رياضة

الكرة الجزائرية تراهن على جابو و فيغولي لاستعادة زمن ماجر وبلومي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أعلن الاتحاد الإفريقي عن قائمة اللاعبين الذين رشحهم لنيل جائزة أفضل لاعب في القارة للعام 2011-2012 و ضمت القائمة لاعبين من الجزائر هما المهاجم سفيان فيغولي لاعب نادي فالنسيا الإسباني الذي سينافس على الجائزة الأولى ، و متوسط الميدان عبد المؤمن جابو لاعب النادي الإفريقي التونسي الذي سينافس على جائزة أفضل لاعب محلي للقارة السمراء .

ديدا ميلود - إيلاف : و يمثل تواجد هاذين اللاعبين اعترافاً من الكاف على عودة الكرة الجزائرية لتنافس من جديد على الجوائز الفردية بعد غياب دام سنوات ، حيث يعود آخر ظهور حقيقي لها إلى العام 1990 عندما حل رابح ماجر ثانياً و سي طاهر شريف ألوزاني ثالثاً خلف الأسطورة الكمروني روجي ميلا كأحسن لاعب و توج بجائزة الكرة الذهبية التي كانت تمنحها مجلة فرانس فوتول الفرنسية لكل قارة ، و منذ ذلك الوقت عجزت الكرة الجزائرية عن تفريخ لاعبين قادرين على تشريفها في إفريقيا و منافسة الأسماء الثقيلة على غرار جورج وياه و أبيدي بيلي و اموكاتشي و صامويل ايت و ديديي دروغبا و آخرون ، و ذلك ترجمة لتراجع نتائج الأندية و المنتخبات الجزائرية على الصعيد القاري من جهة و من جهة أخرى تراجع أداء المحترفين الجزائريين في أوروبا الذين أصبحوا ينشطون في أندية الصف الثاني و حتى الثالث ، في وقت سبق للجزائر أن نالت الكرة الذهبية الإفريقية مرتين بفضل جوهرتها لخضر بلومي عام 1981 و ماجر عام 1987 عندما كان يلعب لنادي بورتو البرتغالي و قاده وقتها لإحراز دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.

المهاجم سفيان فيغولي ولاعب الوسطعبد المؤمن جابو

اليوم الكرة الجزائرية بدأت تستعيد عافيتها و بريقها تدريجيا و منذ العام 2008 فبعد بلوغ نهائيات كاس العالم 2010 ها هو المنتخب الأول يقترب من بلوغ نهائيات كأس أمم إفريقيا و مرشح قوي للتأهل إلى نهائيات مونديال 2014 ، و حقق أفضل ترتيب له في العالم عندما وضعه الإتحاد الدولي في المركز الـ 24، و لم يكن هذا التطور الإيجابي ليحصل لولا وجود أسماء بدأت تشق لنفسها طريق النجاح برزت بشكل لافت مع الخضر بعدما منحها المدرب البوسني وحيد خليلوزيدش الفرصة لتفجير القدرات الفنية الهائلة التي تتمتع بها.

فالمهاجم سفيان فيغولي أصبح قطعة لا غنى عنها في تشكيلة نادي فالنسيا سواء في الدوري المحلي أو في مسابقة دوري أبطال أوروبا و لم يكن اختياره لمزاحمة الفيل العاجي دروغبا صدفة و لا مجاملة من قبل الكاف ، ففغولي لعب دوراً هاماً في حصول ناديه على التأشيرة الإسبانية الثالثة المؤهلة للبطولة القارية الأغلى بفضل أهدافه الحاسمة و بفضل روحه القتالية العالية التي يتمتع بها ، ليلفت أنظار المدرب البوسني الذي قرر استدعائه لتدعيم صفوف المنتخب الجزائري مطلع العام الجاري فأشركه أساسياً في أول مباراة له ضد غامبيا فأكد حسن إستعداده و سجل هدف الإنتصار في تلك المباراة الذي مهد للخضر التأهل إلى الدور الحاسم ، و من وقتها أصبح فيغولي يلعب أساسياً مع المحاربين مزيحاً غزال و جبور إلى دكة الاحتياط و مجبراً متمور على الإعتزال،و لان الأداء الفني الذي يقدمه فيغولي حالياً سواء في ناديه أو مع المنتخب في منحنى تصاعدي فان الخبراء يرشحونه ليكون واحد من أفضل اللاعبين الأفارقة في أوروبا في المستقبل القريب و بقائه مع فالانسيا أصبح شبه مستحيل بالنظر إلى الأعين الكثيرة التي تراقبه عن كثب تمهيداً لضمه إلى إحدى الأندية القوية التي تنافس على لقب دوري الأبطال في صورة مانشستر يونايتد و لما لا البارسا أو الريال،وأن حظوظه في التتويج بالجائزة الأولى للكاف هذا العام تبقى ضئيلة مقارنة بدروغبا المتوج مع تشيلسي بعصبة الأبطال أو حتى الكاميروني سونغ فان نيله لها يبقى مسألة وقت ليس إلا خاصة إذا حالفه الحظ في نهائيات كاس أمم إفريقيا 2013 و تألق مع الخضر في تلك النهائيات مثلما يفعل في التصفيات.

لخضر بلومي ورابح ماجر نجماً المنتخب الجزائري سابقاً

أما جابو فهو الآخر يسير بخطى ثابتة ليكون أفضل اللاعبين في إفريقيا بالنظر إلى المؤهلات التقنية الكبيرة التي يزخر بها خاصة انه لا يزال في ريعان شبابه و مع ذلك فقد اختزل سنوات كثيرة مقارنة بجيله من اللاعبين ، و لم يكن اختياره هو الآخر من قبل الكاف مجاملة بقدر ما كان اعترافاً منه بقيمته كلاعب تحدى الظروف الصعبة التي تمر بها الكرة الإفريقية بشكل عام ليصنع لنفسه اسما في سمائها ، من خلال مساهمته الفعالة في إحراز ناديه الأسبق وفاق سطيف ببطولتي الدوري و الكأس الجزائريين ، و هو ما جعله محل متابعة و اهتمام من قبل عديد الأندية الأوروبية و العربية خاصة قطباً الكرة التونسية الإفريقي و الترجي اللذان خاضا صراعاً مريراً للحصول على خدماته قبل أن يتمكن الإفريقي من التعاقد معه ليكون بوابته نحو الاحتراف في أوروبا خاصة أن ناديآرسناليتابعه عن قرب و قد ينضم إليه في الميركاتو الشتوي او الصيفي القادمين خاصة في حال أستمر في تقديم عروضه القوية و مثله مثل فيغولي تمثل نهائيات كأس أمم إفريقيا في حال بلغها الخضر فرصة كبيرة له لكسب نقاط أكثر لدى اللجنة التقنية التي تشرف على اختيار اللاعب الإفريقي الأحسن كما أن استئناف الدوري التونسي سيتيح له فرصة إضافية لإبراز فنياته مع ناد يرغب في إستعادة أمجاده العريقة .

و لم يكن الثنائي فيغولي و جابو سوى عينة اختارها الكاف من جيل ذهبي جديد تنتظر منه الكرة الجزائرية أكثر مما منحها الجيل الأول لعشرية الثمانينات ، سواء من المحترفين على غرار العربي سوداني أو إسحاق بلفوضيل و يوسف بلايلي لاعب الترجي التونسي و عدلان قديورة و فؤاد قادير ، أو من المحليين في صورة إسلام سليماني ويسعد بلكالام و محمد عودية و فاروق شافعي ممن منحهم خليلوزيدش ثقته تقديرا لما يتمتعون به من إمكانيات تسمح لهم بالعب على أعلى مستوى لو استفادوا من وسائل عمل حديثة.

و يؤكد المتابعون أن تواجد فيغولي في قائمة العشرة النهائية و جابو في لائحة الخمسة مرشحين تعتبر في حذ ذاتها إنجازاً لهما و للكرة الجزائرية و يشكل دافعا معنوياً كبيراً لهما للعمل اكثر للوصول إلى ما بلغه مواطنيهما ماجر و بلومي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف