رياضة

"فرسان المتوسط" يودعون برأس مرفوعة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ودع "فرسان المتوسط" وهو لقب المنتخب الليبي احد المنتخبات العربية الاربعة في النسخة الثامنة والعشرين من نهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم في الغابون وغينيا الاستوائية، العرس القاري برأس مرفوعة بعدما ظفروا باربع نقاط من رحم المعاناة والاهم من ذلك فوز تاريخي لم يحلموا به منذ 30 عاما.

صحيح انها المشاركة الثالثة فقط لليبيا في النهائيات القارية، لكنها كانت مختلفة تماما عن مشاركاتيها السابقتين ومن مختلف النواحي، فهي للمرة الاولى التي تنتزع بطاقتها الى النهائيات وعن جدارة، لانها في المرة الاولى عام 1982 تأهلت كونها البلد المضيف ووقتها ابلت البلاء الحسن وبلغت المباراة النهائية التي خسرتها بركلات الترجيح امام غانا، وفي الثانية عام 2006 استفادت من استضافت مصر للنسخة وحجزت بطاقتها باعتبارها وصيفة للفراعنة في التصفيات، ووقتها حصدت نقطة واحدة من تعادل سلبي مع المغرب في الجولة الثالثة الاخيرة بعدما خسرت امام مصر صفر-3 وساحل العاج 1-2.

اما النسخة الحالية، فقد حققت ليبيا او بالاحرى "ثوار ليبيا" لانتماء بعض لاعبي المنتخب الى الثوار الذي اطاحوا بنظام العقيد معمر القذافي خصوصا صانع الالعاب وليد الختروشي وجمعة أقطيط، المعجزة بالتأهل الى النهائيات بالنظر الى الظروف القاسية التي عاشتها بلادهم جراء الثورة واضطرتهم الى خوض مبارياتهم البيتية خارج القواعد (في مالي ومصر).

لم يكن أشد المتفائلين يتوقع مشوارا جيدا لليبيين في البطولة الحالية خاصة بعد الخسارة امام غينيا الاستوائية المضيفة والمتواضعة (مصنفة 150 عالميا و42 قاريا).

حتى رئيس رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الذي كان لاعبا سابقا بدوره، لم يكن متفائلا بخصوص قدرة الليبيين على تحقيق نتائج ايجابية، وقال: "منتخبنا لا يملك الخبرة الكافية لخوض بطولات من هذا النوع" مشيرا الى ان "المنتخب سيكون في 60 بالمئة من مؤهلاته بسبب توقف الدوري المحلي منذ آذار/مارس الماضي ما ارغم بعض اللاعبين الى البحث عن اندية في الخارج خصوصا الجارتين تونس والمغرب، فيما لا يدافع البعض الاخر عن اي ناد وتنقصهم المنافسة".

تعددت اسباب التشاؤم الليبي، وهي فضلا عن التي ذكرها عبد الجليل استبعاد 3 ركائز اساسية في التشكيلة: القائد طارق التايب وعلي رحومة ومحمد زعابية لتأييدهم "النظام السابق"، والاكيد انه لو كان هؤلاء الثلاثة متواجدين في العرس القاري لذهب "فرسان المتوسط" بعيدا بالنظر الى خبرتهم الكبيرة في الملاعب القارية والاسيوية خاصة التايب.

دخل "ثوار ليبيا" النسخة الحالية بحماس كبير وساعدهم في ذلك مدربهم البرازيلي ماركوس باكيتا الذي اصر على البقاء في منصبه على الرغم من عدم تسلمه راتبه لاشهر عدة. كانت المفاجأة في المباراة الاولى بالخسارة امام غينيا الاستوائية، لكن سرعان ما نفض اللاعبون غبارها وانتزعوا تعادلا ثمينا من زامبيا (2-2) بفضل ثنائية احمد سعد، بل كانوا قاب قوسين او ادنى من التغلب عليها مؤكدين عقدتهم لها حيث فازوا عليها 1-صفر ذهابا وتعادلوا معها سلبا ايابا في التصفيات.

لم ييأس رجال باكيتا ، الذي استلم المهمة عام 2010 خلفا للصربي برانكو ايفانكوفيتش، وخاضوا المباراة الاخيرة امام السنغال بشجاعة كبيرة وتمكنوا من تحقيق فوز تاريخي هو الاول لهم منذ عام 1982 بفضل ثنائية جديدة وهذه المرة لايهاب البوسيفي.

والفوز هو الاول لليبيا منذ 30 عاما اذ يعود الفوز الاخير لها الى 1982 حيث تغلبت في الدور الاول على تونس 2-صفر، وفي نصف النهائي على زامبيا 2-1.

حقق الجيل الثوري لكرة القدم الليبية وفي اصعب الظروف ما عجزت عنه الاجيال السابقة التي كانت "مدللة" بأموال الساعدي القذافي، نجل الزعيم الليبي، الذي كان وقتها لاعبا ورئيسا للاتحاد المحلي.

وقال الختروشي "انها فورة الثورة، الليبيون مختلفون تماما عما كانواعليه في السابق، الان نلعب بارتياح كون تدخل اي شخص في شؤون المنتخب" مشيرا الى "تدخل الساعدي في كل صغيرة وكبيرة في السابق ومطالبته اللاعبين بالتخاذل حتى يطيح برؤوس المدربين الذين يتعاقد معهم شخصيا".

وتابع "أعتقد انها المعجزة. لم يراهن اي احد علينا، صحيح اننا لم نتأهل الى الدور ربع النهائي، لكننا اكدنا باننا منتخب يستحق الاحترام والاشادة وينتظره مستقبل باهر".

وهو الانتصار الاول لليبيا منذ فوزها الاخير في النهائيات على حساب زامبيا 2-1 في طرابلس في 16 آذار/مارس 1982 في الدور نصف النهائي للنسخة التي استضافتها على ارضها وخسرت مباراتها النهائية امام غانا بركلات الترجيح، علما بانه كان فوزها الثاني في العرس القاري بعد الاول في الدورة ذاتها على حساب تونس 2-صفر.

من جهته، قال احمد سعد "انه انجاز تاريخي، ان نحصد 4 نقاط في البطولة وظل الظروف التي عشناها ولا زلنا نعيشها، فذلك معجزة اذا ما نظرنا الى حصيلة منتخبات عريقة كانت مرشحة الى الظفر باللقب" في اشارة الى السنغال التي ودعت من دون رصيد والمغرب الذي خسر مباراتيه الاوليين في المجموعة الثالثة.

اما باكيتا فاعتبر الفوز على السنغال تتويجا للجهود التي بذلها فريقه منذ بداية البطولة.

وقال "انا مرتاح لان مستوانا تطور خلال هذا البطولة"، معربا عن امله في ان "يتمتع اللاعبون بافضل الظروف في ليبيا في المستقبل بعد هذا الاداء الجيد في العرس القاري".

واضاف "بالنسبة لنا النتيجة مهمة جدا بسبب ما حدث في ليبيا والظروف الصعبة التي عشناها ومن بينها ان اغلبية اللاعبين كانوا بدون اندية وعاشوا حربا كانت لها اثار نفسية".

حققت ليبيا فوزا تاريخيا هو الاول لها منذ 30 عاما والثالث في تاريخ مشاركاتها في النهائيات القارية، لكن بدون شك لن يكون الاخير لان ليبيا ابانت عن علو كعبها بتشكيلة من اللاعبين الواعدين الذين سيقولون كلمتهم في المستقبل لا محالة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف