مستقبل كرة القدم في مرحلة ما بعد ثورتي تونس ومصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"بما أن الثورة اجتاحت تونس ومصر في وقت سابق من هذا العام، فقد توقفت كرة القدم في البلدين، تأجلت بطولات الدوري المحلي وأصبح اللاعبون والمشجعون محصورين في أحداث أوسع. ولكن عادت مباريات كرة القدم الآن من جديد، وبدأ الجميع الذين شاركوا في هذه اللعبة بالنظر إلى المستقبل".
كان هذا بداية لتقرير ماثيو كينيون، مراسل كرة القدم في "بي بي سي وورلد سيرفيس"، الذي سافر مؤخراً إلى كل من تونس ومصر ليجري تحقيقاً للبرنامج الرياضي للهيئة العالمية لمعرفة ما حدث للعبة الجميلة، وما هو الدور الذي لعبته في الانتفاضات العربية. نختصر أدناه جزءاً منه.
قبل الثورة
إذا تم طرح سؤال لأي شخص في كل من تونس أو مصر عما كانت عليه حال كرة القدم في عهد الحكام الذين أصبحوا الآن من السابقين، فإنك تلقى الجواب ذاته.
قال محمد شبيب بن حمودة، المتحدث باسم نادي النجم الرياضي الساحلي: "كان هناك تدخل مباشر من قبل السياسيين في كرة القدم". هذا الرأي ردده على بعد ألف كيلومتر شرق البلاد نادر محمد السيد، حارس مرمى مصر السابق، مضافاً: "منذ أن بدأنا ممارسة كرة القدم، تدخلت السياسة، حاولوا استخدامها (اللعبة) لجعل الناس مشغولين فقط بكرة القدم وليس عن الحرية والأغذية الأساسية والمنزل الذي يمكننا أن نعيش فيه".
وأصبحت السياسة والنفوذ والمحوسبية والمال القوى الدافعة وراء اللعبة، وارتبطت أسماء القادة أو أفراد أسرهم شخصياً بهذه الرياضة، خصوصاً المنتخبات الوطنية.
خلال الانتفاضة
وبمجرد أن الحركة المناهضة للرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك بدأت فعلاً، فقد تم تعليق مباريات كرة القدم في كلا البلدين أثناء محاولتهما البقاء في السلطة، في حين شارك مشجعو الكرة بقوة بالأحداث في الشوارع.
فقد أكد حاجي عبدالله، عضو في النادي الافريقي التونسي: "أود أن أقول إن الثورة بدأت في الملاعب... فالجماهير لم تستطع التعبير عن نفسها في الشارع، لذا فقد اتجهت إلى الملاعب، فقد كان المكان الوحيد الذين يمكن أن يتكلم الناس فيه (بحرية)". وأضاف: "كانت الجماهير محمية لأنها لم تكن وحدها، فقد كان هناك الآلاف منهم، لذا لم تستطع الشرطة الاقتراب منهم".
الحاضر ولكنه ناقص
ومع ذلك، وبعودة كرة القدم، إلا أن الحرية التي أسسها المشجعون في الملاعب في ظل الحكومات السابقة تحولت إلى أعمال عنف. فقد تم التخلي عن المباريات القارية في كلا البلدين، والكثير من مباريات الدوري في تونس مازالت تلعب وراء الأبواب المغلقة.
وفي حين يدعي البعض على أن المشكلة هي نتيجة أن الشعب يريد اختبار حدود حريته المكتشفة حديثاُ، إلا أن البعض الآخر على يقين من تأكيده أن بعض الأسباب الذي أدى إلى هذه المشكلة هي أكثر خبثاً. إذ ذكر حاجي عبدالله أن أنصار الحكومة القديمة هي التي بدأت بإثارة هذه المشاكل: "انهم يريدون أن يظهروا على أنهم مازالوا هنا، واننا لا نستطيع أن نكون في مأمن من دونهم، ولذا فنحن بحاجة إليهم. يستطيعون أن يخلقوا بعض المشاكل، ولكنهم لا يستطيعون العودة مرة أخرى".
ما هو القادم؟
مثل معظم جوانب الحياة في كل من تونس ومصر، عدم اليقين يخيم على مستقبل كرة القدم في كلا البلدين. فهناك الكثير من القضايا المالية والقانونية عالقة ويتعين حلها، بالإضافة إلى المخاوف بشأن استمرار وجود الأشخاص الذين كانوا على صلة بالسلطات السابقة داخل اللعبة.
وهذا القلق يمتد حتى إلى الأشخاص الذين يقومون بإعداد المنتخب الوطني، على رغم أن بعضهم - مثل حسن شحاته المدرب السابق لمنتخب مصر - قد استقال الآن.
ويقول نادر السيد، حارس مرمى منتخب مصر السابق والمشارك النشط في الانتفاضة في مصر: "يمكن التوصل إلى حل وسط، ولكن بعض الناس المعنيين يجب أن يعترفوا أنهم كانوا مخطئين". وأضاف: "نحن جميعنا مصريون، وربما بعض الناس أدرك أنها حقاً ثورة وغيره لم يكونوا قادرين على التفكير بالوضع. الفريق القومي المصري هو المنتخب القومي المصري وليس فريق مبارك الوطني. ولكن ينبغي على هؤلاء الأشخاص أن يقولوا إنهم آسفون".