رياضة

سائقو الدراجات في العراق: تحدي التقاليد بالألعاب البهلوانية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في اكثر من مكان يتجمع شباب مراهق في مدينة الحلة (100 كم جنوبي بغداد ) وهم يستقلون ، الدراجات النارية السريعة ، مثيرين الانتباه بأزيز المحركاتوضوضاء الحركة. ويختار الشباب الشوارع العريضة للتسابق على أداء الألعاب السريعة المنفلتة .

وبلغ القلق المجتمعي من أصحاب الدراجات ان كثيرا من الناس يشتكون الى الجهات المختصة فعاليات أصحاب الدراجات ، ما اضطر الشرطة في الديوانية الى احتجاز حوالى 900 دراجة نارية خلال عيد الأضحى الفائت .

________________________________________________________________________________________

شبان عراقيون يستعدون لسباق دراجات ناريّة

لم يكن في شارع (الجديدة) في الديوانية (193 كلم جنوبي بغداد) قبل سنوات سوى متجر واحد لبيع الدراجات النارية ، لكنه يعجّ اليوم بأكثر من ثمانية متاجر زاخرة بأنواع الدراجات المستوردة التي يقبل عليها العراقيون لاسيما الشباب ، بشكل ملفت للأنظار.

وبين تلك المتاجر يستقل سليم حميد (18 سنة) دراجته الصينية (سوبر ياناها هيلوكس) والتي اشتراها بسعر حوالى تسعمائة دولار أميركي .

ويؤكد احمد ان (السكوتر) أصبح حلم العشرات من الفتيان والشباب الذين يجبرون ذويهم على شراء المركبة تحت دواعي الحاجة إليها من مثل التنقل السريع لاسيما الى المدرسة .

لكن سليم يؤكد أن هذه المركبة السريعة أصبحت آلة للتسلية والسباقات الخطرة بين الشوارع والأحياء ، بل وأصبحت في بعض الأحيان ، مادة للمغامرات الشبابية الخارجة على القانون .

ولا يجد الفتى حسين كامل أي حرج من البوح ان دراجته النارية ، "يوماها كلاسيك" التي اشتراها بمبلغ ثمانمائة دولار ، منحته فرصة مجاراة السيارات المسرعة عبر الشوارع الطويلة .

دراجة لكل مراهق

وتنتشر في كل المحافظات والمدن في العراق ظاهرة الدراجات النارية ، حتى ان سمير حميد، مدير مدرسة متوسطة ، يتوقع ان يزداد العدد بمعدل درّاجة لكل مراهق ، إذا ما استمر الأمر على هذا المنوال .

ووصل ولع فتيان العراق وشبابه ، بالدراجات النارية أنهم أسسوا موقعا لهم على موقع التواصل الاجتماعي ( فيسبوك) ، دعا فيه مؤسسو (كروب شباب العراق للدراجات النارية) ، المهتمين والمولعين بهذه المركبة إلى التسجيل لغرض تنسيق الفعاليات وتنظيم السباقات .

ويدعو مؤسس الموقع هواة الدراجات الى زيارة الموقع بغية تنظيم الأمور التي تخص الهواية وسبل الارتقاء بها في العراق .

الألعاب البهلوانية

ويستطيع علي حسين (17) اداء أغرب الألعاب البهلوانية من على دراجته . ورغم الازدحام المروري فإن علي يمرّ بسرعة السهم بين السيارات ، غير عابئ بالصوت المدوي الذي يحدثه حرق البنزين القوي في محرك دراجته .

وفي اكثر من مكان يتجمع شباب مراهق في مدينة الحلة (100 كم جنوبي بغداد ) وهم يستقلون ، الدرجات النارية السريعة ، مثيرين الانتباه بأزيز المحركات وضوضاء الحركة . ويختار الشباب الشوارع العريضة للتسابق على أداء الألعاب السريعة المنفلتة .

ويجيد سمير الانقلاب بكامل جسمه على دراجته ، أما سعيد فيمكنه الوقوف فوق دراجته المسرعة ، وفي الوقت ذاته فان آخرين يتسابقون على نيل قصب السبق عبر إطلاق العنان لمركباتهم بالسرعة الفائقة .

ويقول سمير إن الكثير من الحوادث أدت إلى جرح أصحابها حدثت العام الماضي . ويضيف: أي خطأ يمكن أن يؤدي الى الموت .

وبلغ القلق المجتمعي من أصحاب الدراجات ان كثيرا من الناس يشتكون الى الجهات المختصة فعاليات أصحاب الدراجات ، ما اضطر الشرطة في الديوانية الى احتجاز حوالي 900 دراجة نارية خلال عيد الأضحى الفائت .

وتبلغ فعاليات أصحاب الدراجات ذروتها في المناسبات العامة حين يتجمعون في الساحات والشوارع العامة ، محدثين باستعراضاتهم البهلوانية ، الضوضاء والازدحام المروري .

وقبل عام 2003 ، ألزم نظام المرور العراقي سائقي الدراجات باستحصال هويات وإجازات معينة، فضلا عن ترقيمها من قبل دائرة المرور . وتحاول السلطات المختصة اليوم إعادة الالتزام بالقوانين ذات العلاقة بعد فترة انفلات أدت الى خروج الكثير من أصحاب الدراجات على القوانين المرعية .

وفي ايام الجمع يتجمع حوالى خمسين من أصحاب الدراجات من انحاء متفرقة من بغداد ، يثيرون بحركاتهم انتباه العشرات من الناس التي تتجمع لرؤية فعالياتهم .

ويقول عامر السامرائي انه الأقدر بين رفاقه في قدرته على السير بسرعة فائقة عبر رفع العجلة الأمامية للأعلى ، بينما تسير السيارة بسرعة فائقة .

ويعتقد الباحث الاجتماعي كريم حسن ان عنفوان الشباب وتحديه يتجسد في هذه السباقات المثيرة . ويتابع: اغلب هؤلاء الشباب من محبي الأغاني الحديثة و قصّات الشعر العصرية ، والمشترك بينهم ، هو رغبتهم الجامحة للتعرف إلى الجنس الآخر ، كما يغطي الوشم أجياد الكثير منهم .

ولا يتمتع سعد القرشي (16 سنة) بقيادة دراجته الا وهو يستمع الى أغاني الراب أو الروك او بعض الأغاني العراقية او العربية ذات الإيقاع السريع .

وينتقد القرشي تقييد الحرية الشخصية ودعوات البعض للحد من فعاليات اصحاب الدرجات ، ويقول غاضبا : تحت ذريعة الوضع الأمني نتعرض لمضايقات من الشرطة.
ويقترح القرشي توفير ميادين لسباقات الدراجات بدلا من التضييق على الشباب المتحدي كما يصفهم .

القفز في الهواء

ويعترف رؤوف علوش ان أخاه الأكبر حطم دراجته العام الماضي بعدما عرف انه مشارك بصورة منتظمة سباقات الشباب . لكن رؤوف اجبر والده على اقتناء دراجة بديلة بعدما استطاع اجتياز المرحلة الدراسية العام الماضي بنجاح .

وخلال فترة زمنية تتجاوز الشهر تمكن حميد القيسي(19 يسنة) من اداء حركة بهلوانية صعبة خلال ثوانٍ معدودة أثارت السخرية والمخاوف في آن واحد .

ويصف القيسي حركته الصعبة بالقفز في الهواء بينما مركبته تسير، وفي لمح البصر يعود القيسي الى المقعد . ويعترف ان أي خطأ سيسبب له كسر العمود الفقري ، لكنه واثق ان ذلك لن يحدث .

ورغم ان امين حسن (23 سنة ) تنتابه الغبطة لرؤيته الناس وهم يصفقون له على ادائه الحركات الصعبة ، لكنه حزين لان صديقته ليست موجودة في تلك اللحظة ، فهذه التجمعات ذكورية محضة ، لكن الفتيات يرغبن فيها بشكل شديد .

ويتابع امين : تمنيت لو جلست صديقتي خلفي وإنا أؤدي حركاتي الصعبة . ويأمل ان الفتيات يستطعن حضور هذه المهرجانات في السنة القادمة .

شوماخر عراقي

ويستعد صبيح كريم (22) سنة ، ان ينجح في الأسبوع القادم في تقديم عروض جديدة ، مؤكدا أن هذا الأسبوع كان حافلا بالكثير حين استطاع أن يقف على راسه بينما الدراجة تسير.
ويشير ، ناظرا الى قميصه المطرز بصورة وجه بطل سباق السيارات العالمي شوماخر : هذا البطل هو مصدر الهامي .. ويتابع : سيكون لنا في المستقبل شوماخر عراقي .


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف