رياضة

ديوكوفيتش بطل برسم التتويج منذ نعومة أظافره

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بدأت رحلة المجد مع الصربي ديوكوفيتش المتوج بلقب بطولة ويمبلدون، ثالث البطولات الأربع الكبرى لكرة المضرب، عندما كان بعمر السادسة إذ لفت أنظار يلينا غنسيتش التي اكتشفت بطلة العالم السابقة اليوغوسلافية مونيكا سيليش.

تقول غنسيتش للموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة المضرب: "عندما جاءني نوفاك الصغير، احتجت إلى أسبوع فقط كي اتأكد من طاقته. في اليوم الخامس، سألته أمام والديه: نوفاك، هل ترغب أن تمضي الأعوام السبعة أو الثمانية في تمارين يومية قاسية، أحيانا بسعادة وأحيانا غارقا في الدموع؟. قال: نعم، أريد أن أكون عظيما. كان بعمر السادسة فقط، لكن التصميم كان واضحا في عينيه، وكان لديه قلب وروح البطل. كنت متأكدة أنه سيحقق هدفه".

غالبا ما كان ديوكوفيتش يرافق غنسيتش بعد التمارين الليلية الى شقتها في بلغراد لمشاهدة مباريات أبطال وبطلات كرة المضرب: "ربما هكذا نجح في تقليد حركات باقي اللاعبين. كان يعشق مشاهدة مباريات الابطال على غرار (أندريه) أغاسي، و(بيت) سامبراس و(ستيفان) ايدبرغ. كان يقول لي: أرجوك يلينا، أشرحي لي كيف يمكن لسامبراس أن يضرب الكرة الأمامية بخط مستقيم وهو يركض؟ ثم كنت أقول لهذا الصبي، أي قدم ينبغي ايقافها وأي قدم يجب نقل الوزن عليها وهكذا دواليك. وتعلمون، لم يرفع عينيه عني طوال وقت شرح التقنيات. كان الطفل متعطشا لتعلم كرة المضرب".

على أنغام ضربات طفولته كانت الموسيقى الرفيق الاخر لديوكو الصغير: "استخدمت الموسيقى الكلاسيكية لأعلمه تصور الكرات. كان يسمع القطعة، ثم اسأله ماذا فهم منها. مرة وبعد سماعه قطعة لافتتاحية تشايكوفسكي 1812 قال لي: قلبي يشعر بالهناء. وجلدي يشبه جلد الأوز. هل تتخيلون أن يشعر ولد بعمر السابعة هكذا وينطق بهذه الكلمات؟".

مرت الايام، وتقدم ديوكوفيتش بسرعة هائلة لدرجة طلبت فيها غنسيتش من صديقها نيكولا بيليتش في ألمانيا مساعدة هذا الصبي المميز، ليصبح ديوكوفيتش الطفل بعد سنوات اللاعب الخامس والعشرين الذي يتصدر لائحة التصنيف العالمي للاعبي كرة المضرب المحترفين، فانزل الاسباني رافايل نادال عن عرشه الذي تربع عليه منذ حزيران/يونيو 2010 ولحق بنجوم العصر أغاسي وسامبراس وادبرغ وغيرهم من عمالقة الكرة الصفراء الذين اقتدى بهم سابقا.

لم ينس ديوكوفيتش بعدما أصبح بعمر الرابعة والعشرين فضل غنسيتش، ويتذكر أيام الطفولة: "أتذكرها ترفع السقف عاليا في وقت مبكر من مسيرتي، كنا نحلل مباريات كبار اللاعبين كي نصل إلى عقلية الفوز. علمتني أيضا كيف أرفع ثقتي بنفسي وأكون متفانيا لهذه الرياضة".

تطور نوفاك كثيرا، على صعيد الارسال، اللياقة وخسارة الوزن، لكن سلاحه الابرز هو ذكاؤه.

يقول النجم السويدي ماتس فيلاندر المصنف اول في العالم سابقا: "أعتقد ان عقلية المغامر لديه تحسنت كثيرا. لم يعد أحد يعرف بماذا يفكر، اذ لا يمكن التنبؤ بعد الان بتعابير وجهه. اذا حصلت قوته الذهنية على علامة 5 أو 6 سابقا، أعطيه الان 10 على 10".

لم يأت الصعود الرائع لديوكوفيتش بمجهود فردي، فبعد بداياته الطفولية مع غنسيتش، اصبح لنوفاك فريق يعتني بأدق التفاصيل وقد لفت أنظار المراقبين بتفانيه في العمل، والتمارين في صالة اللياقة البدنية، والنظام الغذائي الممنهج وجلسات حضور الافلام قبل المباريات.

يعلق البطل الكرواتي السابق غوران ايفانيسيفيتش على تقدم البطل العالمي: "لقد تحسن ارساله بالطبع. لكنه أصبح أكثر عدوانية الان مقارنة مع العام الماضي. برأيي، كان دفاعيا أكثر من اللازم سابقا وكان مميزا في ذلك، لكن الان تحسن هجومه كثيرا".

إلى نجاعته في كرة المضرب، برز ديوكوفيتش في وجهه الضاحك وروحه المرحة، حيث يقوم بتقليد الحركات بشكل ممتاز، ما دفع الايراني منصور بحرامي نجم البطولات الاستعراضية للقول: "انه رائع لهذه اللعبة. يقوم بتقليد كل اللاعبين. خلال الدورات يكون مركزا للغاية، خصوصا هذا العام. لكن الفارق بيننا، انه لاعب رائع واستعراضي، أما أنا فأجيد الاستعراض أكثر. عندما يفوز نوفاك في المباريات، يدفع الناس للضحك".

لقد انتهت الملحمة وتحول الحلم الى حقيقة، بعد موسم نجح فيه حتى الان بالفوز في 48 من أصل 49 مباراة، لكن الرهان الكبير يبقى بقدرة الصربي في المحافظة على صدارته، خصوصا في ظل تواجد نادال المتعطش الدائم الى الالقاب!.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف