رياضة

هولندا تتخلص من تبعيتها للأندية المحليّة عبر قانون بوسمان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ظلت نتائج المنتخب الهولندي مرتبطة بالنتائج التي تسجلها الأندية الهولنديةعلى الصعيد القاري خاصة ناديي اجاكس أمستردام وأيندهوفن و بدرجة أقل فينورد وبما تنجبه وتقدمه له من لاعبين مميزين ، فان تألقت هيفي إحدى الكؤوس الأوروبية حصد هو الآخر نتائج طيبة سواء في بطولة أمم أوروبا أو في كأس العالم ، وإن أخفقت فإن الإخفاق يطوله هو أيضاً.

، و ظل هذا حال الكرة الهولندية في اغلب البطولات التي جرت طيلة العشريات الثلاث الأخيرة من القرن الماضي ، و ذلك بسبب الاعتماد المفرط للمنتخب الهولندي على لاعبي نجوم الأندية الثلاثة ، و افتقاده لعدد كافي من المحترفين في الخارج ، غير أن هذا الحال بدا يتبدد منذ صدور قانون بوسمان منتصف التسعينات ، و بشكل أكثر وضوح منذ العام 2005 ، آذ تم فك الارتباط بين الطرفين ، و أصبحت تنئج الأندية الهولندية في المسابقات القارية لا تؤثر إطلاقا في نتائج المنتخب الوطني سواء كانت ايجابية أو سلبية ، و لكل طرف حساباته الخاصة.

ففي السبعينات من القرن العشرين جاء تأهل الطواحين إلى نهائي مونديال ألمانيا 1974 ثم مونديال الأرجنتين الموالي وبلوغهم نهائيات أمم أوروبا للمرة الأولى عام 1976 مباشرة بعد التألق اللافت لنادي اجاكس أمستردام في كأس أبطال أوروبا حيث فاز بها ثلاث مرات متتالية أعوام 1971 و 1972 و 1973 ، و كان المنتخب الهولندي تقريباً نسخة مطابقة للأصل من نادي اجاكس ، حيث ضم في صفوفه أفضل لاعبي و نجوم الأخير يتقدمهمالنجم يوهان كرويف المتوج بالكرة الذهبيةونيسكانس ورودي كرول وآري هان وآخرين ، بل وقدم اجاكس لمنتخب بلاده حتى أسلوب اللاعب الذي اشتهر به و المعروف بالكرة الشاملة.

وبعدما أفل نجم اجاكس في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات بعد اعتزال الجيل الذهبي أو تقدم أعمار بعض أفراده ، أفل معها نجم المنتخب البرتقالي الذي تراجعت نتائجه ، وتحول من منافس يحسب له ألف حساب إلى مجرد فريق عادي تتجاوزه جميع المنتخبات الأوروبية وبسهولة ، حيث عجز عن التأهل إلى نهائيات كأس العالم مرتين متتاليتين 1982 باسبانيا و 1986 بالمكسيك كما اخفق في بلوغ نهائيات كأس أمم أوروبا التي جرت بفرنسا سنة 1984 ، وكان ذلك بسبب العقم المؤقت الذي أصاب كبرى الأندية الهولندية ، أو بالأصح لأن ما أنجبته لم يكنقد بلغ سن الرشد بعد ، و هو ماتأكد في نهاية الثمانينات حيث أنجب اجاكس أمستردام جيلا ًذهبيا آخر يأتي على رأسه الهداف الأسطورة المهاجم ماركو فان باستن، كما أنجب غريمه بي اس في ايندهوفن جيلا ذهبيا بلاعبين مميزين يتمتعون بمهارات فنية عالية لعل أبرزهم الأسطورة رود خوليت والشقيقين كومان و أسماء أخرىلمعت في سماء أوروبا ، فتوج اجاكس بكأس أبطال كؤوس أوروبا عام 1987 وبلغ النهائي في العام الموالي ، كما توج ايندهوفن بكأس أبطال أوروبا عام 1988 ، وحصل خوليت على الكرة الذهبية عام 1987 ومواطنه فان باستن عامي 1988 و 1989، فكان ذلك إيذاناً بعودة الطواحين إلى الساحة مجددا بمناسبة بطولة أمم أوروبا التي جرت في ألمانيا سنة 1988 وعرفت تتويج هولندا بجدارة واستحقاق بفضل تشكيلة قادها الجنرال الراحل رنيس متشال بفضل خلطة سحرية مزج خلالها بين منتوج الغريمين اجاكس و ايندهوفن.

ودفع المنتخب البرتقالي ضريبة تراجع الناديين خلال مونديال إيطاليا عام 1990 رغم أن الجميع كان يرشحه للمنافسة على الأدوار الطلائعية بل والتتويج بالكأس للمرة الأولى في تاريخه غير انه اكتفى بالدور الثاني و أقصي من قبل ألمانيا الغربية ، لكن مرحلة الفراغ لم تدم هذه المرة سوى سنوات قليلة حيث عاد ليتألق خلال أمم أوروبا 1992 بالسويد و بلغ دورها النصف النهائي ثم وصل إلى ربع نهائي مونديال أمريكا 1994 وأقصي بصعوبة كبيرة من قبل البطل المنتخب البرازيلي ، وكل ذلك كان بفضل نجوم اجاكس وأيندهوفن وحتى فاينوردمثل المهاجم دينيس بيركامب والحارس ايد دو قوي و برايان روي.

ومع استمرار الأندية الهولندية في إنجاب المهارات العاليةتواصل تألق الطواحين ، ففي عام 1995 و 1996 تألق اجاكس أمستردام في دوري أبطال أوروبا حيث توج بها في العام الأولى وخسر النهائي في الثاني ، كما تألق ايندهوفنوفينورد و لو بشكل اقل ، وأعطوا للمنتخب الوطني جيلا آخر لا يقل إمكانيات عن جيل فان باستن و خوليت و كرويف ، يتكون من الشقيقين فرانك و رونالد دي بوروباتريك كلويفرت والحارس أدوين فان دير سار و وينستون بوغارد و رايزيغر من اجاكس ، المدافع الصلب ياب ستام من ايندهوفن ، والمهاجم فان هويدونغ من فاينورد ، وبفضل هذا الجيل استعادتهولندا توهجها وبلغت نصف نهائي كأس العالم بفرنسا 1998 وأقصيت بالركلات الترجيحية أمام البرازيل بعدما سبق لها أن أخرجت الأرجنتين .

وعاد البرتقالي إلى فترة الفراغ مع بداية الألفية ففشل في التأهل إلى نهائيات مونديال كوريا واليابان 2002 في وقتأصبحت فيه الأندية الهولندية تغادر المنافسة القارية من أدوارها الأولى.

السنوات الست الأخيرة أصبح منتخب الطواحين يتألق ويسجل نتائج جيدة ويتأهل إلى أي نهائيات بسهولة تامة ويحتل إما المركز الأول أوالثاني في الترتيب العام للمنتخبات العالمية ومرشح فوق العادة للتتويج بأي بطولة يشارك فيهاآخرها وصوله لنهائي مونديال جنوب إفريقيا 2010 رغم أن الأندية الهولندية خارج النص أوروبيا ، لأن المنتخب لم يعد يعتمد على لاعبيهامثلما كان عليه الحال في السابق ، فالمعادلة تغيرت و أصبح تعداد المنتخب يتشكل في معظمه من لاعبين محترفين ينشطون خارج هولندا في أقوى الدوريات و الأندية الأوروبية التي أصبحت تعج بالمنتوج الهولندي ، فهناك حوالي 20لاعباً في الخارج يمثلون العمود الفقري للمنتخب بما فيهم ثلاثي حراس مرماه وآخرون مثل آريين روبن من بايرن ميونيخ وويسلي شنايدر من انتر والقائد مارك فان بومل من ميلان وفان بيرسي من ارسنال وديرك كويت من ليفربول وكلاس هانتيلار من شالكة الألمانيوخالد بولحروز من شتوتغارت ، في حين لا نجد سوى أقليةممن يلعبون في الدوري الهولندي لا يزيد عددهم عن السبعة عناصر وغالبا ما يبقون أسرى دكة الاحتياط ، و بدا واضحا بأن المنتخب الهولندي استفاد كثيرا من قانون بوسمانالذي صدر في منتصف التسعينات ، فهو حاليا يجني ثمار ما تزرعه الأندية الهولندية من مواهببفضل سياستها التي تعتمد على التنقيب عن اللاعبين الشبان لإبرازهم قبل أن تبيعهم للأندية الأوروبية الكبيرة و التي أصبحت هي الأخرى تتسوق كثيرا في هولندا.

و بات اللاعب الهولنديلا ينضم إلى منتخب بلاده إلا بعدما يحترف في الخارج ، وأصبح الناخب الوطنيبات فان مارفيكوقبله فان باستنيبحث عن تدعيم صفوفه من خلال متابعة الدوريات الأوروبية الأجنبية أكثر من متابعته للدوري المحلي ، حتى وإن كان ذلكلا يخدم الأندية التي تضطر إلى تغيير تعداداها مع بداية كل موسم .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف