من سيوقد شعلة أولمبياد 2012؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قد يكون أول شيء بادر إلى ذهن البريطانيين بعد منح حق استضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2012 إلى العاصمة لندن هو الفرحة لإمكانية تنظيم المملكة المتحدة لأكبر عرض رياضي على وجه الأرض، أو القلق ازاء التكلفة، أو ببساطة، الشعور بالسعادة للفوز على الخصم اللدود باريس التي كانت تنافس لندن في استضافة هذه الألعاب.
أما بالنسبة إلى القليل منهم فقد تحول تفكيرهم إلى حفل الافتتاح واللحظة الرائعة عند إضرام النار في المرجل إعلاناً بافتتاح الألعاب.
وقد أنعم على بعض الرياضيين العظماء والخيرين شرف ايقاد الشعلة على مر السنين، ففي هلسنكي 1952 كان أول من أختير هو "الفنلندي الطائر" يافو نورمي (1897-1973) الذي فاز تسع مرات بسباقات العدو لمسافات طويلة.
وبعد 44 عاماً واصل اسطورة الوزن الثقيل في الملاكمة محمد علي كلاي تقليد حمل شعلة الألعاب إلى مرحلتها النهائية في أولمبياد اتلانتا، مع أنه لا يمكن أن يُنسى الطريقة التي أتبعها بطل الجمباز الصيني لي ينغ الفائز بست ميداليات أولمبية عندما "ركض" في الهواء إلى قمة الاستاد في بكين.
وبالتالي، فإذا كان الانجاز الرياضي هو المعيار، فلا يوجد سوى مرشح بريطاني واحد لإيقاد شعلة لندن 2012، السير ستيف ريدغريف الحاصل على الميدالية الذهبية في خمس دورات أولمبية متتالية في التجديف (من 1984 إلى 2000).
ولكن نجاح الأولمبياد ليس سوى جزءاً من اضاءة الشعلة، ومثال على ذلك أشعل يوشينوري ساكاي المرجل في أولمبياد طوكيو 1964، لماذا؟ لأنه ولد في اليوم نفسه الذي انفجرت قنبلة ذرية في مدينته هيروشيما.
وفي مونتريال 1976 اعطي شرف قيادة الشعلة إلى ستيفان بروفونتين وساندرا هندرسون لأنهما كانا المراهقين الذين مثلا الكنديين الناطقين بالانكليزية والفرنسية.
وربما سيكون دالي تومسون الشخص المثالي لهذه المهمة، ولسبب واحد فقط، فقد يعتبره العديد من المراقبين أنه الرياضي البريطاني الأعظم على الإطلاق بعد فوزه مرتين بذهبية بطولة العشاري في 1980 و1984.
بل أكثر من ذلك، فإن تومسون يمثل أمة متعددة الثقافات التي يمكن أن تجعله المرشح المثالي لإيقاد الشعلة، فقد ولد من أب نيجيري وأم اسكتلندية ونشأ في لندن.
وبعد كل هذا، هل مايزال دالي والسير ستيف على صلة بجيل شباب اليوم؟ ففي دورة ألعاب الألفية في سيدني، وبضربة معلم تكتيكية، اختيرت الرياضية كاثي فريمان (400 متر عدواً) خصيصاً حتى يمكنها من أن تتعود على ما يجري داخل الاستاد الأولمبي، وفعلاً أصبحت فريمان لاحقاً من المفعمة بالأمل إلى بطلة فقط بعد عشرة أيام من ايقادها الشعلة. وماتزال الرياضية الوحيدة في تاريخ الأولمبياد التي أشعلت المرجل ثم فازت بالميدالية الذهبية في دورة ألعاب ذاتها.
وبالتالي، هل سيقوم المسؤولون على أولمبياد لندن بدعم الرياضيين البريطانيين الحاليين الذين من شأنهم أن يكونوا مثل فريمان، من أمثال جيسيكا اينيس وكرسيتين أوهوروغو وريبيكا أدلينغتون أو السير كريس هوي أو توم دالي الذين يستحقون كل التكريم بشرف هذه اللحظة الكبيرة في حفل الافتتاح.
بدلاً من ذلك، يا لها من أكبر خاتمة لأي دورة ألعاب إذا تمت الموافقة على اختتامها من قبل فرد من العائلة المالكة؟ فالأميرة آن التي شاركت في أولمبياد 1976 مازالت تقدم دعماً كبيراً للرياضيين البريطانيين وكانت عضو في فريق العرض الذي ساعد في فوز لندن بإستضافة أولمبياد 2012، بالإضافة إلى أنه سبق للعائلة المالكة أن شاركت في مثل هذه الأحداث، فقد افتتح الأمير هاكون، ولي عهد النرويج، النسخة الشتوية للأولمبياد في ليلهامر قبل 17 عاماً. ولكن السؤال هو: هل ستكون الأميرة آن عامل نجاح باهر للرياضيين البريطانيين؟!
وإذا كان المنظمون يريدون رياضياً مبدعاً فعليهم النظر إلى ديفيد بيكهام. فقد وقف جنباً إلى جنب مع ليونا لويس في بكين عندما تم تمرير علم الأولمبياد من الصين إلى بريطانيا وركل الكرات إلى الجماهير المحتشدة في استاد "عش الطيور"، بالإضافة إلى أنه كرر هذا الشيء من قبل عندما رافق كريستي هاوارد (6 سنوات آنذاك) في المرحلة الأخيرة لسباق التتابع في دورة ألعاب الكومنولث التي اقيمت في مانشستر قبل تسع سنوات.
ولكن هل يمثل بيكهام - لاعب كرة القدم - دورة الألعاب الأولمبية حقاً؟
وبما أن البحث مايزال مستمراً، فمما لا شك فيه أنه يجب اختيار كيلي هولمس التي جسدت كل حياتها حول الأولمبياد.
وفي سيرتها الذاتية ميداليتين ذهبيتين في دورة ألعاب أثينا عندما كانت في ذروة لياقتها البدنية وكان يجمعها تصميماً فولاذياً للانتصار بعد سنوات طويلة من المحن. وبإختصار قد يجد المنظمون فيها الروح الأولمبية.
ولكن ربما لا يحتاج المنظمون إلى رياضي أولمبي على الإطلاق. ففي روما عام 1960 قرر المنظمون أن اخر من يرفع الشعلة سيكون الفائز بسباق اختراق الضاحية للمبتدئين. ومن المفارقات أن جيانكارولو بريس رياضي من اصل يوناني فاز بهذا السباق وحصل على مكانة في التاريخ.
ولو كان المراقبون قد شاهدوا تغطية اليوم التاريخي في سنغافورة عندما فازت لندن بحق استضافة الألعاب، ربما قد يذكرون لاعبة كرة السلة أمبر تشارلز (14 عاماً)، التي تصدرت صورتها غلاف العطاء. فإذا كانت ألعاب لندن هي حقاً حول الشباب والتراث، فلما لا يتم ترشيحها لإيقاد الشعلة الأولمبية؟
مع ذلك، في برشلونة فإنه لا يهم بالضرورة من الذي سيوقد الشعلة، بل المهم الطريقة التي تتم بإشعالها. فقد أصبح انطونيو ريبلولو، الذي كان رامياً في ألعاب المعاقين والذي حقق نجاحات معتدلة في الأولمبياد، رمزاً رياضياً بمجرد أنه أطلق السهم المشتعل عالياً في السماء الاسبانية في عام 1992.
وأخيراً، وفي الوقت الذي تعني هذه الألعاب الكثير للبريطانيين، ربما ينبغي بكل بساطة اختيار الشخص الذي جلب دورة الألعاب الأولمبية إلى عاصمتهم، اللورد كو، أو ببساطة سيباستيان كو، الفائز بميدالتين ذهبيتين في سباق 1500 متر عدواً في أولمبياد موسكو 1980 ولوس انجليس 1984 والذي يعيش ويتنفس مع أولمبياد لندن 2012. والقليل جداً من المراقبين يمكن أن يجادلوا عن علاقته بالألعاب في الوقت الذي يواجه المنظمون قراراً صعباً خلال الأشهر القليلة المقبلة.