الحلقة الثانيّة : من الخرطوم إلى أنغولا 2010
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تونس 94
خيبت تونس امال جمهورها العريض عندما خرجت من الدور الاول خالية الوفاض وهي التي كانت مرشحة الى جانب نيجيريا وغانا لاحراز اللقب. لكن تونس عوضت بتنظيمها الناجح للبطولة الذي اجمع عليه جميع المسؤولين الرياضيين الكبار وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الدولي السابق جواو هافيلانج ورئيس اللجنة الاولمبية خوان انطونيو سامارانش. ونال رئيس اللجنة التنظيمية سليم شيبوب شهادة اعتراف بحسن التنظيم من الاتحاد الافريقي.
وفرضت نيجيريا بقيادة "البولدوزر" رشيدي يكيني سيطرتها على البطولة وتمكنت من احراز لقبها الثاني بعد عام 1980 بفوزها على زامبيا 2-1 بفضل ايمانويل امونيكي. وخرجت مصر من الدور ربع النهائي ولم يتأهل المغرب في حين استبعدت جارتها الجزائر.
جوهانسبورغ 96
ارتأى الاتحاد الافريقي رفع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات من 12 الى 16 منتخبا، وقد نابت جنوب افريقيا عن كينيا في استضافة النهائيات بعد اعتذار الاخيرة لصعوبات مالية.
ولم يكتب للبطولة ان تقام بمشاركة 16 منتخبا لان المنتخب النيجيري حامل اللقب رفض التوجه الى جوهانسبورغ زاعما بان الامن ليس متوفرا في العاصمة الجنوب افريقية، فخسرت البطولة منتخبا عريقا كان بلغ الدور الثاني من كأس العالم في الولايات المتحدة 1994.
وكان جزاء نيجيريا استبعادها من قبل الاتحاد الافريقي لمدة اربعة اعوام فغابت عن بطولتي 96 و98 في بوركينا فاسو قبل ان تعود الى الاسرة الافريقية العام الماضي وتنال شرف الاستضافة مع غانا لبطولة العام 2000 بدلا عن زيمبابوي التي استبعدت لتأخر الاستعدادات لاستضافة البطولة.
وقلب المنتخب الجنوب افريقي، مدعوما من انصاره وعلى رأسهم رئيس البلاد في ذلك الوقت نلسون مانديلا، التوقعات باحرازه اللقب بتغلبه على تونس 2-صفر في المباراة النهائية وهو الذي كان يشارك في النهائيات للمرة الاولى بعد عودته الى الساحة الرياضية اثر غياب طويل بسبب سياسة التمييز العنصري التي كان ينتهجها.
وبلغت الجزائر الدور ربع النهائي وخسرت امام جنوب افريقيا، ومصر الدور ذاته وخسرت امام زامبيا 1-3.
بوركينا فاسو 98
وأخيرا كتب للبطولة ان تقام ب16 منتخبا، وكانت بوركينا فاسو صاحبة الاستضافة وذلك للمرة الاولى.
ودخل منتخب مصر "الفراعنة" تاريخ الكأس من بابه الواسع بعدما بات ثاني منتخب يحرز اللقب اربع مرات منذ انطلاق البطولة عام 1957.
ولم يكن فوز الفراعنة متوقعا خصوصا بعد خسارتهم في الدور الاول امام المغرب احد ابرز المرشحين للفوز بالبطولة بالنظر الى تشكيلته المحترفة بكاملها في اوروبا.
واحرزت مصر اللقب بفوزها على جنوب افريقيا في المباراة النهائية.
وجاءت الكونغو الديموقراطية ثالثة بتغلبها على بوركينا فاسو بركلات الترجيح 4-1 بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 4-4. وتوج قائد منتخب مصر حسام حسن ومهاجم جنوب افريقيا بينيديكث ماكارثي هدافا للبطولة برصيد 7 اهداف، واختير الثاني افضل لاعب في البطولة.
وأبهر اصحاب الارض جميع المتتبعين بعروضهم الرائعة ونديتهم الكبيرة بقيادة المدرب الفرنسي فيليب تروسييه الملقب ب"المشعوذ الابيض" حيث بلغوا الدور نصف النهائي قبل ان يخسروا امام مصر صفر-2.
وخسرت بوركينا فاسو امام الكونغو الديموقراطية بركلات الترجيح 1-4 (الوقتان الاصلي والاضافي 4-4) في مباراة تحديد المركز الثالث.
وخرج المغرب الذي كان احد ابرز المرشحين لاحراز اللقب، من الدور ربع النهائي لخسارته امام جنوب افريقيا 1-2، وتونس من الدور ذاته لسقوطها امام بوركينا فاسو بركلات الترجيح 7-8 (الوقتان الاصلي والاضافي (1-1)، في حين خرجت الجزائر من الدور الاول لخسارتها امام غينيا صفر-1، وامام بوركينا فاسو 1-2، وامام الكاميرون 1-2 أيضا.
غانا ونيجيريا 2000
بعد اختيار كوريا الجنوبية واليابان لاستضافة نهائيات كأس العالم عام 2002، وبلجيكا وهولندا لاحتضان نهائيات كأس الامم الاوروبية 2000، انتقلت عدوى التنظيم المشترك الى القارة السمراء بعدما وقع اختيار الاتحاد الافريقي على نيجيريا وغانا لاستضافة نهائيات كأس الامم الافريقية الثانية والعشرين من 22 كانون الثاني/يناير الحالي الى 13 شباط/فبراير 2000.
ولم يكن واردا أن يلجأ الاتحاد الافريقي الى فكرة التنظيم المشترك وفي الدورة الثانية والعشرين بالذات، لانه كان منح سابقا شرف احتضان العرس الافريقي الى زيمبابوي، بيد أنه عاد وسحب منها الاستضافة في 8 شباط/فبراير 1999 بسبب تأخر بدء الاعمال في الملاعب.
واستضافت غانا 12 مباراة للمجموعتين الاولى (غانا والكاميرون وساحل العاج وتوغو) والثانية (جنوب افريقيا والجزائر والغابون والكونغو الديموقراطية) منها المباراة الافتتاحية، واثنتين في الدور ربع النهائي، وواحدة في نصف النهائي، ومباراة المركز الثالث، فيما احتضنت نيجيريا 12 مباراة ايضا للمجموعتين الثالثة (مصر حاملة اللقب وزامبيا والسنغال وبوركينا فاسو) والرابعة (نيجيريا وتونس والمغرب وجمهورية الكونغو) واثنتين في ربع النهائي وواحدة في نصف النهائي والمباراة النهائية.
واحرزت الكاميرون اللقب بجدارة بعد عروضها الجيدة خصوصا في ربع النهائي ونصف النهائي والمباراة النهائية.
وبدأت الكاميرون النهائيات بتعادل مع غانا 1-1، ثم سحقت ساحل العاج 3-صفر، قبل ان تتعرض لخسارة مفاجئة امام توغو صفر-1.
وتخطت الكاميرون الجزائر بصعوبة في ربع النهائي 2-صفر، ثم لقنت تونس درسا في فنون اللعبة في نصف النهائي، قبل ان تنتزع الكأس للمرة الثالثة في تاريخها على حساب نيجيريا بفوزها عليها 4-3 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الاصلي بالتعادل 2-2.
وخيبت غانا امال جمهورها بسبب عروضها المخيبة وخروجها من ربع النهائي بخسارتها امام جنوب افريقيا صفر-1.
ولم تسلم نيجيريا من انتقادات عشاقها خصوصا بعد عرضها السيء امام السنغال في ربع النهائي عندما كانت قاب قوسين او ادنى من توديع المسابقة حيث تقدمت السنغال 1-صفر حتى الدقيقة الاخيرة التي ادرك فيها اصحاب الارض التعادل 1-1 وانتزعوا الفوز في الوقت الاضافي.
عربيا، تألق المنتخب التونسي في البطولة وبلغ نصف النهائي حيث خسر امام الكاميرون صفر-3، قبل ان يخسر امام جنوب افريقيا 3-4 بركلات الترجيح (الوقت الاصلي 2-2) ليحل رابعا.
وتوقفت مسيرة المنتخبين المصري والجزائري في الدور ربع النهائي بخسارة الاول امام تونس صفر-1، والثاني امام الكاميرون 1-2.
أما المغرب فخرج من الدور الاول بحلوله ثالثا في مجموعة "الموت" خلف نيجيريا وتونس.
مالي 2002
احتفظت الكاميرون بلقبها عندما احرزت لقب النسخة الثالثة والعشرين التي اقيمت في مالي عام 2002 رافعة رصيدها الى 4 القاب، وباتت ثالث منتخب يحقق هذا الانجاز بعد غانا ومصر.
وفرضت الكاميرون نفسها في الدورة بتحقيقها 3 انتصارات متتالية في الدور الاول على الكونغو الديموقراطية وساحل العاج بنتيجة واحدة 1-صفر وتوغو 3-صفر، ثم تغلبت على مصر 1-صفر في ربع النهائي، ومالي المضيفة 3-صفر في نصف النهائي، قبل ان تهزم السنغال بركلات الترجيح 3-2 (الوقتان الاصلي والاضافي صفر-صفر).
وهي المرة الثانية على التوالي التي تبتسم فيها ركلات الترجيح للكاميرون بعد دورة 2000 في نيجيريا وغانا عندما تغلبت على النيجيريين في عقر دارهم 4-3 بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 2-2.
كانت السنغال مفاجأة الدورة ببلوغها المباراة النهائية متسلحة بمعنوياتها العالية بعد حجزها بطاقة التأهل الى المونديال للمرة الاولى في تاريخها.
عربيا، تباينت نتائج ممثلي عرب افريقيا، وكانت مصر المنتخب الوحيد الذي نجح في تخطي الدور الاول قبل ان يخسر امام الكاميرون صفر-1 في ربع النهائي، فيما خرج المغرب والجزائر وتونس من الدور الاول.
وحلت نيجيريا ثالثة بفوزها على مالي المضيفة 1-صفر.
تونس 2004
استضافت تونس النهائيات للمرة الثالثة، فكانت الثالثة ثابتة لانها أعلنتها بطلة لافريقيا للمرة الاولى في تاريخها.
وكانت المباراة النهائية عربية عربية للمرة الاولى في التاريخ وجمعت بين تونس والمغرب وانتهت لصالح الاول 2-1.
استغل المنتخب التونسي عاملي الارض والجمهور وانتزع اللقب الذي كان ينقص خزائنه. استهلت تونس النهائيات بفوز صعب على رواندا 2-1، وسحقت الكونغو الديموقراطية 3-صفر، قبل ان تسقط في فخ التعادل امام غينيا 1-1 في الجولة الثالثة الاخيرة.
وأخرجت تونس السنغال من ربع النهائي بهدف جوهر المناري (65)، ونيجيريا من نصف النهائي 5-3 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 1-1، قبل ان تهزم المغرب في المباراة النهائية، ليحقق مدربها الفرنسي روجيه لومير انجازا تاريخيا لكونه المدرب الوحيد الذي جمع لقبين قاريين (امم اوروبا مع فرنسا وامم افريقيا مع تونس).
من جهته، أبهر المنتخب المغربي المتتبعين بقيادة مدربه المحلي حارس مرماه الدولي السابق بادو الزاكي وبلغ المباراة النهائية عن جدارة واستحقاق بتشكيلة من الشباب الواعدين المحترفين في اوروبا.
ضرب المغرب بقوة منذ المباراة الاولى بتغلبه على نيجيريا المرشحة بقوة للتتويج 1-صفر، ثم سحق بنين 4-صفر في الثانية، وتعادل مع جنوب افريقيا 1-1 في الثالثة، فتصدر مجموعته.
والتقى المغرب مع جارته الجزائر في ربع النهائي في مباراة مجنونة تقدم خلالها الجزائريون في الدقيقة 84، بيد ان المغرب حول تخلفه الى فوز 3-1 بعد التمديد.
وسحق المغرب مالي في نصف النهائي برباعية نظيفة قبل ان يسقط في الامتحان الاخير امام تونس بهدف ليوسف المختاري (38) مقابل هدفين لفرانسيليدو دوس سانتوس (5) وزياد الجزيري (52).
اما المنتخب المصري فخرج من الدور الاول بعدما حل ثالثا في مجموعته برصيد 4 نقاط بفوز على زيمبابيو 2-1 وخسارة امام الجزائر 1-2، وتعادل مع الكاميرون صفر-صفر.