4 مواجهات بين الريال والبارسا تخلق أجواءً خاصة بالمغرب

يعيش عشاق برشلونة وريال مدريد الإسبانيين أجواءً استثنائية هذا الموسم، لأن الفريقين سيلتقيان في أربع مواعيد كروية، أولها إياب الدوري الإسباني، ثم نهائي كأس الملك، وذهاب وإياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

فمنذ أسابيع، أضحت هذه المواجهات المرتقبة حديث الشارع الرياضي، خاصة في شمال المغرب، حيث تكتسي عدد من المحلات بألوان الفريقين، بينما يسافر عدد من المشجعين في مجموعات إلى إسبانيا لمتابعة الكلاسيكو.

ويأتي هذا في وقت كشفت لوحات إشهارية عن إعلانات لرحلات تنظمها وكالات الأسفار من أجل مشاهدة الكلاسيكو، إذ أن ثمن الرحلة يبدأ من 12 ألف درهم (أزيد من 1500 دولار) فما فوق.

ويبدو أن المقاهي بدورها لن تدع هذه الفرصة الاستثنائية تمر دون التهييء لها، إذ عمدت مجموعة منها إلى اقتناء أجهزة تلفاز من الحجم الكبير، واكتراء كراسي إضافية، إلى جانب اقتناء بطاقات قناة "الجزيرة الرياضية"، علما أن بعض المقاهي في مدن مغربية، منها أكادير والدار البيضاء، تكون خاصة إما بمشجعي الريال أو البارصا.

أما بعض الأقارب والجيران فعمدوا إلى تقاسم مصاريف اقتناء "بطاقة الجزيرة الرياضية"، وضربوا موعدا مع بعضهم البعض لمشاهدة اللقاءات في منزل أحدهم.

استعدادات حتى في القرى!

ما يثير الانتباه هذه السنة هو أن هذه الاستعدادات امتدت حتى إلى المدن الصغرى والمداشر، حيث يجري تهييئ مقاهي وفضاءات لمتابعة الكلاسيكو.

يقول شكيب الشودري، رئيس جمعية أنصار ومحبي فريق برشلونة بولاية تطوان، والممثل الرسمي للنادي في المغرب، "ظاهرة غريبة سجلتها خلال جولة قمت بها، في الأيام الأخيرة لعدد من القرى في الشمال، حيث أثار انتباهي الاستعدادات المكثفة للمشجعين من أجل تهييء أجواء مشاهدة المواجهات بين الفريقين"، مشيرا إلى أن "عدد منهم ساهم بمبالغ مالية لتوفير ثمن اقتناء بطاقة الجزيرة، بينما لجأ آخرون، منذ الآن، إلى حجز مقعد له في المقهى"، خوفا من مشاهدة اللقاء واقفا أو قد لا يتمكن من ذلك بسبب الازدحام الذي تعرفه هذه الفضاءات خلال المواجهات بين الفريقين.

أما بالنسبة لنا نحن كجمعية، يوضح شكيب الشودري، في تصريح لـ "إيلاف"، فتتجلى استعداداتنا "في تنظيم مجموعة رحلات إلى المدن التي سيلعب فيها فريق برشلونة، في حين تهيئ مجموعات أخرى أجواء مشاهدة اللقاء في مدن تطوان، ومارتيل، والفنيدق، والمضيق"، حيث سيجري تخصيص فضاءات لهذا الغرض".

وذكر رئيس جمعية أنصار ومحبي النادي أن "أجواء خاصة يعيشها أنصار الفريقين، لأنه منذ مدة لم يلتقيا في نهائيات أبطال أوروبا"، مشيرا إلى أنه "منذ سنة 2000 لم يلتقيا في نصف نهائي هذه البطولة".

وأبرز شكيب الشودري أن "هذا العام استثنائي ومشحون، سواء بالنسبة لعشاق البارصا أو الريال"، غير أنه عاد ليؤكد بأن "فريق برشلونة لديه تفوق واضح حاليا، إذ أنه يبتعد عن الريال في البطولة بـ 8 نقاط".

وأوضح أن "المدرب البرتغالي، جوزيه مورينهو، يوجد حاليا في مرحلة تكوين الفريق، وهو يقوم بعمل جبار، رفقة رئيس النادي، لكن برشلونة لديه حاليا ثقة في النفس، إذ، في الفترة الأخيرة، كان في أفضل حالاته.. وأنت تحس بأنه ليس هناك تخوف لدى البارصا".

وأشار إلى أن النجم ليونيل ميسي يتصدر قائمة اللاعبين الأكثر شعبية بالنسبة لعشاق البارصا في المغرب، كما أن هناك تعاطف كبير مع إيريك أبيدال، الذي خضع لجراح لاستئصال ورم في الكبد"، إلى جانب تشافي وإنييستا.

وأكد أن "نسبة مهمة من عاشقات الفريق لا يتوجهن إلى المقاهي لمشاهدة المباراة، لأن غالبيتها لا توفر لهن أجواء المشاهدة المريحة، ما يجعلهن يتابعن الكلاسيكو في المنزل".

من جهته، قال أنس الصوردو، الرئيس المنتدب لجمعية تطوان لمحبي وأنصار نادي ريال مدريد، "شخصيا، أعتبر لقاء نهاية هذا الأسبوع قمة بكل المقاييس، وذلك بالرغم من أن البعض يقول إن فارق 8 نقاط بين الفريقين سيؤثر سلبا على إيقاع وأهمية المواجهة، وأنهما معا سيدخران جهودهما للمواجهات المقبلة، سواء في نهاية كأس الملك، أو في نصف نهاية كأس عصبة الأبطال الأوروبية".

وأضاف الرئيس المنتدب للجمعية، في تصريح لـ "إيلاف"، "أعتبرها قمة لأن لا الريال ولا البارصا يستحيل أن يتواجها بدون حافز الفوز، والانتصار، والرغبة في إثبات الذات، ولو كان الأمر يتعلق بمباراة ودية، فكيف وهي مباراة رسمية من الدوري الإسباني، وأن تقرير مصير اللقب ما زال معلقا بالرغم من فارق 8 نقاط".

أما بالنسبة لجمعية تطوان لمحبي وأنصار نادي ريال مدريد، فيؤكد أنس الصوردو، أنها ستكون أولا حاضرة يوم السبت بملعب سانمتياغعو بيرنابيو ممثلة ببعض أعضائها، وثانيا ستستعد لمتابعة هذه المواجهة من خلال طقوسها المعتادة في مثل هذه الحالات، كتجمعات عديدة ببعض نوادي ومقاهي مدينتي تطوان، ومرتيل، التي تكون مزينة بأعلام وشعارات النادي، إلى جانب مجموعات أخرى من محبي ومشجعي فريق برشلونة، بالإضافة إلى تجمعات أخرى في بعض المنازل، حيث يفضل البعض تتبع المباراة في جو أسري حميمي".

يشار إلى أن هذه الجمعية، التي تأسست في أيار (مايو) 2005، تضم حاليا 350 عضوا رسميا.

مشجعات.. ميسي ورونالدو أولا

الجنس الناعم له أيضا كلمة في الكلاسيكو، إذ أن فتيات يؤكدن مشاهدتهن لهذه المباريات، سواء في جو أسري، أو مع الأصدقاء، أو في بعض المقاهي.

ويشعل كل من كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي أجواء الكلاسيكو بالنسبة لمشجعات الفريقين، إذ أن من التقت بهن "إيلاف"، أكدن أنهن لم يكن ليشجعن الفريقين لولا وجود هاذين النجمين.

وقالت غزلان (س)، موظفة بالدار البيضاء، "أنا من أكثر المعجبات بميسي، ولولا هذا النجم لما شجعت البارصا".

وأضافت غزلان، في تصريح لـ "إيلاف"، "ميسي حببني في مشاهدة كرة القدم، فهذا اللاعب مثل الساحر يجذب انتباهك كلما كانت الكرة بين قدميه"، مبرزة أنها "ستكون في الصفوف الأمامية في المقهى لمشاهدة الكلاسيكو".

وقبل أن تنهي غزلان حديثها قاطعتها إحدى صديقاتها لتقول "طعم خاص لمشاهدة البارصا بوجود ميسي".

وأوضحت إيناس، إطار في شركة، في تصريح لـ "إيلاف"، "أنتظر بفارغ الصبر المواجهة على أرض الملعب بين ميسي ورونالدو".

من جهتها، قالت مها، تلميذة في قسم الباكالوريا، ومنخرطة في جمعية تطوان لمحبي وأنصار نادي الريال، "لن أخفيكم سرا إذا قلت بأننا جميعا سنستمتع باللقاءات العديدة التي ستجمع الريال بخصمه ومنافسه الأبدي خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، وهي فرصة حقيقية أمام ريال مدريد للثأر لنفسه من سلسلة الهزائم التي تعرض لها خلال الموسمين الأخيرين، وخاصة من لقاء الذهاب خلال هذا الموسم، أنا جد متيقنة من قدرة الريال ومن خبرة المدرب الشهير مورينيو، وبالتالي فإنني أتكهن بأن ينتصر ريال مدريد في مباراة هذا السبت، وإذا ما تحقق ذلك فإنني أرشحه للظفر بلقب كأس الملك... أما مباريات كأس أوروبا فهذا موضوع آخر أتركه لحجينه".

وأضافت مها، في تصريح لـ "إيلاف"، "سأتابع مباراة السبت في منزلي إلى جانب الأسرة وبعض الأصدقاء والصديقات".

أما سارة، طالبة في الدار البيضاء، فأكدت، لـ "إيلاف"، أنها "تعشق الريال لأن كريستيانو رونالدو هو أحد نجومها"، مبرزة أن "رونالدو هو الأفضل في العالم، وسيثبت ذلك مستقبلا".