رياضة

كوبا أميركا... البطولة الأبرز في جدول كرة القدم هذا العام

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بدأت الأنظارتتجه مع العد التنازلي إلى "كوبا أميركا"، البطولة الأكبر في جدول عالم كرة القدم هذا العام خاصة مع إصرار مدرب الأرجنتين إشراك أبرز لاعبيّه في البطولة القاريّة.

لذا يبدو هذا هو الوقت المناسب لإلقاء نظرة على المباريات الدولية الودية التي جرت مؤخراً وانعكاساتها على منتخبات أميركا الجنوبية التي تستعد لبطولة "كوبا أميركا".

فإعداد هذه المنتخبات هي "الكلمة المفتاح"، بسبب تناسب موعد مباريات "كوبا أميركا" هذا العام مع جدول المنافسات العالمية باعتبارها بطولة الإحماء. فمنتخبات أميركا الجنوبية تلعب دورة تصفيات مدتها ثلاث سنوات للتأهل لنهائيات كأس العالم، لذا تأتي هذه البطولة قبل أن تبدأ العجلة بالدوران مرة ثانية.

وتؤكد الفرق الوطنية في كل أنحاء القارة أن أولوياتها الرئيسية من "كوبا أميركا" هذا العام هي الخروج منه بتشكيلة مستعدة للقتال للتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة.

وبما أن البرازيل تأهلت تلقائياً بسبب استضافتها لنهائيات 2014، فإن "كوبا أميركا" لهذا العام ستعطي أهمية إضافية للفرق الوطنية الأخرى، التي ستلعب في تموز المقبل مبارياتها الجادة والأكثر تنافسية والتي تسبق نهائيات كأس العالم، مما يساعد على تفسير لماذا استدعي مثل المحنكين لوسيو وايلانو للتشكيلة البرازيلية التي واجهت اسكتلندا. ويبدو ان المدرب مانو مينيزيس استقر للعب بأسلوب 4-2-3-1 مع هداف في مركز قلب الهجوم.

وسيكون الضغط على الأرجنتين التي ستستضيف "كوبا أميركا"، فعلى رغم كل الاحتجاجات والتأكيدات للمدرب سيرجيو باتيستا على أن نهائيات كأس العالم هي على قائمة أولوياته، إلا أنه من دون الأرجنتين إحراز أي لقب منذ عام 1993 فإنه يتوقع أن يُشرك لاعبين مميزين وهدافين جيدين، على رغم ظهور بعض علامات الاستفهام حول إشراكه بعض المهاجمين عند استخدامه أسلوب 4-3-3 في الفترة الأخيرة.

ومن دون ليونيل ميسي، فقد لعبت الأرجنتين بصورة سيئة بتعادلها سلبياً مع كوستاريكا في المباراة التي شهدت فشلاً واضحاً للتكتيك بمشاركة خوسيه سوزا ونيكولاس غايتان في مركز الجناحين، خصوصاً أنهما يفضلان أن تكون الكرة بين أقدامهما، ما جعل من المستحيل تمديد اللعبة عرضياً، بالإضافة إلى أن التغلب على خط الوسط كان سهلاً جداً. ولكن التجارب ينبغي أن تطبق في المباريات الودية.

وتحب أوروغواي أن يكون لديها حارس مرمى جديد وواعد لتجربته بعدما عبر المدرب أوسكار واشنطن ثاباريز عن قلقه حول أداء حارسا مرماه الحالييين، موسليرا وكاستيلو، بعد خسارة أوروغواي 2- صفر أمام استونيا وفوزها 3-2 على جمهورية ايرلندا.

وبشكل عام، تحرز أوروغواي تقدماً هادئاً. فقد حقق إيدنسون كافاني خطوات كبيرة هذا الموسم. ويتصدر المهاجم آبل هرنانديز لائحة من صفوف اللاعبين الشباب التي سيجري ضخها إلى جانب الكبار. وهناك أسباباً للأمل بأن الأداء في الدور قبل النهائي لنهائيات كأس العالم 2010 لم يكن لمعاناً خاطفاً، ولكنه مؤشر على الانتعاش على المدى الطويل لأول ملوك اللعبة العالمية.

من ناحية أخرى، لم يكن واضحاً وصول باراغواي إلى الدور الثماني في جنوب افريقيا قد يمثل نهاية لها أو بداية. فهل ستشكل أعلى معدل للتأهل أربع مرات متتالية لنهائيات كأس العالم ظهور باراغواي كمنافس حقيقي؟ حيث لم تكن المباريات الودية أفضل مكان للحكم عليه الذي كان أداؤه كارثياً في أول نصف ساعة من مباراة خسارته 3- 1 أمام المكسيك وبعد ذلك قدم أداء أكثر مرونة عندما تغلب على الولايات المتحدة. ويبدو هنا أن هناك نقص حقيقي في الجودة. وقد يكون المدرب جيراردو مارتينو ضحية لنجاحاته، فنسبة التوقعات بإقالته أعلى الآن.

وتراجعت التوقعات في تشيلي، الذي لعب بحيوية في نهائيات كأس العالم، بعد التغييرات المضطربة في اتحاد كرة القدم المحلي التي أجبرت على استقالة المدرب مارسيلو بيلسا والذي كان يحظى باحترام كبير. ولكن مواطنه الأرجنتيني كلاوديو بورجي، الذي حل محله، بدأ بداية رائعة بالتعادل 1-1 مع البرتغال وتلاه بالفوز 2- صفر على كولومبيا.

ويفضل بورجي طريقة 3-5-2 التقليدية، فيما كان أسلوب 3-3-1-3 العلامة التجارية لبيلسا. ولا يسعى فريقه للضغط على نصف ملعب الخصم، بل يجلس عميقاً ويسمح لنفسه بالقيام بهجوم مضاد سريع، ويعطي لصانع الألعاب ماتي فرنانديز مساحة أكبر للتحرك فيها، الذي تصدر قائمة هدافي تشيلي. وعلى رغم أن فرنانديز شخصية خجولة، إلا أنه قد يستفاد الفريق منه كثيراً مع وجود بورجي الذي سبق له أن دربه على مستوى الأندية.

وبصرف النظر عن بورجي، فإن أحدث مدرب في أميركا الجنوبية هو المدرب البوليفي غوستافو كوينتيروس الذي تحمل عبئاً ثقيلاً، فبدلاً من أن يتمتع في مباراته الثانية والثالثة في مسؤوليته الجديدة، فقد خسر 2- صفر أمام بنما وتبعها بالتعادل 1-1 مع غواتيمالا.

وفي "كوبا أميركا" جرى التسليم أن منتخب بوليفيا أصبح له دوره العرفي لمواجهته الأرجنتين في المباراة الأولى، على أمل أن تفوز الدولة المستضيفة في أولى مبارياتها لهذه البطولة.

ويتمنى كوينتيروس، الأرجنتيني الجنسية والذي مثل بوليفيا في نهائيات كأس العالم 1994، أن يتمكن فريقه من الصمود وانتقاص الفرص من الهجوم المضاد. وأمله الأكبر هو الخروج من هذه المنافسة بحظوة سليمة وبعد ذلك الرهان على أن ارتفاعات لاباز ستساعده على ابقاء فريقه في المنافسة للحصول على مكان له في نهائيات كأس العالم.

وفي المجموعة نفسها، تتوقع كولومبيا، مثل بوليفيا، أن تختم مكانها في الدور ربع النهائي بالفوز على فريق كوينتيروس. ولكن مدربه هرنان داريو غوميز لم يحصل على نجاحات ملائمة حيث أن الإصابة المستديمة لصانع الألعاب جيوفاني مورينو لم تساعده، بالإضافة إلى مشكلة الشحذ في تسجيل الأهداف ماتزال تلاحقه.

واستطاعت كولومبيا من تسجيل هدفين في مرمى الإكوادور، الذي يكافح لإيجاد من يحل محل الجيل الذي قادهم حتى الآن وبسرعة.

وسيعتمد المدرب رينالدو رويدا على لاعبين من أمثال صانع الألعاب كريستيان نوبوا وجيفرسون مونتيرو الذي يدعم خط الوسط، للإرتقاء بفريقه الذي شعر بخيبة أمل بعد تعادله سلبياً مع بيرو الذي لعب بعشرة لاعبين بعد 25 دقيقة من بداية المباراة.

وفي الوقت نفسه، كان منتخب بيرو سعيداً لإظهار قوته الذهنية اللازمة للخروج بنتيجة مشرفة. فقد دعم بعض اللاعبين مثل كلاوديو بيتزارو وباولو غيريرو هذه القوة، بالإضافة إلى أن مدربهم سيرجيو ماركاريان، من الأوروغواي، يعتبر من مدربي الدرجة الأولى وقادر على تنظيم خط الدفاع الذي وضع حداً للمشاكل الداخلية البسيطة. وقد يكون بيرو المنتخب الذي سيثير الإهتمام لمتابعته.

وأخيراً، هناك فنزويلا، المنتخب الوحيد في القارة الذي لم يتأهل لنهائيات كأس العالم أبداً. ونتائجه الفوز 2- صفر على جامايكا وتعادله 1-1 مع المكسيك تشير إلى التقدم الذي يحرزه في الآونة الأخيرة، خصوصاً أن مدربه سيزار فارياس عزز بذكاء تشكيلته الأساسية من لاعبين تحت الـ20 عاماً مثل المهاجم يوهاندري أوروزكو الذي يبدو مثيراً للغاية. علماً أن المباراة الافتتاحية لفنزويلا في "كوبا أميركا" ستكون ضد البرازيل، ويأمل أن يخرج من هذه البطولة مع فريق قادر على السفر به إلى الجنوب، إلى البرازيل، في 2014.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف