رياضة

غوارديولا... المدرب الذي عانق الإنجازات مع برشلونة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

اذا تحدث احد عن برشلونة المواسم الاخيرة فاول صورة تشق طريقها الى ذهنه4 تعود الى النجم الارجنتيني ليونيل ميسي او مهندسي خط الوسط اندريس انييستا وتشافي هرنانديز او القائد المدافع كارليس بويول واخيرا...المدرب جوسيب غوارديولا.

من المؤكد ان اللاعبين هم الذين يتصدرون العناوين في غالبية الاحيان خصوصا اذا كانوا من طراز ميسي او تشافي او انييستا، لكن غوارديولا يستحق ان يكون العنوان الابرز للنادي الكاتالوني في مشواره الى المجد خلال المواسم الثلاثة الاخيرة لان هذا الرجل ترك وبشكل لا ريب فيه لمسته على الفريق والارقام تتحدث عن نفسها: ثلاثة القاب في الدوري المحلي خلال ثلاثة مواسم كمدرب للفريق، اضافة الى القاب مسابقة دوري ابطال اوروبا والكأس المحلية وكأس العالم للاندية والكأس السوبر الاوروبية وكأس السوبر المحلية (مرتان).

نجح بيبي غوارديولا امس في قيادة برشلونة الى لقب الدوري للمرة الثالثة على التوالي والحادية والعشرين في تاريخه، ليسير على خطى مدربه السابق ومكتشفه كلاعب الهولندي يوهان كرويف، المدرب الوحيد الذي قاد النادي الكاتالوني الى الفوز بلقب الدوري في ثلاث مناسبات على التوالي حين احرزه اربع مرات متتالية من 1991 حتى 1994 عندما كان غوارديولا لاعبا في الفريق.

دخل غوارديولا تاريخ القارة العجوز منذ موسمه الثاني كمدرب عندما رفع عام 2009 كأس دوري ابطال اوروبا للمرة الثانية في مسيرته بعد ان توج بلقب هذه المسابقة عام 1992 كلاعب، ليصبح سادس من يفوز باللقب كلاعب وكمدرب، كما اصبح ثالث لاعب يحقق هذا الانجاز مع نفس الفريق بعد الاسباني ميغيل مونوز (فاز كلاعب مع ريال مدريد عامي 1956 و1957 وكمدرب 1960 و1966)، والايطالي كارلو انشيلوتي (فاز مع ميلان كلاعب عامي 1989 و1990 وكمدرب عامي 2003 و2007).

واصبح غوارديولا (38 عاما و129 يوما) حينها اصغر مدرب يحرز لقب المسابقة منذ 49 عاما، وثالث اصغر مدرب في تاريخها، اذ سبقه ميغيل مونوز الذي كان عمره 38 عاما و121 يوما عندما قاد ريال مدريد للفوز بنسخة عام 1960، في حين أن اصغر مدرب فاز باللقب على الاطلاق كان خوسيه فيالونغا بعمر 36 عاما و185 يوما عندما فاز ريال مدريد بنسخة 1956.

تفوق غوارديولا حينها على المدرب العجوز اليكس فيرغوسون بعدما تغلب برشلونة في المباراة النهائية على مانشستر يونايتد الانكليزي، وسيكون المدرب الشاب (40 عاما) امام فرصة تجديد تفوقه على السير الاسكتلندي (69 عاما) لانه نجح في قيادة النادي الكاتالوني الى نهائي المسابقة الاوروبية الام للمرة الثانية خلال مشواره التدريبي حيث سيتواجه مع "الشياطين الحمر" في 28 الشهر الحالي على ملعب ويمبلي في لندن.

"بامكاننا الاحتفال الان ومن ثم نبدأ تحضيراتنا لاجمل مباراة للموسم وهي نهائي دوري ابطال اوروبا"، هذا ما قاله غوارديولا امس بعد مباراة التتويج امام ليفانتي (1-1)، مضيفا "كان الدوري صعبا للغاية كما كان الوضع الموسم الماضي. واذا نجحنا في ان نصبح ابطالا فذلك لاننا نستحق ذلك. انه اللقب الخامس لنا في 10 اعوام واطلب من اللاعبين الاحتفال به مع عائلاتهم لان هذا الحدث سيبقى عالقا في اذهانهم".

من المؤكد ان علاقة غوارديولا الشاب بلاعبيه هو ما يميزه عن معظم المدربين الاخرين لان بامكانهم التواصل معهم على المستوى ذاته كونه علق حذائه الكروي قبل خمسة اعوام فقط، وهذا ما تحدث عنه مهاجم الفريق دافيد فيا قائلا: "انه مدرب قريب منا جدا، فلا يقتصر حديثه معنا على امور كرة القدم فحسب، بل يمكن ان يتحدث معنا ايضا في امور شخصية يمكن ان تؤثر في حياتنا اليومية. وذلك يساعد لاعب كرة القدم كثيرا على التركيز داخل الملعب".

مشوار غوارديولا مع النادي الكاتالوني كان طويلا جدا بدأ عام 1983 الا ان التحول كان عام 1988 عندما استلم كرويف مهام الاشراف على الفريق ثم قام بزيارة غير معلنة لملعب "ميني" القريب من "كامب نو" حيث كان الفريق الرديف يلعب.

وخلال استراحة الشوطين دخل كرويف الى غرف الملابس وسأل مدرب الشباب كارليس ريكساش عن اسم الفتى الذي يلعب على الجهة اليمنى من خط الوسط، فأجابه الاخير: "غوارديولا - انه فتى جيد"، ثم طلب منه الهولندي ان ينقل هذا الفتى الى منتصف الملعب خلال الشوط الثاني عوضا عن الطرف الايمن، في مركز لاعب الارتكاز، اي المركز الذي كان غريبا على الكرة الاسبانية في تلك الفترة.

استجاب ريكساش لطلب كرويف ومن هنا كانت البداية نحو النجاح اذ تأقلم بيبي سريعا مع مركزه الجديد ما دفع الاسطورة الهولندي الى ترفيعه للفريق الاول حيث خاض مباراته عام 1990 ضد قادش مستفيدا من ايقاف غييرمو امور، لكنه لم يكن بحاجة الى ايقاف او اصابة اي لاعب في الموسم التالي لانه نجح في فرض نفسه اساسيا في عمر العشرين في طريقه لان يصبح من افضل لاعب الوسط في العالم وقد توج مشواره الكروي الرائع بستة القاب في الدوري المحلي، ولقبين في مسابقة الكأس المحلية واربعة في كأس السوبر المحلية، اضافة الى تتويجه بدوري ابطال اوروبا عام 1992 (اللقب الاول لبرشلونة في المسابقة) وكأس الكؤوس الاوروبية (1997) وكأس السوبر الاوروبية (1992 و1997) خلال 11 موسما مع الفريق الاول.

يقرر بيبي بعدها الانتقال الى ايطاليا ليلعب الى جانب روبرتو باجيو في بريشيا، ثم روما وبريشيا مجددا، حتى حل به الرحال في الاهلي القطري (2003 حتى 2005) ثم دورادوس المكسيكي الذي كان نهاية مشواره كلاعب.

عاد بيبي بعدها الى برشلونة ليشرف على الفريق الرديف ويقوده الى دوري الدرجة الثالثة، قبل ان يختاره الرئيس جوان لابورتا ليكون مدرب الفريق الاول خلفا للهولندي فرانك رايكارد اعتبارا من موسم 2008-2009.

وكان خيار لابورتا في مكانه لان غوارديولا نجح ورغم افتقاده الى الخبرة التدريبية المطلوبة في خلق تجانس مميز في صفوف الفريق، مستندا الى فلسفة هجومية سلسة تتناسب مع مواهب اللاعبين الذين قرر الاعتماد عليهم بعدما تخلص من الكاميروني صامويل ايتو والبرازيلي رونالدينيو والبرتغالي ديكو والايطالي جانلوكا زامبروتا.

لا يمكن تجاهل ما فعله غوارديولا مع الفريق الكاتالوني خصوصا عام 2009 عندما توج بسداسية تاريخية مع اسلوب لعب جعله مضرب مثل في الاداء الهجومي السلس والنتائج على حد سواء، وليس هناك افضل من لاعبيه للتحدث عنه وبينهم جيرار بيكيه الذي قال في حديث لموقع الاتحاد الدولي: "إنه مدرب يجعلك تفهم كرة القدم. فهو لا يعطيك الأوامر فحسب، بل يشرح لك سبب كل أمر منها، وذلك يجعلك لاعبا أفضل لأنك تعرف الأسباب الكامنة وراء التعليمات. إن هذا يجعل لكل شيء معنى".

وتابع "يعجبني كثيرا أنه، حتى عندما لا يفوز الفريق أو عندما يتعرض للانتقادات، لا يتخلى عن أفكاره. إنه مدرب لا يعبأ كثيرا بما قد يثور من ضجيج حوله، وهو واثق جدا من نفسه".

اما الفرنسي اريك ابيدال الذي تعافى من العملية الجراحية التي خضع لها قبل شهرين لاستئصال ورم في كبده، فقال: "إن جوارديولا يرشدك إلى الطريق، وذلك شيء لم أصادفه من قبل. أثناء التدريب، يقول لي: +افعله هكذا+. وهو أمر يدفعك للتفكير: +لماذا يريدني أن أفعل ذلك اليوم؟+ ثم تبدأ المباراة، وأفعل ما قاله لي، فأجده ذا فائدة عظيمة! دائما أجده ذا فائدة عظيمة!".

امافيا الذي انتقل الى النادي الكاتالوني هذا الموسم قادما من فالنسيا، فيقول: "كان تأثيره علي إيجابيا جدا. من الواضح ان تعليمات المدرب الخاصة بالهجوم وبالدفاع لها اهمية قصوى، وهو يساعدني كثيرا. اني اشعر براحة كبيرة وانا أعمل معه ويتجلى ذلك على ارض الملعب. اشعر بأني على سجيتي واؤدي بشكل جيد في أي من الجانبين وكذلك في الوسط. انا سعيد للغاية بتآلفنا معا بهذه الصورة".

لكن اذا كان هناك من يعرف غوارديولا جيدا فان القائد كارليس بويول الذي قال بدوره: "لقد جاء (غوارديولا) في وقت عصيب. فبعد حقبة رائعة سابقة مررنا بسنتين في غاية الصعوبة، ثم بث هو الحياة في الفريق مرة اخرى. إنه يعرف فلسفة النادي تمام المعرفة، وكان مع اكاديمية الشباب، ولعب في برشلونة لسنوات طويلة، ثم ذهب الى الخارج حيث اكتسب مزيدا من المعرفة. وكل هذا ينعكس على ارض الميدان".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الكبير كبير
yassir_ksa -

كبير يا غورديولا .. كبير ياملك.. مهما كانت الانجازات كبيره ومهما كان التتويج عظيم.. تبقى عظمة أخلاق هذا الرجل وتواضعه أسمى وأرقى وأعظم من كل لقب أو تتويج.. كم أنت كبير أيها الملك..