر. لأنه بما أنها ستستضيف نهائيات كأس العالم المقبلة، فإنها سوف لن تشترك في مباريات التأهيلات التي كانت تستطيع بواسطتها من تجسيد هيئة المنتخب. إذن، فإنه سينظر إلى البطولة الأولمبية على أنها منتصف الطريق الجوهري إلى نهائيات كأس العالم 2014. وإذا لم تتأهل البرازيل للألعاب الأولمبية فإنها ستكون ضربة قاصمة بالنسبة إليها.

ومن العادة فقط يمكن يمكن أن يحكم على نجاح أو فشل فريق شباب بشكل صحيح بعد سنوات. ولكن هذا لا ينطبق تماماً على حملة ناي فرانكو الذي يدرب منتخب البرازيل تحت الـ20 عاماً للمرة الأولى، لأنه ينبغي على فريق أن يحتل أحد المركزين الأولين في هذه البطولة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف