رياضة

خسارة مذلة أخرى لارسنال ستضع فينغر في التاريخ

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لا يمكن تبرير إذلال ارسنال في أولد ترافورد مؤخراً على أن أداؤه كان سيئاً، ولا يمكن تفسير النتيجة من خلال تألق مانشستر يونايتد.
فقد كانت الهزيمة تتويجاً لفترة الـ18 شهراً الأخيرة من عهد المدير الفني ارسين فينغر الذي كان شاهداً على فشله لمعالجة عيوب فريقه الصارخة.

فقد دخلت مرماه في ذلك اليوم 8 أهداف والتي كانت بكل سهولة أن تكون 18 بعد الفوضى الكاملة والمطلقة لفريقه.فعند إلقاء نظرة عابرة على تشكيلة الفريق قبل المباراة فكان من الصعب رؤية كيف يمكن أن يفوز ارسنال، فالهوة بين الجانبين - أفضل توضيح هو القوة الجالسة على مقاعد البدلاء - كانت عميقة وواضحة جداً.

وعلى رغم غياب بعض لاعبي ارسنال، إلا أنه من المعروف منذ سنوات على أن فينغر يوظف لاعبين مميزين يمتلكون القوة اللازمة للتنافس في العمق مع فريق السير اليكس فيرغسون. ويعرف ارسنال أنه يفتقد إلى قائد ولاعب في خط الوسط متراجع ليغطي المدافعين. ولفترة طويلة جداً لم يتمكن فينغر من تصحيح أي من العيبين. فكانت هذه هي النتيجة.

وبعد رحيل سيسك فابريغاس وسمير نصري - أفضل اللاعبين ويمكن القول الأذكى أيضاً - فإن هناك شعوراً الآن بأن الكثير من لاعبي ارسنال قد فقدوا التوجيه والثقة.

وحتى خطة فينغر في تلك المباراة - إذا أمكن تسميتها بذلك - لمحت على أنه لم يعد لديه التأقلم والسيطرة على الواقع الجديد، فقد لعبت تشكيلته كما لو كان فابريغاس ونصري على أرض الملعب، وكما لو أن الفريق هو جيد كما كان في الموسم الماضي.

ولم يكن الحديث عن أداء الشباب، وكان لكلا الجانبين شباباً في العمر المتوسط ذاته (23 عاماً)، ولكن الحديث كان عن الجودة. فمانشستر يونايتد كان يملك الجودة، أما ارسنال فلا. وحتى لو كان لدى الثاني الجودة، فإنه لا يوجد أي فريق في عالم كرة القدم يرغب في الذهاب إلى أولد ترافورد لمواجهة الشياطين الحمر مع الثقة الوافرة ويلعب بطريقة مفتوحة جداً. فحتى برشلونة سوف لن يفعل ذلك. وبالتأكيد لن يفعل فيرغسون ذلك إذا أخذ فريقه إلى أنفيلد أو استاد الاتحاد أو ستامفورد بريدج أو استاد الإمارات.

ولم يكن ذهاب ارسنال في الموسم الماضي - مع فابريغاس ونصري في صفوفه - إلى مانشستر يونايتد ساذجاً، ولكن لسبب غير مفهوم أخذ فينغر معه هذا الموسم فريقاً هشاً مع تجربة قليلة لمعظم لاعبيه ولعب بطريقة مفتوحة بأقصى حد ممكن.

وكانت خطة لعب فينغر تمشياً مع المبادئ والفلسفة اللتان كانتا دائماً السمة المميزة له ووساماً على صدره. وانتج باستمرار فريقاً رائعاً للمشاهدة الذي وفر للجماهير كثيراً من الترفيه. هذه هي رؤيته لارسنال، كيف يعتقد بأنه ينبغي أداء مبارياته.

فالمبادئ والفلسفة كلمتان رائعتان، ولكن هناك واحدة أفضل منهما: الفوز. كان هذا مبدأ المدير الفني في ليفربول من 1974 إلى 1983 والفائز الوحيد بثلاث مرات بالدوري الأوروبي بوب بيسلي الذي قال: "يجب أن تفوز بالمباراة أولاً ثم تقلق عن كيفية أداء فريقك. في اللحظة التي تبدأ بالتفكير بطريقة أخرى، فإنك ستصبح تاريخاً".

وهذا ليس وصية لفينغر أو ينبغي عليه الرحيل. فلا يبدو أن هناك أي ضغوطاً من مجلس إدارة ارسنال على مديرهم الفني، ولكن ليس التسلسل الهرمي في النادي هو الذي ينهي عهد المدير الفني دائماً: ففي العادة هي جماهير النادي.

ولكن حتى الآن من غير المرجح أن يطلب ارسنال من الرجل الذي فعل الكثير للنادي من تنظيف مكتبه، خصوصاً أنه ليس هناك بديلاً واضحاً. ولكن هناك طريقاً للعودة دائماً حتى عندما تبدو الأمور في الظلام المستحيل.

وما هي طريقة العودة تلك، فتبقى غير واضحة لارسنال. فقد اشترى فينغر وقتاً ثميناً بعد تأهل فريقه إلى مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا وخفف بعض الضغط عليه، وقد يكون حتى هذا النقاش قد انتهى.

وبعدما اشترى ارسنال بعض لاعبين لحقن دماء جديدة في الفريق وحاجته الملحة إلى القوة في العمق، فإنه ليس من السهل أن نرى بالضبط ما يمكن أن يحققه فينغر. لأنه حتماً لن يحصل على لقب الدوري المتاز، ولهذا كله فإن ليفربول بدأ بشكل جيد، ولا يمكن أن يكون أداء تشلسي حاسماً، لذا يبدو أنه من المحتمل أن يبقى لقب هذا الموسم في مدينة مانشستر.

وعلى رغم فوز مانشستر يونايتد 8-2 على ارسنال، إلا أن النتيجة ليست الأكثر إثارة للإعجاب، فالفخر يعود إلى مانشستر سيتي الذي سجل 5 أهداف في مرمى توتنهام والذي يبدو أنه أصبح لديه التركيبة الصحيحة أخيراً وخطة جيدة للعب لإقلاق الأندية الكبرى جداً في الدوري الممتاز.

وهذا هو الفارق الأساسي بين هذا الموسم والماضي، لأن أي نادٍ من الأندية الكبرى كان يمكن أن يفوز باللقب، بما في ذلك ارسنال. أما هذا الموسم فهو ليس كذلك، نظراً إلى الطريقة التي بدا بها أصحاب القمصان الحمر والزرق مباريات الدوري الممتاز. فكلاهما أفضل من الموسم الماضي بعكس ارسنال الذي هو أضعف.

كان هناك رنيناً لجرس الانذار في "استاد الإمارات" قبل الذل في أولد ترافورد. فإذا عانى ارسنال من هزيمة أخرى مماثلة وقدم عرضاً هزيلاً من هذا القبيل فإن الحصيلة ستكون رحيل فينغر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف