مخاوف من توقف الحياة في الدوري التونسي في أمتاره الأخيرة

احتدم التنافس في بطولة الدوري التونسي من أجل التعرف على بطل هذا الموسم ولئن انحصر السباق على اللقب بين الترجي التونسي وملاحقه المباشر النجم الساحلي فإن صارع القاع يضم أكثر من فارس وهو ما أشعل حماسة الدوري التي خرجت في أحيان كثيرة عن إطارها الرياضي ليبقى السؤال قائما أي نهاية للدوري التونسي في ظل التجاذبات التي يشهدها اليوم...؟

في مباراة مستقبل قابس والترجي الجرجيسي والتي كان عنوانها الأبرز قمة القاع توقفت المباراة في وقتها البديل بعد الاعتداء على مدرب الترجي الجرجيسي شهاب الليلي من قبل بعض المندسين كما ذكره البعض...لقطة أثارت غضب وفد الترجي الجرجيسي الذي هدد بمقاطعة الدوري في صورة تواصل الوضع كما عليه خاصة وان القادم قد يكون أسوأ لان بقية الجولات الأربعة الأخيرة ستكون محددة بشكل كبير لصاحب اللقب وكذلك للفريقان للذين سيغادران مصاف النخبة.

العنف الذي ساد الملاعب التونسية تزامن مع انتقادات شديدة وجهت للصافرة التونسية وآخرها التي أدارت مباراة "الدربي" بين قطبي العاصمة الترجي التونسي والنادي الإفريقي...حيث صار البعض يتحدث عن فضيحة ومؤامرة وانسحابات مرتقبة.

شهاب الليلي مدرب الترجي الجرجيسي أكد أن ما عاشه في ملعب قابس لا يليق بكرة القدم التونسية ويشوه سمعتها لان الأحداث التي عرفتها المباراة ومحاولة الاعتداء على طاقم تحكيم المباراة بعد ما تم الاعتداء عليه أمر مؤسف وشيء يندى له الجبين معتبرا انه في صورة بقاء الحال كما هو عليه فمن الأفضل تعليق نشاط الدوري أو انسحاب فريقه لأنه لا يعقل ان تحسم نتائج المباريات بمنطق القوة والعنف فهذه لم تعد كرة قدم.

عادل السليمي مدرب مستقبل قابس علق على الأمر بأنه لم يفهم ما حصل بالضبط لكنه يرفض منطق القوة والعنف وانه مستاء مما حدث في المباراة رغم ان فريقه قدم مباراة ممتازة وكان قريبا من الخروج بنقاط المباراة لولا الحظ العاثر ويضيف السليمي بان كرة القدم يجب ان تبقى في اطارها الرياضي ولا يجب ان تحيد عن مسارها هذا معتبرا ان ما حدث لرفيقه شهاب الليلي أمر مخجل وخارج عن اطار الرياضة وتساءل كيف ستكون نهاية الدوري خاصة مع اقترابنا من خط الوصول.

النادي الافريقي لم يكن راضيا هو الآخر عما يدور في اروقة اتحاد الكرة وعما يحصل في الدوري عموما حيث أكد لنا عبر ناطقه الرسمي هشام الذيب في تصريح خص به إيلاف ان الدوري التونسي يلعب خارج الميادين وما عاشه فريقه في مباراة الدربي يعتمد مهزلة بما انه اعتبر ان حكم المباراة تلاعب بفريقه واثر على نتيجة المباراة مضيفا ان فريقه لن يقبل مثل هذه التجاوزات مشددا على أن الإفريقي قد يقاطع الدوري مستقبلا في صورة تكرر مثل هذه الألاعيب.

وياتي هذا التصعيد بعد قرار اتحاد الكرة في تونس عدم التعويل على الحكام الاجانب ومواصلة منح الثقة للحكام التونسيين.

من جانبهما تذمر الترجي التونسي والنجم الساحلي على خلفية بعض التعيينات التي اعتبراها تقلل من فرصهما في الفوز بلقب الدوري ولو ان النجم الساحلي هدد في أكثر من مرة بمقاطعة الدوري في صورة رفض الاستنجاد بحكم أجنبي لما تبقى من مباريات في الدوري نظرا لاهميتها حيث صرح شكري العميري الناطق الرسمي لفريق جوهرة الساحل كما يلقب في تونس يتعرض لمؤامرة قد تحرمه من الفوز باللقب بما ان بعض الحكام التونسيين جاملوا فرق منافسة في حين حرموا فريقه من نقاط عديدة.

نهاية الدوري التونسي تبدو مثيرة جدا خاصة وان التنافس لا يزال على اشده سواء في اعلى الترتيب أو في اسفله والاكيد ان حالة الانفلات الرياضي الذي تشهده تونس منذ اندلاع الثورة الشعبية قد تنعكس بالسلب على بقية السباق ومن يدري قد يرفرف شبح الجلابية من جديد ليس على ارض الملعب هذه المرة بما ان الجماهير محرومة من الحضور ولكن على الاتحاد التونسي للعبة في ظل تجدد المطالبة بحله.