رياضة

لوران بلان ومهمة إعادة بناء منتخب فرنسا بعد فضيحة مونديال 2010

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كان "لي بلو" في أدنى مستوى له على الإطلاق بعد التمرد في جنوب افريقيا، ولكن اللاعب الدولي السابق لوران بلان استرد الاحترام منتخب فرنسا الذي كان قد اختفى تحت إدارة ريمون دومينيك.

بعد احتفال فلوران مالودا بطريقته الخاصة عند تسجيله الهدف الأول لفرنسا الذي قاده إلى الفوز 3- صفر على البانيا، ارتفعت أعلام الألوان الثلاثة التي كانت قد وضعت في المدرجات السفلى من "استاد دي فرانس" ولوحت الحشود بفرح وشاركت في موجة مكسيكية في محاولة لإثارة عامل التفاؤل، بعدما أصبحت السخرية العاطفة التي من الصعب تغييرها خلال الحملة التي نبعت من رجس نهائيات كأس العالم 2010.عندما التقط لوران بلان العديد من "القطع الحادة" التي تركها دومينيك وراءه كانت على عاتقه الكثير من أعمال الإصلاحات، وبالتالي كان من المعقول أن يتوقع المرء أنه قد يستغرق وقتاً طويلاً لإعادة فرنسا بناء سمعتها التي تمزقت. حتى بالنسبة إلى البطل الوطني المنقذ المعروف باسم "الرئيس لي" فالمهمة التي بين يديه كانت معقدة جداً بحيث لا يمكن تجنبها.وبالأخذ في الاعتبار أن بلان تسلم منصبه عندما كانت فرنسا في حالة يرثى لها، بعدما تم حظر لاعبي الفريق بأكمله الذي كان جزءاً في الفشل الذريع في جنوب افريقيا وكان هناك تحقيقاً وطنياً الذي كان يدور أكثر حول السلوك بدلاً من المهارات على أرض الملعب. أما بالنسبة إلى مسألة النتائج فالمنتخب الذي قضى معظم سنوات العقد الماضي في المراكز الثلاث الأولى في التصنيف العالمي لفيفا تراجع إلى المركز الـ27.وانتهت أول مباراة لبلان، مدرباً لفرنسا، الودية في النرويج من دون أي لاعبين أساسيين المشاركين في نهائيات كأس العالم، بالهزيمة. ثم جاءت الهزيمة الثانية على أرضه أمام بيلاروس في افتتاح التأهيلات لنهائيات بطولة الأمم الأوروبية 2012. ولكن بعد هذا الموقف من ضعف الروح المعنوية، استعاد المنتخب أنفاسه بفضل فترة امتدت 13 شهراً من دون أي هزيمة. وهو الآن في صدارة مجموعته للتأهل لنهائيات يورو 2012، ولكن على نحو فعال عبر مباراة "نهائي الكأس" مساء الثلاثاء.سيزور منتخب البوسنة والهرسك باريس الثلاثاء لمباراة قمة المجموعة (د) التي تتصدرها فرنسا بفارق نقطة واحدة عن البوسنيين. وإذا أمكن الفرنسيون من تجنب الهزيمة فإنهم سيتأهلون لنهائيات يورو 2012 وارسال خصومهم إلى المباراة الفاصلة. إلا أن هذا لا يعني أن الأمر مفروغاً منه، إذ يؤمن سافيت موسيتش، مدرب البوسنة والهرسك، بأن كل الضغوط هي على الارستقراطيين، إذ قال: "سنلعب من دون ضغوط في محاولة لخلق مفاجأة، إما إذا خسرنا فلدينا مكان في المباريات الفاصلة، وهذا هو بالفعل النجاح بالنسبة لنا".وليست فرنسا بالضبط في القارب نفسه. فبعد وضع البانيا جانباً بالفوز عليها 3- صفر يوم الجمعة الماضي، تحول الاهتمام مباشرة إلى مباراة ضد البوسنة: هل سيتملكون أعصابهم؟ هل يمكنهم التعامل مع الكثير من اللاعبين الرئيسيين على الهامش؟ هل الحقيقة أن التعادل يكفي أو أنه سيكون وضعهم خطيراً؟ يجيب لوران بالقول: "أجد أن هذه الآراء متشائمة. استراتيجيتنا هي الفوز في هذه المباراة مثل كل المباريات السابقة، فنحن غير مستعدين لحضور إجراء قرعة المباريات الفاصلة". أما صانع الألعاب سمير نصري فكانت لديه وسيلة أخرى لصرف النظر عن اتباع نهجاً أكثر حذراً، عندما أكد "نحن لسنا ايطاليين".ومع ذلك، فإن لدى بلان القضايا الأكثر أهمية التي يجب أن يتعامل معها، وهي الإصابات، بما فيه إصابة لاعبيه الثلاث الرئيسيين ضد البانيا: باتريس إيفرا ويوهان كاباي وعادل رامي، الذين انضموا إلى اريك ابيدال. بالإضافة إلى عدد من اللاعبين المؤثرين الذين تركهم جانباً بالفعل، خصوصاً كريم بنزيمة وفرانك ريبيري وبكاري سانيا. أي ما يعني غياب ثلاثة أرباع الاختيار الأول لخط الدفاع. وسيشغل المهاجم الأكثر خبرة ولاعب خط وسط الأكثر ابداعاً مراكز الغابين، وعلى بلان أن يجد حلاً سريعاً للمباراة الحاسمة والحرجة.على الجانب الايجابي، الأداء ضد البانيا جلب بعض الايجابيات المفيدة. فالظهير الأيمن ماثيو ديبوتشي كان رائعاً بعد أول مشاركة له مع منتخب بلاده، فيما كان لوك ريمي خطراً في الهجوم، أما مارفن مارتن فقد كان مثيراً بعدما دخل بديلاً، في حين أجاب سمير نصري على بعض منتقديه بعد عرض مذهل.وكان لا بد على بلان أن يكون حاذقاً خلال فترة تدريبه لمنتخب فرنسا. ربما أكثر مما كان يتمناه. فكان عليه إعادة بناء رفع المعنويات والحيوية بالكامل في تشكيل فريقه، بالإضافة إلى إعادة المعايير التقنية من الصفر، فكان عليه إعادة دمج بعض اللاعبين المستبعدين بعد نهائيات كأس العالم بعناية فائقة (وكان مثيراً للاهتمام عندما أشرك جبريل سيسي ضد البانيا، فقد أصبح اللاعب الـ15 الذي اعيد إلى منتخب فرنسا من مجموعة الـ23 الذين جبلوا العار لبلادهم).وحقيقة أن هيبته كانت كل شيء والتي لم تكن تعمل لمصلحة دومينيك دائماً. إلا أن موقف بلان ضعف بعد ذلك بعدما تم تسريب فضيحة الاجتماع الذي ناقش فيه تنفيذ الحصص العرقية في مراكز تدريب الشباب.ولكن على رغم النتائج اللائقة، إلا أن بعض المشاكل القديمة في الفريق بدأت تطفو على السطح: المشاحنات حول ما إذا كان سيلعب مالودا أو ريبيري في مركز جناح اليسار، وإبعاد نصري وبث انتقاداته على الملأ، وأداء فرنسا السيئ عندما فاز على ألبانيا 2-1 بشق الأنفس خارج أرضه، وتعادله سلبياً على أرضه مع رومانيا.ولكن كان هناك سبباً كبيراً واحداً جنّب فرنسا الإهانة التي جاءت في طريقهم تحت قيادة دومينيك، وهو لوران بلان الذي مايزال يحظى باحترام كافٍ لكبح الانتقادات لأطول فترة ممكنة. ومع ذلك، يبدو أنه مايزال يحتاج إلى وقت مقبول ومنصف قليلاً لتشكيل فريق يجلب بكل صدق عامل التفاؤل. إلا أن تأهله لنهائيات يورو 2012 - يفضل من دون الحاجة إلى لعب المباريات الفاصلة - ستكون خطوة مهمة أخرى بعيداً عن الحضيض في جنوب افريقيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف