رياضة

هل سيتألق "شبيه كاكا" مع تشلسي الموسم المقبل؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هل توصل تشلسي إلى صفقة مميزة بعد حصوله على توقيع كارلوس بيازون مهاجم ساو باولو الذي سينضم إلى ستامفورد بريدج في العام المقبل بعدما يبلغ الثامنة عشر من عمره؟

سيعبر ساو باولو بالتأكيد عن فرحته من هذا الاتفاق، لأنه تمكن من بيع لاعب لم يشارك مع فريقه الأساسي حتى الآن وبإعادة قلب الهجوم من الدرجة الأولى لويس فابيانو إليه مرة أخرى (سجل 118 هدفاً في 160 مباراة مع النادي البرازيلي بين عامي 2001 و2004)، بالإضافة إلى أنه سيبقى لديه مبلغاً فائضاً من المال.

وما إذا كان سيشعر تشلسي بالسعادة بتحقيقه هذه الصفقة، فإن الوقت وحده هو الذي سيثبت ذلك من عدمه.

وعلى رغم أن بيازون أظهر لمسات رائعة في فوز البرازيل بكأس أميركا الجنوبية تحت الـ17 عاماً مطلع هذا الشهر، إلا أن أداءه بالكاد يمكن أن يعتبر دليلاً قاطعاً لأي من الاتجاهين. فقبل عامين كان متألقاً في بطولة أميركا الجنوبية تحت الـ15 عاماً، منهياً هذه المنافسة في صدارة قائمة الهدافين برصيد تسعة أهداف. أما هذه المرة فقد تمكن من تسجيل ثلاثة أهداف فقط، ولم يكن أي منها في الدور الثاني الحاسم.

فهل يمكن أن يكون لهذا اللاعب الشاب ميزة في الوقت المبكر، لأنه نضج جسدياً بسرعة، ولكن مع مرور الوقت بدأ مستواه يتدنى حتى لحق به زملاءه الآخرين؟

وإذا لم يكن الاعتماد على الاستنتاجات المستخلصة من أدء أي لاعب في ظل بطولة تحت مستوى الـ17 عاماً، فإن المسألة ستكون مختلفة عندما يتعلق الأمر بمنافسات تحت الـ20 عاماً. فاللاعبين الذين يشاركون في كأس أميركا الجنوبية تحت الـ20 سنة غالباً ما يكونوا محترفين محنكين. وإذا لم يحصل هذا، فإنه لا يزال من الممكن الحكم عليهم ما إذا كانوا مستعدين للمشاركة في المنافسات الكبرى.

خافيير ماسكيرانو هو مثال واضح، إذ شارك مع منتخب الأرجنتين في بطولة تحت الـ20 عاماً في 2003، على رغم أنه لم يلعب مع التشكيلة الأساسية لناديه ريفر بلايت. ومع ذلك فإنه كان من الواضح أنه كان مستعداً لذلك. وبعد بضعة أشهر فقط فإنه لعب مع منتخب بلاده الأساسي للمرة الأولى حتى من دون أن يلعب مع ريفر بلايت. وفي غضون سنة كان من المستحيل على المرء أن يتخيل منتخب الأرجنتين من دونه.

إلا أن بعض المراقبين يوضح بعد البحث والاستنتاج بأن منافسات تحت الـ17 عاماً تكون غادرة. فبعد بطولة أميركا الجنوبية التي اقيمت قبل ست سنوات، ركز هؤلاء على لاعبين مبدعين هما كيرلون البرازيلي والياس فيغيروا من أوروغواي. وبما أنهما يبلغان الآن 23 عاماً، فإن العالم ما يزال ينتظر منهما أي تأثير على كرة القدم العالمية.

وكان كيرلون معروفاً بدحرجته الاستثنائية للكرة والسيطرة العالية عليها وهو يجري بسرعة. وفي الحقيقة كانت لديه أكثر من الموهبة غير عادية التي أظهرها، إلا أنه عانى من إصابة تلو الأخرى، ومسيرته على المستوى الأعلى ماتزال تحتاج إلى الانطلاق.

أما فيغيروا فهو لاعب ممتاز وقدم أداء رائعاً مع منتخب أوروغواي تحت الـ17 عاماً، ولكن انخفض مستواه في بطولة تحت الـ20 عاماً. أما على مستوى الكبار فإنه كثيراً ما يكون جالساً على مقاعد البدلاء لنادي ليفربول البسيط في مونتيفيديو.

ويؤكد هؤلاء المراقبين على أنه في بطولة تحت الـ17 عاماً التي اقيمت في بيرو قبل ست سنوات، فإن الموهوبان البارزان كانا أندرسون من البرازيل وجيوفاني دوس سانتوس من المكسيك. وبعد أكثر من نصف عقد، مايزال دوس سانتوس بعيداً عن وضع الخطوة الواعدة على أرض الواقع ويلعب حالياً مع راسينغ سانتاندر على سبيل الإعارة من توتنهام الانكليزي، في حين أصبح اندرسون، لاعب مانشستر يونايتد، يختلف كثيراً عن الفترة التي بدا فيها مثيراً في 2005.

وهناك الكثير من القواعد الأساسية قبل أن يصل اللاعب إلى المستويات العليا. ويمكن أن يتغير اللاعبين الشباب في غضون سنوات فقط بسبب النواحي التقنية والجسدية والنفسية. ويمكن أن تكون الآثار الجسدية أكثر وضوحاً. على سبيل المثال، كانت حياة كيرلون المهنية تجتاحها إصابات، في حين أن بروز أندرسون المفاجئ تسارعت في سرق الأنظار.

وهناك أيضاً ظاهرة النمو البدني، خصوصاً كيفية تعامل اللاعب الشاب عندما يلتحق الآخرين بالركب، ويتبيّن أنه ليس جيداً بما فيه الكفاية كما كان يعتقد. وأخيراً هناك مسألة التغيرات النفسية. وفي هذا السن فإن الجميع يمر بالتغييرات. مع لاعبي كرة القدم هناك إضافة مسألة المراهقة المتأخرة. والتركيز على الحياة المهنية في كرة القدم يمكن أن تعني أن اللاعب الشاب قد يفقد بعض الأنشطة العادية لشخص مثل عمره، إذ يأتي مع حصوله على أول عقد كبير عنصرا الاستقلال المالي والاغراء للحاق بركب زملائه القدماء وتمتعه مع بعض ملذاتهم. وبالتالي سيفقد في اللحظة نفسها على التركيز الذي كان بحاجة إليه. وبالنسبة إلى أولئك الذين يشاركون مع منتخبات بلدانهم تحت الـ17 عاماً، هناك ضغط مضاف من خلال معالجته في الأماكن العامة. ومثال واضح على ذلك هو البرازيلي لوليتهام، لاعب خط الوسط المهاجم، الذي كان رائعاً في تسجيل الأهداف وحطم كل الأرقام القياسية في بطولة أميركا الجنوبية تحت الـ17 عاماً في 2007، حيث زج به بسرعة في التشكيلة الأساسية لكورينثاينز في الوقت الذي كان ساو باولو العملاق يمر بأزمة ويكافح من أجل عدم الهبوط، حيث لم يكن صانع الألعاب مستعداً لهذه المفاجأة، فلم يستطع من انقاذ فريقه ومايزال يكافح من أجل استرداد تألقه.

بدلاً من ذلك، قد لا يحصل لاعب على ما يكفي من الفرص في الفريق الأول، والخطر الشائع إذا انتقل إلى إحدى الأندية الأوروبية العملاقة ويجد نفسه ضائعاً في تشكيلته الكبيرة جداً.

ومن خلال متابعة تغييرات اللاعب المراهق في أرض أجنبية فإنه يمكن أن يحدث اختلالاً خاصاً. ولكن يبدو أن عمل مانشستر يونايتد كان راسخاً مع التوأم دا سيلفا.

ففي مسألتهما كان هناك سبب مقنع لجلبهما في وقت مبكر جداً عبر المحيط الأطلسي. ففي البرازيل فإنهما لم يتم تدريبهما على كيفية الدفاع. وفي الواقع يكاد يكون من المؤكد أنه كان هذا واحداً من الأسباب الرئيسية الذي استطاع رافائيل من إحراز المزيد من التقدم من أخيه فابيو، كابتن منتخب البرازيل تحت الـ17 عاماً، جنباً إلى جنب مع لوينهام، النجم الذي استرعى الانتباه.

يلعب فابيو أكثر الوقت في مركز جناح اليسار بدلاً من الظهير الأيسر، ويظهر بشكل متكرر في منطقة الجزاء. وبالتأكيد أنه أسهل لرافائيل، الأقل تألقاً، على التكيّف مع مباراته لمطالب خط دفاع الشياطين الحمر. وقد يكون مستقبل فابيو على المدى الطويل لاعباً لخط الوسط يلعب على أحد الجناحين.

وفي كلتا الحالتين، فإنه بالتأكيد أن مانشستر يونايتد سعيد جداً مع استثماراتهما. وكان من الواضح أن شراء التوأم دا سيلفا كان قدراً جيداً من الأعمال. إلا أنه بعد مرور سنوات قليلة يمكن للمرء أن يحكم ما إذا كان تشلسي قد فاز بالجائزة الكبرى بشراء كارلوس بيازون.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف