المحترفون اليمنيون في الخليج : يعاملوننا كلاعبي حواري !

أعاد تعثر اللحظات النهائية لمفاوضات صفقة احتراف النجم اليمني الدولي اكرم الورافي في صفوف فريق النجمة البحريني لكرة القدم , الى الواجهة التساؤل حول مدى صحة ما يتداول مراراً على اثر فشل مفاوضات الاحتراف الخارجي , عن ان المعنيين بالأندية في دول الخليج لايتعاملون بالشكل الأمثل خلال التفاوض مع اللاعبين اليمنيين المستقطبين من فرق الدوري اليمني لدرجة ان البعض لم يتحرج من وصف ذلك التعامل بانه ربما لا يحدث الا مع لاعبي "حواري" .

صنعاء : ابدى الصحافي الرياضي اليمني فرحان المنتصر استغرابه من محاولات البعض الإنحاء باللائمة على إدارات الاندية الرياضية بدول الخليج العربي في مسألة تبرير فشل عدد قليل من اللاعبين اليمنيين في الاحتراف الخارجي , معيداً ذلك في تصريح لـ"إيلاف" للافتقاد الى آلية التكوين التدريجي السليم للاعب اليمني الموهوب حتى وان كان دولياً لكونه لايمتلك منظومة حقيقة للتدريب ما يضطر الباحثين عن خدماته لاخضاعه للاختبارات .

واستبعد فرحان المنتصر وهو مراسل موقع "كووورة" , ان تكون المساومة مع إدارات الأندية المحلية وراء مسارعة عدد من نجوم الكرة اليمنية لتسريب معلومات للصحافة الرياضية عن قرب انتقالهم للعب بصفوف فرق اندية خليجية لافتاً الى حقيقة الافتقاد لوكلاء لاعبين ومدربين محترفين في اليمن وهو ما يفسر وقوع بعض النجوم المحليين ومن بعدهم الاعلام الرياضي في شرك الاستعجال بالإعلان عن ابداء الرغبة بالاحتراف معهم شفهياً اوعبر الهاتف .

وخلافاً لتبريرات وكيل اعماله , نفى مصدر مقرب من اكرم الورافي لـ"ايلاف" ان يكون اللاعب اليمني قد قرر التراجع عن استكمال احترافه الخارجي في البحرين بعدما كان غادر مطلع سبتمبر الجاري الى العاصمة المنامة للتوقيع على عقد انتقاله الى النجمة البحريني , بينما لاتزال الصحافة اليمنية تتلقف تصريحات لنجوم المنتخب الاول متضمنة تأكيدات لتلقيهم عروضاً احترافية بحرينية ومنهم الدوليان المدافع محمد العماري ولاعب الوسط هيثم الاصبحي .

أما حارس المنتخب اليمني الدولي سالم عوض فقد رضخ لاشتراط مغادرته اليمن نهاية الأسبوع الماضي الى سلطنة عمان من أجل تجديد عقده مع نادي المصنعة الذي كان أسهم بفعالية في صعود فريقه الأول إلى دوري الأضواء خلال الموسم الفائت رغم أن الحارس اليمني الذي بات مطلوباً لعدة فرق أندية عمانية كان أبدى عدم رغبته بمغادرة اليمن مفضلاً البقاء إلى جانب أسرته وأقاربه المشردين بعد تركهم لمنازلهم في محافظة أبين المضطربة الى محافظة عدن .

وفي حين لازال نجم المنتخب اليمني المهاجم الدولي علاء الصاصي يتطلع لخوض تجربة احترافية مع احد فرق دوري زين السعودي لكرة القدم ومبدياً عدم رفض اخضاعه لفترة تجريبية مع تواصل استعانته بوكيل اعمال له هو اللاعب السعودي السابق صالح الدوواد الذي كان قدم الى اللاعب اليمني العديد من العروض الخارجية وكان اقربها الى النجاح بالاحتراف بصفوف احد الفرق الاماراتية لولا هبوط فريق الظفرة من مصاف فرق دوري المحترفين في الامارات .

وأثارت التصريحات القوية التي أدلى بها النجم اليمني اكرم الورافي عقب مغادرته العاصمة البحرينية عائداً الى اليمن , النقاشات من جديد حول حقيقة تعامل الاندية الخليجية خلال مفاوضات استقدام المحترفين اليمنيين , إذ اوضح الورافي بانه قرر مغادرة العاصمة للمنامة بعدما ابلغ وكيل اعماله القطري بذلك قائلاً له في رسالة جوال : اذا ارادوا أن يتعاقدوا معي عليهم ان يعرفوا كيفية التعامل وليس بهذه الطريقة، وكأنني لاعب حواري ولست لاعباً دولياً .

وعلى الرغم من تبرير الورافي بان الملل قد ناله من طول الانتظار للتوقيع واستمرار ادارة نادي النجمة في التعذر باستكمال إجراءات التعاقد الى حين عودة مدير الكرة بالنادي البحريني , كاشفاً عن قبوله بحماس لخطوة التصوير خلال التدريبات رغم ان ذلك لايتم الا بعد الانتهاء من توقيع العقد وانجاز الاجراءات الرسمية , الا ان رد الوكيل القطري خليفة السادة لم يتأخر على ماقام به النجم اليمني بوصفه تصرفاً ينم عن عدم إدراك لمفهوم الإحتراف .

كما عبر القطري خليفة السادة عن استغرابه من عدم لجوء اليمني اكرم الورافي إليه قبل أن يسافر دون ان يتأكد من جدية التعاقد معه بدلاً من الهروب في الخفاء خصوصاً بأنه وكيله ومن قام بمفاوضته للانتقال للعب بصفوف فريق النجمة البحريني , مشيراً الى انه اوضح للاعب اليمني بأن التوقيع مع النجمة سيتم بتاريخ 11 أو 12 من شهر سبتمبر كأقصى حد ، ومتسائلاً مافائدة الرسالة النصية التي أرسلها إلي وهو في الطائرة عازماً العودة إلى اليمن .

وخلال المواسم الكروية الأخيرة حاول بعض نجوم اليمن الدوليين مواجهة تأثرهم بتوابع موضة تهافت ابرز أندية فرق دوري النخبة المحلي على استقدام اللاعبين المحترفين الأجانب بشكل ملفت وبالتحديد من دول القرن الأفريقي , فقرروا السير في الطريق الضبابي الموصل الى نجاح او فشل تجربة الاحتراف الخارجي ضمن صفوف فرق اندية خليجية او عربية فلم يتوفق الا القليل جداً بينما ظل الفشل ملازماً للأغلب واخرهم كان صانع الالعاب الدولي اكرم الورافي .

وكان مستشار الاتحاد اليمني لكرة القدم حسام السنباني تحدث في وقت سابق ضمن تقرير حصري لـ"ايلاف" قائلاً : نحن نعاني من أزمة ثقافة احتراف ولازلنا بعيدين عن تطبيقه , مضيفاً "المعروف عن اللاعب اليمني انه هاو بالمستوى والعقلية والأنضباط ولذلك فهو يصاب بالصدمة حينما يتطلع للدخول في عالم الاحتراف لكونه غير مؤهل لذلك" , ولافتاً الى استمرار إشكالية عدم وجود وكلاء أعمال للاعبين ومدربين محترفين من ذوي الجنسية اليمنية في البلاد .