ياسر القحطاني إلى العين الإماراتي بأمر الأزمة المالية

تجمهر عدد كبير من مشجعي الهلال السعودي أمام بوابة النادي بعد لحظات من الإعلان رسمياً عن انتقال أشهر المهاجمين السعوديين في العقد الأخير ياسر القحطاني إلى فريق العين الإماراتي في صفقة تقترب من الثلاثة ملايين يورو لموسم واحد على سبيل الإعارة.

الرياض: لم تكد جماهير نادي الهلال تتنفس الصعداء باستكمال صفقاتها الدولية بقرب انتداب اللاعب الكاميروني عقيلي إيماناً، بعدما تعثرت مرات عدةبسبب الأزمة المالية الخانقة التي يتعرض لها النادي، حتى أتت الأخبار اليوم الاثنين مدوية بإعارة أحد أهم رموز الفريق والكرة السعودية في العقد الأخير ياسر القحطاني إلى فريق العين الإماراتي.

الصفقة قاربت قيمتها 3 ملايين يوروبحسب مصادر استقت منها "إيلاف" بعض المعلومات، وأشارت المصادر نفسها إلى أن اللاعب والنادي وزّعا المبلغ، بحيث يحصل الهلال على الثلثين، وينال القحطاني الثلث الأخير.

بمجرد إعلان النبأ، خصوصاً على صفحة رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حتى توالت الانتقادات الجماهيرية للرئيس على تفريطه بمهاجم مثل القحطاني، وامتدت الاعتراضات حتى وصلت إلى مقر نادي الهلال في ضاحية العريجاء في غرب الرياض، إذ تجمهر عدد من محبي الفريق معترضين على الصفقة، ويطالبون بإلغائها، وعودة القحطاني إلى صفوف الفريق.

وفي حين لم يظهر أحد من أعضاء الإدارة ليروي إجابات الجماهير الزرقاء، فقد ظهر الرئيس الأمير عبدالرحمن بن مساعد على صفحته محاوراً ومناوراً لعله يستبطئ رد الفعل حتى الإعلان الرسمي عن صفقة اللاعب الكاميروني عقيلي إيمانا سعياً في تعويض الجماهير.

وبحسب مصادر هلالية وثيقة الصلة تحدثت لـ"إيلاف" فإن القحطاني كان رافضاً حتى اللحظات الأخيرة الانتقال من الفريق الأزرق، ولكن ضغطاً إدارياً وشرفياً كبيراً واجهه القحطاني حتى نزل عند رغبة الإدارة ووافق على الرحيل لموسم واحد فقط.

ورغم أن حجة الإدارة التي نقلتها لياسر القحطاني أنه بحاجة إلى استعادة مستواه ولا بد أن يخوض تجربة في فريق آخر، إلا أن الأزمة المالية التي تعصف بطموحات الإدارة للموسم المقبل متهمة بأنها السبب الرئيس في هذه الصفقة المثيرة للجدل.

القحطاني يعتبر صاحب أعلى صفقة انتقال في تاريخ الكرة السعودية آتياً من القادسية العام 2005 بمبلغ جاوز الثلاثين مليوناً من الريالات، أغضبت مفتي المملكة، وجدد عقده للهلال الموسم الماضي في صفقة لم يعلن عن قيمتها لمدة 5 سنوات، وحقق مع الهلال 9 بطولات، منها 3 للدوري، في حين جاوزت أهدافه خلالها المائة.

وتعرض القحطاني في الموسمين الأخيرين إلى هجوم إعلامي غير مسبوق بسبب تراجع مستواه بحسب كثير من النقاد، وكلفه ذلك خسارة مكانته كقائد للمنتخب السعودي الأول، خصوصاً بعد الخسائر المذلة في كأس آسيا الأخيرة في قطر في مطلع العام الحالي.

لكن مؤيدي ياسر يحيلون تهمة النقاد إلى الأرقام التي تقول إن القحطاني هو صاحب أعلى معدل تهديف في الملاعب السعودية لموسمين متتالين بالنظر إلى أنه أقل المهاجمين مشاركة مع فريقه بسبب الإصابات المتلاحقة التي عاناها.

القحطاني المولود في مدينة الخبر في شرق السعودية عام 1982 لم يظهر في أي وسيلة إعلامية منذ إعلان النبأ، واكتفى بإصدار بيان أكد فيه الخبر، وقال إنه يعترف بأنه يمر بأصعب مرحلة في حياته، وأضاف "أحياناً يجب إتخاذ بعض القرارات لما فيها من مصلحة الطرفين الكيان واللاعب"، وأكد القحطاني أن "المشاورات مع رئيس النادي أخذت وقتاً طويلاً".

وألمح القحطاني إلى "أمور خاصة" رجّحت اتخاذه القرار قائلاً "الأمر فيه إزعاج أكبر لي وللأمير قد يوازي ما تشعر به الجماهير، وما يتحمله الأمير من مسؤولية على عاتقه تجاه النادي وجماهيره ومنسوبيه، وبما أحمّله من أمور خاصة أفضّل الإحتفاظ بها لنفسي ترجّح إتخاذ هذا القرار"، وشكر القحطاني في خاتمة البيان الرئيس وأعضاء الشرف ووجّه رسالة للجماهير"أنا واثق أنني سوف أعود والهلال وأنتم وأنا أقوى وأفضل".

وأشارت مصادر هلالية إلى أن صوره ستوزع الثلاثاء في مؤتمر صحافي مع إدارة العين الإماراتي وممثل هلالي رسمي.

ومن المنتظر أن تعلن الإدارة الهلالية خلال ساعات عن نجاح صفة الكاميروني "إيمانا" وبيع الدولي السويدي كريستيان فيلهامسون.

وتأخذ الجماهير الهلالية على إدارتها بأنها لاتريد أن تدفع مالاً من خارج الدائرة الاقتصادية للنادي، يدعم ذلك أن كل الصفقات التي عقدتها الإدارة كانت على حساب لاعبين تم بيعهم مثل الروماني ميريل رادوي الذي ذهب إلى العين أيضاً، والبرازيلي تياغو نيفيز المنتقل إلى فلومينزي البرازيلي، أو من خلال العقد الاستثماري للنادي.

في حين تتحرى الإدارة أيضاً أن تكون صفقاتها في لاعبين صغار السن لكي يتسنى لها بيعهم مستقبلاً، حيث استقطبت حتى الآن رسميا 3 لاعبين، وهم المغربيان عادل الهرماش (24 سنة) ويوسف العربي (23 سنة) والدولي الكوري بيونغ سو (23 سنة) بمبالغ قاربت في مجموعها 10 ملايين يورو.

ويتحصل الهلال سنوياً من الشريك الاستراتيجي للنادي والراعي الإعلامي شركة اتحاد اتصالات "موبايلي" على مايقارب 12 مليون يورو بخلاف مكافآت البطولات وحوافز الجماهير المشتركين في خدمات الشركة، بحيث تتوافر على مايقارب 4 ملايين يورو سنوياً، ويتحصل النادي أيضاً على حقوق النقل التلفزيوني وإعانة اتحاد القدم للأندية المحترفة، مما يوفر للنادي مبلغًا يقدر بأكثر من 80 مليون ريال سعودي سنوياً في المتوسط.