رياضة

لوب يكرس نفسه الاسطورة المطلقة قبل ان يقول وداعاً لعالم الراليات

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كرس الفرنسي سيباستيان لوب الاحد نفسه الاسطورة المطلقة لرياضة المحركات بعد ان حسم لقب بطل العالم للراليات للمرة التاسعة على التوالي في مسيرته، باحرازه المركز الاول في رالي فرنسا الذي شكل المرحلة الحادية عشرة من بطولة هذا الموسم.

واحتفل لوب باللقب العالمي التاسع له بافضل طريقة ممكنة لانه احرزه في مسقط رأسه الالزاس امام جماهيره وعائلته وقبل مرحلتين على نهاية الموسم، وذلك لانه رفع رصيده الى 244 نقطة في الصدارة بفارق 71 نقطة عن اقرب ملاحقيه زميله في سيتروين الفنلندي ميركو هيرفونن وذلك بعد ان اكتفى الاخير بالمركز الثالث.

وهذا يعني ان انسحاب الفرنسي من السباقين الاخيرين في ايطاليا واسبانيا لن يؤثر على موقعه حتى وان فاز بهما سائق فورد السابق، وذلك لان الفوز يمنح صاحبه 25 نقطة (اي 50 نقطة في حال فوزه بالسباقين).

وجاء التتويج التاسع للوب الذي هيمن بشكل تام على بطولة هذا الموسم لان فوز الامس كان الثامن له من اصل 11 سباقا والخامس والسبعين في مسيرته الاسطورية، بنكهة خاصة لانه سيكون الاخير له في عالم الراليات بعد ان قرر الانسحاب التدريجي من بطولة العالم، لانه قرر ان يخوض ثلاثة او اربعة راليات فقط الموسم المقبل لكي يكون امامه الوقت الكافي للمشاركة في بطولة العالم للسيارات السياحية "دبليو تي سي سي".

"سيباستيان هو الموهبة المطلقة في تاريخ عالم الراليات"، هذا ما قاله احد ابرز منافسي لوب الفنلندي ياري ماتي لاتفالا (فورد) عن السائق الفرنسي، فيما قال زميل اليوم وغريم الامس هيرفونن: "انا فخور لاني زميل سائق من هذا النوع".

دخل لوب (38 عاما) الى هذا الموسم بعد ان اصبح في 2011 افضل سائق دخل تاريخ رياضات المحركات بتتويجه باللقب للمرة الثامنة على التوالي وفي مسيرته، متفوقا على اسطورتي فورمولا واحد الالماني ميكايل شوماخر والدراجات النارية الايطالي فالنتيو روسي (7 القاب لكل منهما).

"تسعة القاب! نعم، نحن ندرك انها لحظة كبيرة"، هذا ما قاله لوب بعد فوزه برالي بلاده امام لاتفالا وزميله هيرفونن، مضيفا "كما كانت الحال قبل عامين (احرز اللقب السابع عام 2010 بين جماهيره ايضا). اريد ان اشكر الجمهور الذي ساندني خلال هذه الايام الاربعة. يا لها من سعادة. قبل اعوام قليلة لم نكن نتخيل ان اقامة رالي في الالزاس سيولد شغفا بهذا الحجم".

وواصل "الشعور كان لا يوصف. (ملاحه) دانيال (ايلينا) صافحني بشدة في السيارة وقال لي +ها هو، انه (اللقب) الاخير. الان، وصلنا الى النهاية+. انه اللقب الاخير معا...لا اريد التفكير كثيرا بهذا الامر حاليا، افضل الاستمتاع باللحظة الحالية. باستثناء خروجنا عن الطريق في رالي البرتغال، لقد حققنا موسما مثاليا".

واردف لوب الذي يعود فوزه الاول في بطولة العالم الى رالي المانيا عام 2002، "في الوقت الحالي لا افكر كثيرا بالموضوع (الموسم المقبل)، في الوقت الحالي افكر بما نعيشه حاليا، سنرى كيف سيكون الوضع الموسم المقبل. احاول الاستمتاع بما يحصل، انها (البطولة) الاخيرة في الراليات. ليس من السهل اتخاذ قرار التوقف هكذا عن القيادة (في بطولة العالم للراليات). كنت افكر بالموضوع منذ عدة اعوام وكنت اعلم انه سيأتي اليوم الذي سنضطر فيه لاتخاذ القرار، وبالتالي قررنا هذا العام ان لا نواصل المشوار. نعم سنشارك ببعض الراليات، لكن ليس الموسم باكمله. احتجت الى شيء اخر، الى تحد اخر. تحدثنا مع سيتروين وقررنا اخيرا ان نذهب معا الى بطولة العالم للسيارات السياحية وهذا الامر ساعدني كثيرا (على اتخاذ قرار ترك بطولة العالم للراليات)".

ومن المؤكد ان لوب قاد ايضا فريقه الى المجد لان الصانع الفرنسي حسم امس لقب بطولة الصانعين الذي ذهب لمصلحته للمرة الثامنة خلال 10 اعوام، لكن البطل الفرنسي لم يحقق هذا الامر بمفرده بل ان الفضل يعود ايضا الى ملاحه دانيال ايلينا الذي يخوض موسمه الاخير الى جانب ابن الالزاس، وهو تحدث عن هذه المسألة قائلا: "انه شعور لا يوصف (الفوز بالبطولة). بالنسبة لي انه امر هام جدا لعدة اسباب، بالنسبة لي انه موسمي الاخير مع سيباستيان لكني سعيد جدا لاننا سنشارك معا في رالي مونتي كارلو الموسم المقبل. ما تحقق مهم جدا بالنسبة لي ايضا! 75 فوزا، امر لا يصدق ولما لا يصبح هذا الرقم 76 او 77 قبل نهاية الموسم؟ الان، اصبح من الممكن القيادة دون اي ضغوط، القيادة من اجل المتعة وحسب وهذا امر مثالي".

وتابع "انا متواجد الى جانب سيباستيان منذ 15 عاما، وعندما يقرر ان يضع حدا لمشواره، فسأفعل الامر ذاته، وربما حان الوقت الان للقيام بذلك".

ومن المؤكد ان تسعة القاب على التوالي تعتبر كافية تماما بالنسبة للوب الذي تجاوز هذا الموسم او حتى في الذي سبقه عامل الملل واغراءات الانتقال الى رياضة اخرى بسبب الروتين الذي فرضه على عالم الراليات، مؤكدا انه بامكانه ان يكون الرقم 1 مهما واجهه من تحديات ان كان من الفرق المنافسة او الزملاء، مثل مواطنه سيباستيان اوجييه او هيرفونن.

ولم تخفف فكرة الاعتزال او حتى الانتقال الى فريق جديد متمثل بفولكسفاغن الذي انضم الى البطولة هذا الموسم، من اندفاع لوب الذي اعاد جميع الحالمين بازاحته عن العرش العالمي الى ارض الواقع واخرهم زميله هيرفونن الذي دفع السائق الفرنسي الى تقديم افضل ما لديه حتى المرحلة الاخيرة من الموسم الماضي الذي حسمه لمصلحته بفارق 7 نقاط عن السائق الفنلندي الذي سيتخلص الموسم المقبل من ظل لوب لكي يحقق حلم الفوز باللقب العالمي للمرة الاولى في مسيرته.

وسيكون هيرفونن دون ادنى شك السائق رقم 1 في سيتروين الموسم المقبل، فيما تزال هوية السائق الثاني غير معروفة ويتم الحديث عن احتمال عودة الاسباني داني سوردو (ميني حاليا) او التعاقد مع النروجي بتر سولبرغ (فورد حاليا)، بطل العالم الاخير (2003) قبل بدء حقبة لوب.

كما ذكرت بعض التقارير ان لاتفالا من المرشحين للانضمام الى زميله السابق هيرفونن، فيما اشارت اخرى الى ان السائق الفنلندي قد وقع عقدا للدفاع عن الوان فولكسفاغن اعتبارا من الموسم المقبل، فيما يعتبر البلجيكي الشاب تيري نوفيل الذي حل رابعا امس الاحد مع فريق سيتروين جونيور، مرشحا طبيعيا لخلافة لوب في الفريق الاساسي لسيتروين لكن مدير الصانع الفرنسي البلجيكي ايف ماتون اعلن منذ فترة انه يفضل ان يكبر مواطنه تدريجيا وان يحقق النضوج الكافي قبل القيام بهذه الخطوة.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو هل سيتمكن فريق سيتروين من الاحتفاظ بلقبيه العالميين في ظل رحيل لوب، او سيتمكن المنافس فورد اخيرا من التحرر بعدما تخلص من البطل الفرنسي الذي دفع القيمين على الفريق المنافس للقول: "نحن نملك افضل سيارة لكننا نصطدم بالداهية لوب".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف