رياضة

لائحة "الانضباط" تثير غضب مسؤولي الأندية السعودية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تراجع الإتحاد السعودي لكرة القدم عن إقرار لائحة الانضباط الجديدة، التي أقرّها قبل يومين، وأجّل العمل بها إلى الموسم المقبل، وبرّر الاتحاد ذلك حتى لا يتم المساس بالتنافس الشريف والعادل بين الأندية والمساواة بينها، يأتي ذلك بعد انتقادات واسعة على بنودها.

الرياض:أثارت اللائحة الجديدة الصادرة من لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي حفيظة عدد كبير من مسؤولي الأنديةعلى ماجاء في غالبية بنودها، حيث وصف رئيس الهلال أحد هذه البنود بـ الجحة (البطيخة).

بينما وصف رئيس الشباب بعض بنودها بالمبالغة بالعقوبات المالية، فيما أكد رئيس لجنة الانضباط أنه جرىتكريس مبدأ العدل والنزاهة، وتم الاستعانة بلوائح الفيفا لعدد من المسابقات المختلفة المعترف بها دوليًا، وعلى ذلك سعى رئيس الاتحاد السعودي إلى اعتمادها، وهو ماحدث.

وقد وجّه عدد من رؤساء ومسؤولي الأندية انتقادات واسعة حول لائحة الانضباط الجديدة، والتي تم إقرارها من الاتحاد السعودي، وجاء اعتراض مسؤولي الأندية على أن اللائحة احتوت العديد من البنود، التي لاتنطبق مع طبيعة المسابقات المحلية السعودية وتداخلها مع بعضها بعضًا، فضلاً عن أن ما تخللتها اللائحة من عقوبات على اللاعبين بالإيقاف في حال الحصول على كرتين أصفرين في ظل مشاركات المنتخب السعودي بكل فئاته (المنتخب السعودي الأول، المنتخب السعودي فئة "ب"، المنتخب الأولمبي، منتخب الشباب) هو أمر سوف يسبب أزمة لعدد من الأندية، التي ستعاني الأمرين في إيقاف لاعبيها، وعدم قدرة بعض الأندية على الاستعانة بالبديل، لوجوده في مهمة وطنية مع المنتخب السعودي بكل درجاته.

جاءت أول ردود الفعل من رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، الذي وصف أحد بنود اللائحة الجديدة بـ "البطيخة"،وهو البند الذي احتوى (أن النادي الذي يقف عند إستاد معين لا يحق له اللعب في إستاد محدد) تعليقًا على ما جاء فيها، لكون هذا البند كالبطيخة التي تراها، لكنك لا تعرف ما هو محتواها.

حيث كشف الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن عدم رضاه على ما جاء في هذه اللائحة، موضحًا: "طلبت منا لجنة الانضباط إبداء ملاحظات حول لائحة لجنة الانضباط السابقة، وعلى أساسه قمنا بتوجيه ملاحظات من12 صفحة تناولت عيوب اللائحة السابقة، وتحفظًا على بعض ماجاء في بنودها، وقمنا بإرسال هذه الملاحظات إلى اللجنة، إلا أن هذه الملاحظات لم يتم النظر إليها نهائيًا، ولو ملاحظة واحدة"، مستغربًا في السياق عينه "كيف تطلب اللجنة منا أن تأخذ برأينا، وفي الآخر لا تأخذ منه شيئًا".

جدل واسع وغضب عارم صاحب إقرار لائحة "الانضباط" الجديدة


وحول ما إذا تم عرض هذه اللائحة على الأندية، بمن فيها الهلال، فأوضح الرئيس الهلالي "انه لم يتم عرض اللائحة الجديدة لنا في الأندية، وتحديدًا في نادي الهلال قبل اعتمادها، حيث طلب منا إبداء وجهة نظرنا في اللائحة السابقة، لكنه على النقيض لم يتم أخذ رأينا في اللائحة الجديدة!!".

وعن اللائحة الجديدة، تحدث الأمير عبدالرحمن: "اللائحة الجديدة تحمل عددًا من الثغرات، لأنه من الواضح أنها مترجمة حرفيًا من لائحة الفيفا، والتي تتطرقإلى مسابقات مجمعة، مثل كأس العالم وكأس القارات، حتى إنها ذكرت ضمن اللائحة عبارة كأس القارات، فما هو وجه الارتباط بين ما يحدث في مسابقة كأس القارات على مستوى القارات وبين مسابقات محلية تقع تحت مظلة الاتحاد المحلي فقط، إضافه إلى أن هناك تدخلاً في صميم كرة القدم، مثل أن يقوم الحارس بإخراج كرة دخلت المرمى، فتنص اللائحة على طرده وتغريمه20 ألف ريال.

فهذا تدخل صريح في قرارات كرة القدم نفسها، وهذا الأمر ليس قرارًا انضباطيًا أو سوء سلوك، كما من النقاط الغريبة في اللائحة هي ما نصت عليه اللائحة بأنه إذا كان لديك لاعب موقوف، وأشركته في مباراة ودية فتعتبر خاسرًا هذه المباراة 3 - 0، وتغرم ثلاثين ألف ريال، فما دخل هذا البند بمباراة ودية يقيمها ناد؟، فهذا يدل على أن اللائحة موضوعة على لائحة الفيفا من دون الأخذ في الاعتبار فوارق المسابقات ومناسبتها وأهميتها، لأن المباريات الودية في الفيفا تؤثر بشكل مباشر على تصنيف المنتخبات عالميًا عكس المباريات الودية، التي يقيمها ناد محلي، فلا أحد يهتم لها أو لنتيجتها ولا تخضع لمقاييس أو تصنيفات".

وأسترسل الرئيس الهلالي: "إذا كان لديّ لاعب موقوف لأربع مباريات في مباراة رسمية، فهل يفهم من نص هذه اللائحة أنه من الممكن أن أقيم أربع مباريات ودية، لأشرك هذا اللاعب في أول مباراة رسمية؟".

وأبدى الأمير عبدالرحمن استغرابه من بند إيقاف اللاعب لحصوله على كرتين أصفرين، حيث أوضح قائلاً: "كيف يتم إيقاف اللاعبين لحصولهم على كرتين.

ففي الدوري الإنكليزي المصنف كأفضل دوري في العالم، لا يتم إيقاف اللاعب، إلا بعد حصوله على 5 بطاقات صفراء، فمثلاً نادي الهلال إبان خوضه منافسات الدوري المحلي، لديه خمسة لاعبين في المنتخب الأولمبي وثلاثة لاعبين في المنتخب الرديف، مما لا يبقى معي إلا 20 لاعباً من أصل ثلاثين لاعباً في كشوفات النادي، والملزمة من الاتحاد السعودي بـ 30 لاعباً، ثم تقوم بإيقاف لاعب لي لمباراة لحصوله على كرتين أصفرين في دوري يبلغ عدد مبارياته 26 مباراة!!.

فهذا الأمر غير منطقي، وأبدينا من خلاله اعتراضنا على ما جاء في اللائحة من بنود، لم تتم فيها مراعاة طبيعة المسابقات المحلية والدولية لدينا، فضلاً عن ما احتوته من عقوبات مالية كبيرة، قد لا تتحملها بقية الأندية التسعة المتبقية في الدوري، أو الأندية التي لاتستطيع الدفع لعدم وجود رعاة لهم".

وأكمل رئيس الهلال": إن مايكشف وجود خلل في اللائحة هو تناقض العقوبات في الفعل، فمثلاً اللاعب الذي يبصق يتم إيقافه 12 شهر وغرامة 60 ألف ريال، بينما من يقوم بالضرب يكون الإيقاف لستة شهور وغرامة 30 ألف ريال، أي إن البصق أصبح أكثر وطأة من الضرب، فهل يفهم بهذا التباين أن مسؤولي الأندية يوضحون للاعبيهم أنه في حال وصولكم إلى أي رد فعل لحساسية المباراةيجب الانتباه من البصق واسبداله بالضرب لأن الضرب أقل عقوبة من البصق".

رئيس الهلال تحفظ على كثير من بنود اللائحة

وحول موافقة الفيفا على هذه اللائحة الجديدة أوضح عبدالرحمن بن مساعد: "بالتأكيد الفيفا لن يرفض اشتراطات لائحة تطبق على الصعيد المحلي، لكن إن كان سينظر لما يتعامل به الفيفا، فيجب عليه أن يتعامل بها في كل ما توافق عليه الفيفا، وعلى أساسه لماذالا يتم استدعاء اللاعبين من أنديتهم قبل خمسة أيام من موعد إقامة المباراة الدولية؟".

وناشد الأمير عبدالرحمن بن مساعد في ختام حديثه الأمير نواف بن فيصل بإقامة ورشة عمل بين الأندية ومسؤولي لجنة الانضباط للوصول إلى حلّ مُرضٍ لجميع الأطراف لما حوته من أخطاء واضحة وفادحة.

على الصعيد عينه، عبّر رئيس نادي الشباب خالد البلطان عن اعتراضه على ما جاء في اللائحة الجديدة بقوله: "إن اللائحة الجديدة ما زالت تحوي العديد من الثغرات، حيث إن الأمور المالية مبالغ فيها، فكون العقوبات تبدأ من 20 ألف ريال إلى مليون ريال هو أمر مبالغ فيه، وتعطي إيحاء أن الاهتمام باستنزاف الأندية ماليًا أكثر من العقاب نفسه.

وعلى سبيل المثال، في اللائحة السابقة، عند حصول اللاعب على ستة كروت تكون العقوبة 6 آلاف ريال، وفي اللائحة الآسيوية ألف دولار، أي ما يعادل 3.5 آلاف تقريبًا.

أما في اللائحة الجديدة فوصلت الغرامة المالية إلى 60 ألف ريال، وهو ما وصلت فيه العقوبة إلى عشرة أضعاف، وهذا التباين في المبالغ في اللائحة السابقة والجديدة مقترنة بلائحة للاتحاد القاري للمخالفة نفسها، ويكشف ما تم إيضاحه عن أن العقوبات أصبحت استنزافًا لخزائن الأندية أكثر منها عقوبة، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه العقوبات ستفرض في مباريات تنافسية وفي مباريات حماسية، مما قد يفقد المنافسات جماليتها".

وشارك رئيس الشباب الرأي مع رئيس الهلال في مسالة إيقاف اللاعب بحصوله على كرتين أصفرين معبّرًا: "أن هذا أمر صعب جدًا، والدوريات العالمية، كالدوري الانكليزي، لا يتم فيها إيقاف اللاعب إلا بعد خمس مباريات لما يحوي الدوري من جولات عديدة ومباريات تنافسية، مما سوف يكبدنا هذا الأمر خسائر كثيرة، تم دفعها إلى اللاعبين، فضلاً عن أن جمالية التنافس سوف تتلاشى، فبعد صدور اللائحة الجديدة فبرأيه لا يوجد لاعب إلا وسيتم إيقافه، لأنه من الصعب جدًا أن تجد لاعبًا لا يحصل على كرتين أصفرين في دوري يحوي 26 مباراة".

رئيس الشبابيؤكد ان بنود اللائحة استنزاف لأموال النادي

وأكمل رئيس الشباب انتقاده للائحة الجديدة، حيث أوضح "أن اللائحة حوت التضييق على ثقافة الاستئناف، إذ يمنع الاستئناف إيقاف لاعب، إلا إذا كان إيقافه لأربع مباريات فما فوق، بينما لو كان إيقافهلأقل من أربع مباريات، فلا يحق لك الاستئناف.

الأمر نفسهبالنسبة إلى الغرامة المالية، فلا يحق لك الاستئناف إلا إذا كان المبلغ الواقع عليك 60 ألف ريال فأكثر،أي إنه في حال وقوع غرامة مالية على النادي اقل من 60 ألف ريال، فلا يحق للنادي الاستئناف".

واستغرب رئيس الشباب ما حوته اللائحة بأحقية رئيس لجنة الانضباط ورئيس لجنة الاستئنافباتخاذ ما يرونه مناسبًا من القرارات بشكل فردي، حيث علقا موضحًا "أن إعطاء الصلاحية المطلقة لرئيس لجنتي الانضباط والاستئناف باتخاذ قرارات من دون الرجوع إلى أعضاء اللجنة هو أمر خاطئ، ويجب إعادة النظر فيه".

وأكد البلطان "انه يوجد الآن5 فرق تمثل النادي (أول - أولمبي - شباب - ناشئين - براعم) وان الاستمرار بالعمل بهذه اللائحة المبالغ فيها ماليًا، لن تمكن من الصرف على النادي بالشكل المطلوب، وستكون غالبية المبالغ تتجه إلى دفع غرامات مالية لدى الاتحاد السعودي".

واختتم الرئيس الشبابي بإبدائهنية إدارته الكتابة للاتحاد السعودي لإعادة النظر في ماجاء في هذه اللائحة لما حوته من أخطاء ومبالغات مالية وغرامات على مستوى النادي والأفراد، مطالبًا بالأخذ في الاعتبار لوجهة نظر الأندية، لأنها الأقربللأحداث والدرجات السنيةللنادي منها من اللجان".

وفي الجانب النصراوي، أكد مدير الكرة في نادي النصر سلمان القريني إعدادهم مذكرة حوت حوالى 12 صفحة، لم يتم الأخذ بها في اللائحة الجديدة، كاشفًا عن أن اللائحة السابقة كانت خاضعة للجدلية، لما حوته بنودها من عقوبات، غير أن اللائحة الجديدة حولت جدلية بشكل أوسع، لما حوته من بنود مبالغ فيها، مؤيدًا ما تطرق إليه رئيس الهلال ورئيس الشباب من ملاحظات حول اللائحة.

وكان رئيس لجنة الاستئناف الدكتور هادي اليامي قال: "إن لائحة الانضباط الجديدة ستسهم في تكريس مبدأ النزاهة والعدل في الوسط الرياضي السعودي، استناداً إلى لوائح ونصوص واضحة ومعتمدة دولياً".

رئيس الاستئناف يوضح ان محتوى اللائحة يكرس مبدأ العدالة

وأسترسل الدكتور: "أن اللائحة الجديدة توضح الحقوق والواجبات بين الأطراف كافة المتقاضية لدى لجنة الانضباط، كما إنهاتتناول الأحكام والقواعد التي تنظم حالات الإخلال بنظم ولوائح الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم والأنظمة الدولية ذات العلاقة، فضلاً عن تحديد العقوبات المقررة والهيئات والإجراءات المعنية بتطبيقها، وذلك للأشخاص الخاضعين لها.

حيث تميزت لائحة الانضباط بضبط وفرض مبدأ الاحترام القانوني لمنسوبي الوسط الرياضي كافة في الاتحاد السعودي لكرة القدم، عن طريق فرض عقوبات رادعة وحازمة، تسهم في احترام القانون، وتعمل على محاربة أشكال الفساد كافة، التي لم تكن موجودة في اللائحة السابقة، مثل الـتزوير والتلاعب والفساد بشكله ومفهومه العام، والتهديد والإكراه من جانب، والوضوح والشفافية في نصوص الأنظمة واللوائح التنفيذية لها من جانب آخر.

اللائحة ركزت أيضاً على الجدية في تناولها للقضايا في توصيف أدنى العقوبات بـ20 ألف ريال، وأكثرها بمليون ريال، وهذا يعكس جدية الالتزام ببنود اللائحة الجديدة للانضباط".

وفي تعليق قانوني على هذه اللائحة، أوضح المحامي خالد أبو راشد المحامي المتخصص بالقضايا الرياضية في تصريح خاص لـ "إيلاف"حول هذه اللائحة قائلاً: "إن هذه اللائحة تعتبر نقل كامل لحوالى 90 % من لائحة الفيفا من دون النظر إلى الاعتبارات للمسابقات ونوعيتها والمجتمع المتعامل به، فكان من المفترض أن يؤخذ ما يتناسب مع رياضتنا، ويترك الباقي، مع العلم أن لائحة الفيفا لا توجد فيها قوانين عقوبة تتعلق بالإساءة في الإعلام.

بينما اللائحة بلجنة الانضباط شملت قوانين تتعلق بالإساءة عبر الإعلام، كما إن لائحة الفيفا لا توجد ضمن نصوصها غرامات بمئاتالآلاف في لائحتها، بينما العكس في لائحة الانضباط السعودية، وإن كانت اللجنة تتذرع بلائحة الفيفا، فلماذا لم تلتزم اللجنة بأخذ كامل العقوبات من الفيفا بدلاً من أن تأخذ ما تريده، وتترك ما لا تريده، وتضيف ما تريده من عقوبات حسب وجهه نظرها".

المحامي ابوراشد يستغرب جملة الاخطاء في اللائحة

وتساءل المحامي أبو راشد: "كيف تطبق لائحة في مسابقة مثل كأس العالم وكأس القارات تقام منافساتها من أسبوعين الى شهر في دوري يستمر الى 8 أشهر ويحوي 26 جولة!!".

وأسترسل المحامي في حديثه: "للأسف الشديد اللائحة حوت كلمات فضفاضة، فمثلاً عندما تتحدث عن الإساءة في الإعلام ومن دون أن تحدد ما هو المقصد من الإساءة، فهذا يجعل الأمر غير واضح، فهل المقصود بالإساءة هو السب أو الشتم والاتهام والقذف، والتي على أثرها من الطبيعي أن تعتبر إساءة فتقع العقوبة، أم المقصود هو الانتقاد والمخالفة في الرأي والكشف عن الأخطاء، والذي قد تعتبره لجنة الانضباط إساءة،ويتم على أثرها العقاب؟، فتدوين عبارة الإساءة بدون توضيح، يجعل منها كلمة مطاطة، قد تستغلها اللجنة حسب وجهة نظرها، والتي لا تندرج تحت أسس ومعايير واضحة لمعنى الإساءة".

وأضاف ابوراشد: "الصياغة القانونية للائحة كانت ركيكة،وخاصة في ما حواه البند الخامس عندما قامت اللائحة بتحديد الأشخاص الذين تشملهم هذه اللائحة من أندية ومسؤولين ولاعبين، لكنها عادت في المادة السابعة من اللائحة لتقول كل من تراه اللجنة من كافة الفئات، مما يعني أن الصياغة المقصود منها أنها تتناول كل المجتمع السعودي بفئاته مثل مدرس في مدرسته أو طبيب في مستشفى أو مهندس في مكتب استشاري أو قاض في محكمة، وطالما وضعت كل من تراه اللجنة فلا داعي للفقرات السابقة إذن".

وكشف أبو راشدقائلا: "هناك مسالة خطرة عندما تقول انه يحق لرئيس اللجنة اتخاذ ما يراه مناسبًا، وهذا يعتبر كارثة، فعندما يقوم رئيس اللجنة بتصدير عقوبة تخصني - على سبيل المثال - وعندما اتساءل، وأطالب بالنص أو البند الذي تم الاستناد إليه، فيتم الاجابة على تساؤلي بعبارة (وفق ماتراه اللجنة مناسبًا).

وإذا كانت اللجنة قد وضعت هذا النص إذن ماهي الفائدة من اللائحة أساسًا عندما تضع عبارة لرئيس اللجنة الحق في اتخاذ العقوبة ما يراه مناسبًا، فتحكم وتصدر العقوبة، وتذيل قرارها بما تراه اللجنة مناسبًا، مما قد يساهم في الفوارق في العقوبات بين الأندية، ويثير الحساسية بين الجماهير، لأن العقوبة هنا ليست خاضعة لبند أو قانون، بل لرأي وتصرف شخصي فقط، حارمًا إياك حقك في ابسط حقوقك، وهو الاستئناف وإخضاعه لشروط معقدة".

وحول ما تم ذكره في لائحة لجنة الانضباط تحت مسمّى الغش والتزوير والرشوة، أوضح المحامي خالد: "أن هذه الفقرة وما جاء فيها يكشف التباين الكبير في العقوبات، لم تتخذ حتى على مستوى العقوبات في الدولة، فمثلاً نظام الرشوة والغش التجاري والتزوير والجرائم الجنائية في المملكة وكثير من الدول العربية في قوانينها لم تصل الغرامات فيهاالى مليون ريال، حتى الجرائم التي تستوجب السجن لا تصل مبالغ مخالفاتها الى مليون ريال.

بينما في أمر رياضي تصل الى ماهو أكبر من الجرم، بإجبارك على دفع مليون ريال، حتى الدية لا تتجاوز الـ 100 ألف ريال".

وأكد المحامي وقوع اللجنة في خطأ شرعي، حيث قال: "اللجنة أوضحت ضمن لائحتها أنأي تأخير في دفع عقوبة ما، سوف يضاعف على العقوبة المالية، أليس هذا غير جائز شرعاً، وقد أوضح مشايخ أن التأخر بدفع عقوبة ما فيأي دائرة حكومية، ثم تتم مضاعفتها، يعتبر غير جائز شرعًا، فيما اللجنة تقر بهذا الأمر، وبذلك تقع في خطأ شرعي".

وأختتم المحامي خالد أبو راشد حديثه بالقول: "انه للأسف كشفت اللائحة عن ضعف خبرة أعضاء اللجنة قانونيًا في ما يخص القضايا الرياضية، ووقعوا في أخطاء كبيرة، فاللائحة السابقة كانت أفضل بكثير من الحالية، رغم أخطائها وثغراتها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قاضي و مشرع في آن واحد
خليجي -

لن ينصلح حال الكرة السعودية طالما بقيت الأسماء التي تديره على حالها. فتغير الرئيس لا أثر له طالما لم يتغير من يدير الكرة فعليًّا. فالأسماء ذاتها لم تتغير رغم أنها أساس البلاء.فضلاً عن تعدد المهام لكل مسؤول و عدم الفصل بين صلاحيّات كل مسؤول و هذا مبدأ إداري أساسي. فتجد أحدهم عضوًا في اللجنة التنفيذية و كذلك القانونيّة بالإضافة إلى عضويته في هيئة دوري المحترفين.و تستغرب من تعلقهم بتزيين أسمائهم بحرف الدال، بينما يغفلون و يتجنبون التعريف بمن وهبه إياهم. فأحدهم ناله من دكان جامعي غير معترف به، و يمنح هذه الشهادات بالمعادلة، حيث أنه بالإمكان الحصول على هذا الحرف مقابل بيان سنوات العمل و حوالي 500$ أمريكي.لا بد من تغيير الحرس القديم و الاستعانة بأسماء جديدة شابة تنهض بالرياضة السعودية التي لم تعد تقوى على مجابة منتخبات كتايلاند و اندونيسيا.