فيتل يريد تحقيق أكبر عدد ممكن من الانتصارات

أكد مدير ريد بول-رينو كريستيان هورنر أن سائق الفريق بطل العالم الألماني سيباستيان فيتل يريد تحقيق أكبر عدد ممكن من الانتصارات رغم انه أصبح في وضع يسمح له بالدخول في لعبة حساب النقاط لما تبقى من مراحل في الموسم الحالي من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد.

وجاء تأكيد هورنر بعد فوز فيتل امس الاحد بجائزة اوروبا الكبرى على حلبة فالنسيا الاسبانية حيث حقق فوزه السادس هذا الموسم من اصل 8 سباقات، ما سمح له بالابتعاد في صدارة الترتيب العام بفارق 77 نقطة عن اقرب ملاحقيه البريطاني جنسون باتون سائق ماكلارين-مرسيدس وزميله في ريد بول الاسترالي مارك ويبر.

واشار هورنر الى ان الفارق الذي يفصل فيتل عن اقرب ملاحقيه لن يشتت تركيز البطل الالماني على اضافة المزيد من الانتصارات، مضيفا "انه مرز جدا على تحقيق الفوز. ما حصل في مونتريال يشير الى ان كل ما يريده هو الفوز. قاتل لتحقيق الفوز حتى اللحظات الاخيرة. كان يعلم ان عليه البقاء في المقدمة في منطقة +دي ار اس+ (منطقة السماح باستخدام الجانح المتحرك)، لكن لم تجر الامور كما اراد. تفكيره منصب تماما على النقاط ال25 (التي يحصل عليها الفائز)".

وكان فيتل في طريقه خلال المرحلة السابقة في مونتريال لتحقيق انتصار جديد لكنه فقد السيطرة على سيارته في اللفة الاخيرة ما سمح لباتون بتجاوزه وتحقيق الفوز، فيما اكتفى الالماني بالمركز الثاني كما حصل في سباق الصين عندما خسر الصدارة في اللفات الاخيرة لمصلحة زميل باتون ومواطنه لويس هاميلتون.

ويتربع فيتل على الصدارة بشكل مريح جدا لدرجة ان بامكانه البقاء في منزله حتى اواخر اب/اغسطس، موعد سباق بلجيكا الذي يشكل المرحلة الثانية عشرة من البطولة، دون ان يتنازل عن صدارة الترتيب ما دفع معظم المنافسين الى الاعتراف بان اللقب قد حسم لمصلحة الالماني، الا ان هورنر رفض فكرة ان اللقب اصبح في جيب سائقه الالماني.

واشار هورنر بانه لا يزال هناك الكثير من السباقات والنقاط ولا يمكن التحدث عن مسألة حسم اللقب بتاتا، مضيفا "تركيزنا منصب على كل سباق على حدة: ان نسجل افضل نتيجة ممكنة. كنا خلال عطلة نهاية الاسبوع (امس الاحد) على بعد ثلاث نقاط من الحصول على النتيجة المثالية (اي المركزين الاول والثاني)، انهت سيارتا فريقنا السباق على منصة التتويج".

وواصل "اصبح (فيتل) والفريق في موقع قوي جدا، لكن وكما نعرف لا تزال الطريق طويلة في هذه البطولة، ولا احد يعرف حجم تأثير تعديل الانظمة - سنرى ذلك في سيلفرستون".

واظهر فريق ريد بول-رينو امس الاحد انه لم يتأثر بالحظر الجديد الذي فرضه الاتحاد الدولي "فيا" بمنع الفرق من استخدام عيارات مختلفة بين التجارب التأهيلية والسباق انطلاقا من حلبة فالنسيا، فنجح فيتل في ان ينطلق من المركز الاول للمرة السابعة في ثمانية سباقات وخرج فائزا مجددا دون ان يتأثر بهذا التعديل الجديد.

وتحدثت بعض التقارير عن ان النجاح الملفت الذي حققه فريق ريد بول-رينو هذا الموسم في التجارب التأهيلية، حيث انطلق من المركز الاول في جميع السباقات الثمانية حتى الان (فيتل 7 مرات وويبر مرة واحدة)، ناجم عن اعتماده على استراتيجية متطرفة في التجارب لتحقيق زمن سريع جدا خلال لفة واحدة ثم يلجأ بعدها الى عيارات مختلفة للسباق لان المحرك لا يتحمل استراتيجية التجارب خلال عدد كبير من اللفات.

لكن فريق ريد بول اثبت انه الافضل مجددا رغم قرار "فيا" وبان احدا ليست باستطاعته اللحاق بفيتل الا في حال انقلاب وضع ومسار البطولة رأسا على عقب.

ويترقب الجميع كيف سيكون الوضع في السباق المقبل على حلبة سيلفرستون حيث سيطبق قرار تحديد حجم عمل الجانح الخلفي السفلي الذي يعرف ب"بلون ديفيوزر".

وتوقع الكثيرون ان تشهد مجريات بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد تحولا اعتبارا من جائزة بريطانيا الكبرى التي تقام في العاشر من الشهر المقبل، واعتبروا ان ريد بول سيكون الفريق الاكثر تضررا من عملية الحظر لانه افضل من اتقن استخدام ال"بلون ديفيوزر" بشكل مثالي ما منحه افضيلة واضحة على منافسيه، وتجلى هذا الامر بهيمنته على مجريات الموسم الحالي.

ويعتبر "بلون ديفيوزر" النسخة الميكانيكية المحدثة من "ديفيوزر" وتتمثل مهامه بمنح السيارة المزيد من التماسك من خلال استخدام الغازات الساخنة الخارجة من العادم لجعلها اكثر التصاقا بالارض حتى عندما تكون سرعة دوران المحرك متدنية، وهذا الامر يمنح الفرق خيار عدم اضطرارها الى جعل الجانح الخلفي عاموديا من اجل تأمين التماسك على المنعطفات ويسمح لها بتعديله ليكون اقل احتكاكا بالهواء ما يمنح السيارة سرعة اعلى في الخطوط المستقيمة.

وقرر الفريق العمل التقني في "فيا" ان يصبح مخرجا عادم الهواء من الجهة العليا لمؤخرة السيارة، كما كان الوضع قبل عدة اعوام، عوضا عن الوضع الحالي في الوسط السفلي من السيارة.

واعتمد الاتحاد الدولي في قراره بشأن ال"بلون ديفيوزر" على قوانينه المتعلقة بالانسيابية والتي تنص على ان لا يكون للسائق اي تأثير على انسيابية السيارة، وهذا الامر يعني انه لا يمكن "نفخ" الغازات الصادرة من العادم على الجانح الخلفي السفلي عندما تكون سرعة دوران المحرك متدنية وذلك لان هذا الامر يتطلب تدخل من السائق.

ويقضي التعديل الجديد على ال"بلون ديفيوزر" بتحديد حجم "نفخ" الغازات من العادم ب10 بالمئة فقط عندما تكون سرعة دوران المحرك بادنى مستوياتها او عندما يرفع السائق قدمه عن دواسة الوقود، على ان يتم الحظر التام اعتبارا من 2012.