رياضة

إلغاء فورمولا-1 البحرين يثير قضايا حسّاسة في الشرق الأوسط

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لم يكن لدى الأسرة الحاكمة في البحرين ولا عند المسؤولين عن تنظيم سباقات السيارات للجائزة الكبرى خيارات سوى إلغاء حفل افتتاح موسم الفورمولا 1 الذي كان من المقررإطلاقه في المملكة في 13 آذار/مارس المقبل.

مع استمرار الاحتجاجات المناهضة للحكومة البحرينية في شوارع المنامة ووقوع عدد من الضحايا، فإنه كان من غير الملائم لهذه الرياضة (الفورمولا 1)أن تنطلق، كما لو أنه لم يحصل شيئاً في المملكة، لأنه كثيراً ما أُتهمت الفورمولا 1 بأنها بعيدة الاتصال بالواقع، وتعيش في فقاعة خاصة بها.

وفيما كان قرار الإلغاء، الذي اُتخذ يوم الاثنين في نهاية المطاف بيد ولي العهد في البلاد، إلا أن رئيس الفورمولا 1 بيرني ايكلستون كان سيخاطر بخسارة هذه الرياضة 40 مليون جنيه إسترليني تقريباً لرسوم الانطلاق، إذا كان قد اتخذ بنفسه قرار الإلغاء.

بهذا، تنفّس المسؤولون عن هذه الرياضة الصعداء من تجنب وقوع أزمة، كان من شأنها أن تدعو، مرة أخرى، إلى التشكيك في القرارات التي يتخذها رؤساء الفورمولا 1.

رغم ذلك، إلا أن الفورمولا 1تشعر بأن تأثير قرار الإلغاء سيكون أقل صرامة عليها من حكومة البحرين، التي استثمرت كثيراً في جلب هذه الرياضة إلى بلادها، إلا أنه قد يثير، من جهة أخرى، قضايا كثيرة حول تحرك هذه الرياضة في الشرق الأوسط وغيره من البلدان الناشئة.

ومع التوقع بمكان وقوع الاحتجاجات والتظاهرات المقبلة، التي أدت بالفعل إلى تغيير النظام في تونس ومصر، والتي أصبحت تجتاح الآن البحرين واليمن وليبيا، فإنه من الواضح أن المسألة لم تبق رياضية، ولكن هناك الكثير من الألعاب الرياضية التي ستتطلع بعصبية إلى التطورات في المنطقة.

فقد أصبح الشرق الأوسط لاعباً رئيساً في مجال الرياضة في العقد الماضي، خصوصاً مع إنهاء بطولة غولف الأوروبية جولتها هذا الموسم في دبي أخيراً، واستضافة كبرى بطولات التنس في دبي وأبوظبي، إضافة طبعاً إلى أن نهائيات كأس العالم لعام 2022 ستستضيفها قطر.

واستخدمت كل من هذه الدول الرياضة الدولية ليس فقط لتعزيز أنفسها كوجهات سياحية والاقتصادات الناشئة، ولكن أيضاً لإضفاء الشرعية على نظمها في نظر بقية دول العالم. فللرياضة معالم واضحة: المال - وهناك الكثير منه - وفرصة لإقتحام أسواق جديدة.

ولكن أين يجب أن ترسم الرياضة الخط الفاصل؟، وهل ينبغي عليها أن تكون غافلة عن مسائل حقوق الإنسان والسياسة؟

في مسألة إقامة الألعاب الأولمبية الصيفية في بكين في 2008، قالت اللجنة الأولمبية الدولية إن اجراء الألعاب الأولمبية في بكين سيفتح النظام الشيوعي الصيني على العالم.

وقد يكون من السابق لأوانه الحكم على قرار اللجنة الأولمبية الدولية، لأن الدلائل المبكرة لا توحي إلى صحوة المبادئ الديموقراطية على خلفية الأداء الرائع للعداء يوسين بولت في استاد "عش الطيور".

ومع وجود احتمال قوي لعودة الفورمولا 1إلى البحرين قبل نهاية العام الجاري أو في الوقت المناسب من بداية موسم 2012، إلا أن قرار يوم الاثنين يظهر بوضوح طموح الرياضة لإقتحام مناطق جديدة، لا يمكن تجاهل مخاطرها في العالم الحقيقي والواقعي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف