يحيى توريه القلب النابض لمانشستر سيتي وساحل العاج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قطع يحيى توريه شوطا كبيراً في مسيرته الاحترافية منذ وصفه مدرب أرسنال الإنكليزي ارسين فينغر ب"اللاعب المتوسط" قبل ثمانية أعوام ليصبح أفضل لاعب في القارة السمراء والقلب النابض لفريقه مانشستر سيتي الإنكليزي ومنتخب بلاده ساحل العاج.
"يحيى توريه لعب معنا مباراة اعدادية قبل موسم 2003 كمهاجم ثان وكان مستواه متوسطا" هذا ما قاله فينغر لصحيفة "دايلي تيلغراف" اللندنية هذا الاسبوع. بيد ان اللاعب المتوسط أصبح نجما ساطعا في سماء مانشستر سيتي ويساهم بشكل كبير في ريادته للدوري الانكليزي وتعزيز حظوظه في التتويج باللقب.
اللاعب الذي كان عاديا في مباراته مع ارسنال قبل 8 اعوام، كان صانعا للفوز الكبير الذي حققه فريقه الاربعاء الماضي على ستوك سيتي 3-صفر ليحتفظ بصدارة البريمر ليغ بفارق نقطتين امام غريمه وجاره اللدود مانشستر يونايتد حامل اللقب.
يذكر ان يحيى توريه خاض تجربة مع ارسنال عام 2003 عندما كان عمره 20 عاما فقط وعندما كان شقيقه الاكبر حبيب كولو توريه في صفوف الفريق، بيد ان فينغر لم يعرف اين يوظفه فاشركه كمهاجم ثان في التشكيلة دون ان ينبهر بمؤهلاته، كما ان مشكلة اخرى واجهت الفريق اللندني هي انه كان يتعين عليه الانتظار مدة طويلة حتى يحصل توريه، الذي كان يلعب وقتها مع بيفرين البلجيكي، على جواز سفر اوروبي او تصريح عمل في انكلترا، فانتقل بعدها الى ميتالورغ دانييتسك الاوكراني.
وبعد يوم واحد من مساهمته الفعالة في الفوز على ستوك سيتي، توجه توريه صاحب الطول الفارع والنشيط في وسط الملعب فنيا وبدنيا، الى العاصمة الغانية اكرا ليتوج افضل لاعب في القارة السمراء هذا العام.
تصريح توريه بعد الجائزة القارية كان مقتضبا ومعبرا حيث توجه بالشكر الى شقيقه حبيب مدافع مانشستر سيتي ايضا وعائلته وفريقه الانكليزي وزملائه في المنتخب العاجي على الدور الذي لعبوه من اجل احرازه جائزة افضل لاعب في افريقيا.
وتقدم توريه على الغاني اندريه ايوو لاعب وسط مرسيليا الفرنسي والمالي سيدو كيتا زميله السابق في صفوف برشلونة الاسباني.
وكان أيوو، نجل النجم الغاني السابق عبيدي بيليه المتوج بجائزة افضل لاعب في القارة 3 مرات، صاحب الشعبية الكبرى في الحفل كونه نظم في بلده ، ولكن لا أحد يشك في أن توريه كان خير خلف للمهاجم الكاميروني صامويل ايتو.
وفضلا عن موسمه الرائع مع فريقه مانشستر سيتي حيث قاده الى لقب مسابقة كاس انكلترا ويقوده حاليا الى صدارة الدوري ويلعب دورا رئيسا مع الاسباني دافيد سيلفا وغاريث باري في وسط "سيتيزينز"، تألق توريه بشكل لافت مع منتخب بلاده، حيث كان منتخب "الفيلة" الوحيد الذي يحقق العلامة الكاملة في تصفيات كأس امم افريقيا 2012، اذ هزم منتخبات رواندا وبوروندي وبنين ذهابا وايابا.
ويعتبر المنتخب العاجي المرشح الاكبر للظفر بلقب الكأس القارية المقررة في الغابون وغينيا الاستوائية من 21 كانون الثاني/يناير الى 12 شباط/فبراير المقبلين في ظل غياب المنتخبات القوية في مقدمتها مصر حاملة الرقم القياسي في عدد الالقاب (7 مرات) والمتوجة بلقب النسخ الثلاث الاخيرة، والكاميرون ونيجيريا وجنوب افريقيا والجزائر.
واوقعت القرعة ساحل العاج في المجموعة الثانية الى جانب منتخبات انغولا وبوركينا فاسو والسودان.
وتبدو الفرصة مواتية امام ساحل العاج لتعويض خيبة املها في النسخ الثلاث الاخيرة عندما كانت مرشحة للقب الثاني في تاريخها حيث خسرت نهائي 2006 امام مصر المضيفة بركلات الترجيح وخرجت من نصف نهائي 2008 بخسارة مذلة امام الفراعنة 1-4، ومن ربع النهائي بخسارة امام الجزائر 2-3 بعد التمديد.
وشدد توريه على أهمية كرة القدم في بلاده التي دخلت في حرب اهلية العام الماضي بعد رفض الرئيس السابق لوران غباغبو خسارته في الانتخابات امام الحسن واتارا.
ويقول توريه "بلادنا تحتاج الى اشخاص مثلي ومثل (مهاجم تشلسي الانكليزي) ديدييه دروغبا في الوقت الحالي، ومن المهم ان نقوم بكل ما في وسعنا من أجل شعبنا".
واعترف توريه بشعوره ب"الحيرة والذنب" لتركه فريقه مانشستر سيتي للدفاع عن الوان منتخب بلاده في الكأس القارية في وقت يحارب فيه السيتيزنز على اربع واجهات هي الدوري والكأس وكأس الرابطة المحلية والدوري الاوروبي، بيد انه اكد ان مانشستر سيتي قادر على تعويض غيابه.
وأضاف في تصريحات لوسائل الاعلام الانكليزية "لدينا لاعبين رائعين بامكانهم سد الفراغ. لن أغيب فترة طويلة وارغب في العودة ومساعدة فريقي للفوز بلقب الدوري".
جماهير المنتخب العاجي تأمل في ان يعود توريه الى صفوف فريقه في 13 شباط/فبراير المقبل اي بعد يوم واحد من المباراة النهائية المقررة في ليبروفيل والتي يرشح العديد من المراقبين ساحل العاج وغانا ليكونان طرفيها.
بدأ توريه مسيرته الاحترافية منذ عشرة اعوام مع بيفيرين البلجيكي ثم حمل الوان اندية مختلفة في عدة دول، فانتقل الى ميتالورغ دونتيسك الاوكراني واولمبياكوس اليوناني وموناكو الفرنسي وبرشلونة قبل توجهه الى مانشستر سيتي.
وتوريه هو ثاني لاعب عاجي يحرز الجائزة بعد دروغبا.
وكانت اللائحة الاولية للمرشحين لجائزة لاعب العام مكونة من 10 لاعبين بينهم عربي وحيد هو مهاجم كوينز بارك رينجرز الانكليزي الدولي المغربي عادل تاعرابت، وثلاثة غانيين هم ايوو ومهاجم العين الاماراتي اسامواه جيان ولاعب وسط ميلان الايطالي كيفن برينس بواتنغ، وثلاثة عاجيين هم دروغبا وتوريه ومهاجم ارسنال ياو كواسي جيرفي الملقب ب"جيرفينيو".
كما ضمت اللائحة مهاجم انجي ماكاتشكالا الروسي صامويل ايتو وسيدو كيتا ومهاجم ليل الفرنسي الدولي السنغالي موسى سو.