مخاوف يويفا من صفقة إنتقال توريس إلى تشلسي

اعتبرت صفقة الـ50 مليون جنيه استرليني لإنتقال المهاجم الاسباني فرناندو توريس من ليفربول إلى تشلسي "علامة مثيرة للقلق" لقواعد يويفا حول "اللعب المالي النظيف".

_____________________________________________________________________________

لندن: استعداد رومان ابراموفيتش بصرف 50 مليون استرليني لصفقة انتقال الدولي الاسباني توريس من ليفربول إلى تشلسي كانت بمثابة مفاجأة وضربة قاضية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي كان ينظر إلى مالك تشلسي داعياً رئيسياً لنظام "اللعب المالي النظيف"، والذي كان يسعى للحد من خسائر الأندية 54 مليون يورو (38.8 مليون استرليني) على مدى السنوات الثلاث والتي بدأت هذا الموسم.

وسبق لرئيس تشلسي بروس باك أن تحدث عن تأييده الكبير لهذا النظام إلى حد قوله إنه ينبغي تمديده ليشمل تحديد سقف الأجور. ومع ذلك كيف ينوي البلوز موزانة صفقة شراء توريس مع البيئة التنظيمية الحالية غير المعروفة؟ خصوصاً أن أحد المطلعين على بواطن الأمور في يويفا وصف الاستعداد لدفع 50 مليوناً لشراء لاعب واحد فقط بأنه "علامة تبعث عن القلق".

ونشر تشلسي مطلع هذا الأسبوع مجموعة من البيانات تسلط الأضواء على حساباته لعام 2010 التي بينت أن خسائره ارتفعت من 47.4 مليون استرليني في 2009 إلى 70.9 مليون استرليني في الموسم 2009/2010.

وهذه معضلة صعبة بالنسبة إلى يويفا، بما أن تشلسي ليس النادي الوحيد الذي يحتاج تمويله إلى إصلاحات، خصوصاً أنه كانت هناك نزعة في كل أنحاء أوروبا لصرف الأموال في فترة الانتقالات الشتوية التي اغلقت مساء الاثنين.

ومع صرف مانشستر سيتي 27 مليوناً الشهر الماضي، فإنه يبدو أنه في طريقه إلى تخطي 141 مليون استرليني خسائر تشلسي والتي تعتبر قياسية لنادٍ في الدوري الممتاز الانكليزي، مما دفعت هذه الخسائر إلى أن يكون ميشيل بلاتيني، رئيس يويفا، أكثر حزماً وإصراراً، فقد حذر مؤخراُ أنه ينبغي حظر مثل هذه الأندية في المشاركة في البطولات الأوروبية، إذ قال: "سيأتي الوقت الذي سيواجهون فيه العقوبات إذا لم يلتزموا بقواعد اللعب المالي النظيف". وأصر على أنه مستعد لحظر الأندية من المشاركة في دوري أبطال أوروبا إذا لم تتمثل باللوائح.

وحذر الاسطورة الفرنسي الأندية التي لديها ديون ضخمة، لا سيما مانشستر سيتي. وأكد أن يويفا لن يتجنب حظر أي نادٍ من دوري أبطال أوروبا إذا خالفت هذه القواعد. ومبدأ لوائح يويفا الجديدة هي أن على الأندية يجب ألا تنفق أكثر مما تجني - من بيع التذاكر وحقوق البث التلفزيوني - أو تعتمد على المتبرعين الأثرياء مثل الملياردير رومان ابراموفيتش في ستامفورد بريدج والشيخ منصور بن زايد آل نهيان في ايستلاند.

ووفقاً للحسابات السنوية الأخيرة، فإن أربعة أندية فقط من الدوري الممتاز تطبق هذه اللوائح، على رغم أن تقييمات يويفا ستكون على مدى سنتين وثلاثة اعتباراً من عام 2013. وسيسمح حتى ذلك الحين للأندية بتراكم خسائرها إلى حد 45 مليون يورو (37.3 مليون استرليني) في الفترة الأولى شريطة شطب الأسهم من قبل المتبرعين. وأقرب موسم الذي يمكن أن يستبعد يويفا أي نادٍ نظرياً من دوري أبطال أوروبا هو 2014/2015.

ومع الخسائر التي تقدر بـ121.3 مليون استرليني حسب حساباته لعام 2009/2010 والاتفاق الواسع المتوقع في السنة المالية الحالية، فإن مانشستر سيتي هو النادي الانكليزي الوحيد الذي يواجه التحدي الأكثر إلحاحاً، على رغم أن بلاتيني قال إن الشيخ منصور أكد له شخصياً أن ايستلاند سيلبي المعايير الجديدة.

ويأمل مانشستر سيتي نجاح أكاديميته فضلاً عن تأهله لدوري أبطال أوروبا وتحسين اتفاقات الرعايا التي يمكن أن تساعده على سد النقص.

وكشف يويفا أيضاً أحدث تقرير للشؤون المالية للأندية الأوروبية. ويعتقد بأن النتائج - خسائر مجتمعة قياسية 1.2 بليون يورو (996 مليون استرليني) - تسلط الأضواء على الحاجة للإصلاح.

وبيّن التقرير أيضاً أنه ليست الأندية الانكليزية هي وحدها التي تناضل من أجل تحقيق التوازن في حساباتها، إذ أن لدى أكثر من نصف الـ664 نادياً في 53 دوري محلي خسائر كبيرة حالياً، وفقط يتجاوز اجمالي الدخل في أندية المانيا والنمسا وبلجيكا والسويد اجمالي مدفوعاتها.