هل نتعلم من (شباب) قطر؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ليس من رأى كمن سمع. الاعترف بالحق فضيلة. العيب - كل العيب - أن تكابر ولا تعترف بالخطأ.
ونحن على أرض (الدوحة) هذه الأيام بمناسبة بطولة كأس آسيا ال 15 لكرة القدم، وبعد أن (أنجز!!) منتخبنا الوطني لنفسه (أول) المغادرين، صار لزاما على اتحاد القدم السعودي أن يسمع جيدا للعقلاء والصرحاء وليس من (يهزون) الرؤوس ويصمتون عن قول الحق ويجاملون على (طاولة) الاجتماعات..!
صار لزاما على الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل الاعتراف بأخطائهما قبل الآخرين، وأن تصل الجرأة في هذا المقام التعلم ممن تجاوزونا وصاروا أمامنا بمسافات بعيدة، يجب أن نتوقف عن المكابرة (فعلا) وليس (قولا)، لأننا مللنا من الأقوال بعد أن طال الزمن بلا أفعال..
هنا في الدوحة، كل يوم نكتشف جديدا على أرض العمل المرتكز على التخطيط الحقيقي الذي ينفذ كما يجب، ويكفي أن (أكاديمية أسباير) لايوجد لها مثيل في العالم، والملاعب تتوافر فيها كل عوامل النجاح والجاذبية، والاعتماد على (الشباب) في تولي مناصب قيادية أو العمل في مختلف المواقع، وبالرغم من أن سكان قطر (350 ألفا)، إلا أن انتاجيتهم في مختلف المجالات مبهرة ومفرحة، أقول هذا من خلال مالمسته في زيارات متعددة خلال الأشهر القليلة الماضية، وقبل ذلك بنحو خمس سنوات، مقارنة بالمرة الأولى عام 1991م، فرق شاسع وكبير وتطور مذهل.
وباتت (الدوحة) المدينة الأولى عالميا على الصعيد الرياضي باستضافة مناشط دولية وقارية في مختلف الألعاب. نعم يوجد خبرات وكفاءات أجنبية، لكن أكثر مايذهلني شباب قطر في عملهم وتعاملهم وتطورهم.
وقد يقول قائل إن منتخبهم الأول لكرة القدم يسير على نسق منتخبنا في السوء والنتائج، إلى ماقبل فوزه على الصين وقد يحقق الأفضل بفوزه اليوم على الكويت، وهنا أقول إن العمل لايقتصر في نجاحه على الفوز، كما أن الفارق كبير لمصلحتنا ب (كمية) اللاعبين المميزين عن جميع دول الخليج، لكن عملنا ضعيف وغير احترافي ويتراجع يوما عن آخر، ولذا (الكيف) في بعض دول الخليج الأصغر مساحة والأقل سكانا، أهم من (الكم) لدينا.
وعلى صعيد النجاح الاستراتيجي يكفي قطر الفوز باستضافة كأس العالم 2022 ، هذا العمل (درس) لكل العرب أن يتعلموا من قطر، وليس هذا فحسب بل حتى على صعيد النهضة الشاملة في الدوحة، وتعامل أبنائها مع الضيوف والتزامهم بالأنظمة في مختلف المجالات.
وإن كان البعض سيغضب من مثل هذه الأمثلة ولن يتعامل مع مبادئ (الغيرة الحميدة)، فإن الأمثلة على أرضنا أقوى من خلال تصريح حاتم خيمي حول مجاملة أعضاء لجنة التطوير لرئيسهم، وتصريحات سامي الجابر وهو يؤكد أنه حضر اجتماعين (دون أن يتحدث المجتمعون بما يفيد..!!) وكذلك نواف التمياط بقوله (نحن في زمن الفكر والعقول وإسناد العمل لمدربين عالميين بمستوى جوس هيدنيك والتنشئة الصحيحة)، وقبل هؤلاء عدد من النقاد (الصرحاء) غاصوا في عمق المنشآت التي لاتستثمر جيدا ورداءة الملاعب وفوضى اللجان وعدم تطبيق اللوائح بحق المتجاوزين وضعف القرارات والاتهامات بحق الحكام وتأخير مستحقاتهم وشكاوى مدربين ولاعبين أجانب وعدم إنشاء مدن رياضية ولا ملاعب جديدة، وسوء برمجة المسابقات وترنح عمل أمانة اتحاد القدم وعدم وجود صف ثان في مراكز حيوية، والوهن الجاثم على اجتماعات الاتحادات، أغلبها تنتهي فترة الأربع سنوات باجتماع التعارف فقط..!!
جريدة الرياض السعودية