هل ستستفيد منتخبات أميركا الجنوبية من الارتفاعات ؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كان أفضل تطور في تاريخ الفرق الوطنية لأميركا الجنوبية لكرة القدم هي ولادة بطولة كوبا أميركا في عام 1916 واستمرارها الدائم، خصوصاً انها كانت تنظم سنوياً في بعض الأحيان في الأعوام الأولى لإنطلاقها، لذا فقد فعلت الكثير لنشر الفائدة في اللعبة ورفع مستوياتها.
روميو روفائيل - إيلاف : ويعتبر أفضل ثاني حدث للتطور جاء في عام 1996 عندما بدأت تصفيات نهائيات كأس العالم بمجموعة واحدة كبيرة، في حملة طويلة مدوية بسبب أهميتها والمنافسة الشديدة، من كل الدول العشرة (في حالة البطولة المقبلة 9 دول لأن البرازيل تأهلت تلقائياً لإستضافتها في 2014)، تلعب بعضها بعضاً ذهاباً واياباً، حيث كان سابقاً يمكن أن تكونهناك فجوات لأعوام بين المباريات التنافسية، ولكن على مدى السنوات الـ17 الأخيرة كان هناك تقويم لمباريات منتظمة،وساعد هذا المنتخبات الوطنية الأقل تقليدية لصنع المعجزات، وأدى إلى وضع جيد للأمور حيث لا يوجد منتخباً ضعيفاً الآن في كرة قدم أميركا الجنوبية، ولا أحد منهم يمكن أن يكون مجرد استكمالاً للعدد.
وهذا ما جعل التصفيات درامية ومثيرة بحيث في نهاية الجولة قد يحتاج بعض الناس إلى حقنة من الأوكسجين.
وهناك سبب آخر يدعو لطلب الأوكسجين كعامل مساعد وهو في مكافحة آثار الارتفاعات مثل زيارة إلى الاكوادور (حيث ترتفع كيتو 2800 متر عن مستوى سطح البحر) وبوليفيا (ترتفع لاباز 3600 متر عن سطح البحر). ومن الصعوبة بمكان لخصوم هذين البلدين الذين يفقدون جزءاً كبيراً من قدرتهم الرياضية في جو مضطرب وأقل كثافة من التأقلم.
ومن الواضح أن هذا ليس مثالياً، ولكن ميزة لعب الفريق على أرضه هي جزء من اللعبة، ويبدو أنه ليس هناك أدلة دامغة على أن الارتفاعات تمثل خطراً صحياً كبيراً، ويبدو أن درجات الحرارة الشديدة تكون أكثر تهديداً من ذلك بكثير، ثم أن الارتفاعات ستكون جزءاً من المعادلة في الوقت الذي ستخطط المنتخبات لرحلة إلى لاباز، وهي مسألة ستثبت أهميتها الخاصة لجولتي تصفيات في الأسبوعين المقبلين.
وسيلعب منتخب بوليفيا في 12 و16 الجاري على أرضه في هاتين الجولتين، ولكن الفرصة الوحيدة الواقعية التي لديه لشد نفسه في المنافسة للتأهل لنهائيات كأس العالم هو الفوز في كل مبارياته المتبقية في لاباز، بدءاً بجولتي هذا الشهر، حيث سيواجه خصوماً الذين هم أيضاً بحاجة ماسة للحصول على نقاط.
فسيصل منتخب بيرو أولاً الذي مازال في قاع الحزمة على رغم التقاطه أربع نقاط في الجولتين الأخيرتين، ثم يأتي دور أوروغواي التي حصلت على نقطة واحدة فقط من مباريات أيلول الماضي، فتراجعت من المركز الثاني في الترتيب إلى الرابع.
والحياة أصبحت صعبة الآن بالنسبة إلى أوروغواي، التي لعبت 5 مباريات على أرضها ومباراتين خارجه، وستسافر إلى الأرجنتين في 12 الجاري، أي قبل أربعة أيام من رحلتها إلى جبال الأنديز لمواجهة بوليفيا ، وربما ستكون هاتين المباراتين الأكثر تحدياً في جدول المباريات الصعبة للحملة بأكملها، حيث أن الوقت بينهما لا يترك لأوروغواي التخطيط للتغلب على أثر الارتفاعات.
وفي الوقت نفسه، ينبغي على بيرو أن تكون طموحة أكثر قليلاً، ففي حين أن ليما عاصة البلاد، حيث تتمركز معظم الأندية الكبرى فيها، هي على مستوى سطح البحر، لكن بيرو أيضاً منطقة جبلية، مع الأندية التي يوجد مقراتها في ارتفاعات مماثلة لتلك في لاباز، لذا يمكن لمدرب المنتخب الوطني سيرجيو ماركاريان أن يدعو مجموعة من اللاعبين المتأقلمين بالفعل مع مثل هذه الظروف والذي سيبدأ العمل معهم في الأيام القليلة المقبلة.
والسرعة الإضافية للكرة في جو مضطرب يجعل الارتفاعات تحدياً خاصاً لحراس المرمى غير المتأقلمين. ولدى ماركاريان خيارات عدة من اللاعبين المتخصصين للارتفاعات للرحلة إلى بوليفيا، ومن المفترض أن يعود إلى تشكيلته الاعتيادية في مباراة الذهاب أمام باراغواي بعد أربعة أيام، وذلك بالطبع إذا سمحت إصابات اللاعبين له للقيام بذلك.
ويمكن أن تنطلق بيرو بكامل قوتها مع مجموعة رائعة من المهاجمين الأقوياء، حيث سيلعب كلاوديو بيزارو خلف رأس الحربة باولو غيريرو، فيما يندفع جيفرسون فارفان وخوان مانويل فارغاس من جهتي اليمين واليسار على التوالي. ولكن في الجولات الأخيرة كان واحداً من هذا الرباعي غائباً دائماً بسبب الإصابة أو ليس بكامل لياقته البدنية.
وحتى مع إنطلاقهم معاً فإن بيرو ماتزال لديها فرصة ضئيلة للتأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1982، لذا يجب أن تبدأ بحصد النقاط خارج أرضها أيضاً.
وعرُف عن بيرو بأنها "صيد سهل" في رحلاتها،ففي فترة تمتد عبر أكثر من سبع سنوات خسرت كل مشاركاتها الـ16 في تصفيات كأس العالم خارج أرضها، مسجلة 8 أهداف ودخلت مرماها 48 هدفاً.
وبالتالي، فإن المخاطر ستكون أكثر عند لقائها مع بوليفيا في 12 الجاري في ارتفاعات جبال الأنديز. ولا يمكن لأي من الطرفين أن يتحمل الخسارة. لأن بوليفيا بحاجة إلى كل النقاط الستة من مباراتيها على أرضها (المباراة الأخرى ضد أوروغواي في 16 الجاري). وعلى الأرجح ستكون بيرو سعيدة إذا حصلت على أربع نقاط من مباراتيها خارج أرضها. وإذا تمكنت من العودة إلى ليما برصيد الحد القصى ست نقاط، فإنها سوف لا تحتاج إلى الأوكسجين، لأن تشكيلة المنتخب ستطفو أعلى من بالون الهيليوم!