هل لدى لاعبي ألمانيا ميزة أفضل من نظرائهم الإنكليز؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يبدو أنه لدى فيليب لام كابتن بايرن ميونيخ ومنتخب المانيا غرض من تفضيله القول "في بعض الأحيان قليل من الشيء أفضل من كثرته"، خصوصاً عندما يتعلق الأمر ببوندسليغا، فخلافاً لغيره من المنافسات المحلية الأوروبية الكبرى (سريا آ الايطالي ولاليغا الاسباني والبريمير ليغ الانكليزي)، فإنه يتألف من 18 نادياً فقط.
وإضافة إلى عدم وجود بطولة كأس الدوري وعدم اجراء مباريات إعادة في كأس الاتحاد الألماني فإن العطلة الشتوية تكون أكثر سخاء (خمسة أسابيع)، في حين يبدو أن السجل الثابت واللافت للنظر لمنتخب المانيا في البطولات الكبرى على مدى العقدين الماضيين أقل غموضاً.
وإذا كانت انكلترا الأمة الأكثر تعباً في البطولات، حسب ما أوحى به مديره الفني فابيو كابيلو، فإن الألمان بالتأكيد سيكونون مفعمين بالنشاط.
ولكن الأمر قد لا يكون بهذه البساطة تماماً. ففي البداية قد يمكن ان تكون الحجة أكثر اقناعاً إذا كانت الأندية الألمانية قد حققت نجاحات كبيرة في أوروبا. وكما هو الحال الآن، فإنها لم تفز بأي بطولة في العقد الماضي.
بالإضافة إلى ان الاحصاءات عن المباريات التي لعبتها هذه الأندية هي أقل وضوحاً. فالتقدم في دوري أبطال أوروبا، مثل الذي تمتع به بايرن ميونيخ في موسم 2009/2010 يمكن أن يضيف نصف موسم آخر من العبء.
فقد أظهرت بحوث هيئة الإذاعة البريطانية للعدد الفعلي للمباريات التي شارك فيها لاعبو المنتخبين في أعقاب فوز المانيا 4-1 على انكلترا في الدور ربع النهائي لنهائيات كأس العالم 2010 في بلومفونتين، على أن لاعبي المدرب يواكيم لوف قد لعبوا في الواقع مباريات أكثر (577) جماعياً في ذلك الموسم من خصومهم (555).
كما أنه كثيراً ما يتم اغفاله أنه في الدوري الممتاز المكثف للغاية، فإن جدول المباريات ينخفض إلى حد كبير بالنسبة إلى معظم الفرق في الربيع.
فالأندية التي لا تشارك في كأس الاتحاد أو في بطولات أوروبية تعطي للكثير من لاعبيها راحة قصيرة أو تقيم معسكرات تدريبية قصيرة في اسبانيا في منتصف الموسم.
وبالتالي، وبحكم الواقع، فإن "التوقف" في كلا البلدين قد يختلف قليلاً على رغم تمديد البوندسليغا لفترة الراحة الشتوية.
ولكن حتى لو كانت مدى الميزة التنافسية غير واضحة، فإنه ليس هناك أي شك بأن الجميع يرحب بعطلة المانيا. لأن اللاعبين يحصلون على راحة بعد الارهاق، ويمكن للأندية أن تقيّم بهدوء قوة تشكيلاتها واجراء تغييرات إدارية، على سبيل المثال إقالة فرايبورغ مدربه ماركوس سورغ مؤخراً، أو استغلال هذه الفترة لإقامة مباريات ودية في مناطق غريبة، إذ سيلعب متصدر الدوري الألماني بايرن ميونيخ أول مباراة له في العام الجديد الثلاثاء في نيودلهي ضد الهند.
وحتى أنصار الأندية فإنهم يفضلون تغيير روتين حياتهم، ففترة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة تكون دائماً الوقت الحقيقي لرياضات شتوية مثل التزلج وهوكي الجليد التي تكون لها الأسبقية، وتأتي كرة القدم من باب المجاملة فقط عندما يبث التلفزيون المدفوع ثمنه مباريات البريمير ليغ.
وبما أن الشتاء يكون بارداً نسبياً في المانيا، خصوصاً في جنوب البلاد وشرقها، فإنه يجعل الزيارات إلى الملاعب شيئاً غير جذاباً. وما هو أكثر من ذلك أن معظم مباريات كأس الاتحاد تقام في منتصف الأسبوع، وهذا ما يجعل من تمديد فترة الراحة الشتوية فاصلاً ضروروياً. لأنه على خلاف ذلك، فإن الموسم الكروي في المانيا سينتهي قبل مطلع أيار.
في الحقيقة، كان الدوري الألماني في الماضي يتواصل بحرية وبشكل جيد حتى حزيران في سنوات من دون بطولات يويفا أو الفيفا. فقد شهد موسم 1990/1991 عطلة شتوية أمتدت 11 أسبوعاً ولم ينتهي الدوري المحلي حتى 15 حزيران.
ولكن مع عولمة تقويم جدول المباريات، فإنه لم يعد ذلك ممكناً على نطاق واسع، حتى أن هيربيرت بروتشاغن، المدير التنفيذي لاينتراخت فرانكفورت اشتكى من سخرية اللعب بين منتصف أيار وآب. وادعى أن الفترة بين أيار وحزيران هي أفضل لكرة القدم.
وعندما ادخل نظام فترة راحة قصيرة في كانون الأول 2009، تساءل تيم ماير، طبيب منتخب المانيا، عن الآثار المترتبة على اللاعبين. وقال إن "هناك وقتاً أقل لاسترداد اللاعبين عافيتهم في الشتاء، ولكنهم قد يستفادون من جدول مباريات أقل ازدحاماً في وقت لاحق من الموسم". واستدرك: "ربما سيلغي هذين التأثيرين أحدهما الآخر".
وفي دراسة أجرتها جامعة ساربروكن الألمانية للمقارنة بين الإصابات التي لحقت باللاعبين في الموسم 2008/2009 (حيث فترة الراحة 7 أسابيع) وبين الموسم 2009/2010 (5 أسابيع راحة)، لم تعثر على أي احصائيات ذات الصلة بإصابة اللاعبين.
ولا توجد أي بيانات لمقارنة موثوقة بين لياقة لاعبي البوندسليغا وبين البريمير ليغ. أما الدليل الوحيد فهو روايات بعضهم، وعلى سبيل المثال فقد سبق أن ادعى أوين هارغريفز (الذي مقره في ميونيخ ويلعب حالياً مع مانشستر سيتي)، أن لياقته البدنية كانت الأفضل من بين جميع لاعبي منتخب انكلترا المشارك في نهائيات كأس العالم 2006.
فيما قال مدافع ارسنال بير ميرتساكر (27 عاماً) إنه سيكون فضولياً لمعرفة التأثيرات الناجمة من متطلبات الدوري الممتاز في أول موسم له. وأضاف لهيئة الإذاعة البريطانية ان الخبراء ناقشوا ما إذا كان ممكناً لانكلترا أن تفوز ببطولة في وقت ما، خصوصاً أن مباريات البريمير ليغ تؤثر كثيراً على طاقة اللاعبين. وعبر عن سعادته لمعرفة كيف سيؤثر عليه الدوري الانكليزي.
وسيكون من المثير للإهتمام معرفة ما إذا كانت سوق حقوق البث التلفزيوني الراكدة في المانيا (تستلم الأندية الـ36 في الدرجتين الأولى والثانية 345 مليون جنيه استرليني في الموسم الواحد مقارنة مع 1.06 بليون استرليني موزعة على 20 نادياً في البريمير ليغ) ستؤدي في نهاية المطاف إلى تمديد الدوري أو حتى تقصير فترة الراحة.
وبالتأكيد ستستفيد الأندية الكبرى من عائدات مباريات إضافية إذا لم يكن هناك شيء آخر. فالفكرة حتى الآن هي جمع دعماً كبيراً، ولكن من المستحيل تقدير الفائدة المحددة من عطلة البوندسليغا في ما يتعلق بيورو 2012، وبالتأكيد قد تكون هناك عوامل أخرى التي من شأنها ألا تضر بفرص محاولة فريق يواكيم لوف الفوز باللقب الأوروبي.
وتفضيل المدربين اختيار لاعبين شباب هو دليل على أهمية الجانب البدني بخصوص طريقة اللعب الحديثة، لاسيما في ضوء أسلوب المانيا الهجومي الذي يتطلب الكثير من الحركة مع حيازة الكرة أو من دونها.
أما فابيو كابيلو فهو عاجز عن تغيير طبيعة "هرج ومرج" الكرة الانكليزية، ولكن على الأقل ينبغي عليه أن يتعامل بذكاء.
وبعبارة أخرى، إذا كان صحيحاً أن لاعبو فريقه يصلون إلى البطولات وهم متعبون جسدياً، فإنه ربما يجب ألا يتفاقم هذا العائق بسبب التكتيكات - أو يدعمه - حيث أن اللاعبين الانكليز يقضون وقتاً طويلاً في مطاردة خصومهم.
وليس معنى هذا أن اللاعبون الألمان في مأمن من الفشل، كما أشار لاعب خط وسط المانيا باستيان شفاينشتايجر، بعد هزيمة بلاده 1- صفر أمام اسبانيا في الدور شبه النهائي في مونديال جنوب افريقيا، على أن اللياقة البدنية هي نسبية دائماً.
وذكر صانع ألعاب بايرن ميونيخ بأسى أن فريقه "قضى الكثير من الوقت في محاولة لكسب الكرة مرة أخرى من الاسبان، وعندما كان يستحوذ عليها، كان متعباً جداً للقيام بأي شيء".
سجل المانيا في البطولات الأخيرة
كأس العالم 2010: المركز الثالث
يورو 2008: الوصيف
كأس العالم 2006: المركز الثالث
يورو 2004: مرحلة المجموعات
كأس العالم 2002: الوصيف
يورو 2000: مرحلة المجموعات
كأس العالم 1998: ربع النهائي
يورو 1996: الفائز
كأس العالم 1994: ربع النهائي
يورو 1992: الوصيف
كأس العالم 1990: الفائز
سجل انكلترا في البطولات الأخيرة
كأس العالم 2010: مرحلة خروج المغلوب
يورو 2008: لم يتأهل
كأس العالم 2006: ربع النهائي
يورو 2004: ربع النهائي
كأس العالم 2002: ربع النهائي
يورو 2000: مرحلة المجموعات
كأس العالم 1998: مرحلة خروج المغلوب
يورو 1996: نصف النهائي
كأس العالم 1994: لم يتأهل
يورو 1992: مرحلة المجموعات
كأس العالم 1990: نصف النهائي