ليندل يساند موراي...لكن الغولف أولوية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
غاب الاميركي ايفان ليندل طويلا عن ملاعب كرة المضرب وعاد ليقود مسيرة البريطاني اندي موراي. وهي مسيرة مظفرة اسفرت في غضون عام عن احرازه ذهبية اللعبة في دورة لندن الاولمبية ثم حصده اخيرا لقب بطولة الولايات المتحدة المفتوحة "فلاشينغ ميدو" مهديا بلاده لقبها الاول في بطولات الغراند سلام منذ 76 عاما، ومعلنا ان "ايفان يفهمني جيدا وعلمني كيف ابذل 110 في المئة من طاقتي"
على المدرجات، وفي "مقصورة" عائلة موراي تحديدا، يجلس ليندل كأنه ابو الهول، مفضلا التركيز وتحليل كل شيء، لكنه تفاعل اخيرا فانشرح وابتسم وقفز مصفقا بعد نجاح لاعبه في تحقيق الفوز.
في المقابل، بدا اندي سعيدا لانه حفز النجم السابق على العودة بعد غياب ونجح في رهانه، اذ جعله يبتعد عن "معشوقته" الغولف التي يصرف مجمل وقته في مروجها بعد اعتزاله التنس.
لكن ليندل كان جازما بعد "افراح فلاشينغ ميدوز" باعلانه انه يعود لاستمتاع بالغولف، و"لن التحق باندي، الذي هو بمثابة ابن لي، الا في دورة الماسترز المقررة في اسطنبول" مطلع الشهر المقبل.
برهن الانتصار في فلاشينغ ميدو على نضوج موراي اخيرا، وللصدفة فقد تحقق فوزه في الغراند سلام بعد 4 محاولات على غرار "معلمه" الذي دربه على تقديم الاداء الافضل تحت الضغط و"الصمود في حربه".
طبعا، حال اللعبة اختلف عما كان عليه قبل 30 عاما. وهذا ما وضعه ليندل (52 عاما) نصب عينيه حين قبل بمهمة تدريب موراي، اذ اعطى نفسه مهلة 9 شهور قبل بدء حصد النتائج الكبيرة.
ولا شك ان حسابات كثيرة دارت في رأس المصنف اول عالميا على مدى 270 اسبوعا بين 1983 و1990، والحاصد 8 القاب في الغراند سلام خلال 19 نهائيا، والذي سرعت آلام الظهر اعتزاله وسببها وتر حساس حول عضلات الظهر ساءت حالته، وتأخر اكتشافه.
وعاد ليندل ليخوض مباريات استعراضية عام 2009، وكان شكل ومواطنه جون ماكنرو افضل لاعبين على الساحة العالمية عامي 1984 و1985، وخلال مسيرتهما الاحترافية خاضا 36 مباراة قوية فاز ليندل بـ21 منها. ووصفه بعض منافسيه بـ"الآلة الصماء" نظرا لادائه "البارد" الخالي من الانفعال والمشاعر.
ومثلما "هيمن" على مواجهاته عموما مع ماكنرو، فاز ليندل بـ15 لقاء من 22 جمعته مع السويدي ماتس فيلاندر. واعتبر الالماني بوريس بيكر "افضل لاعبي التنس حضورا بدنيا".
ويبوح ليندل بعد هذه الاعوام الطويلة، ان اداءه البارد لكن الفعال جعله يفرض ايقاعه بسهولة ويسيطر على الساحة العالمية. وكان مدربه طوني روش يعد برنامجه مركزا على تقنيات منافسيه للتغلب عليهم.
احرز ليندل اول القابه الكبرى في رولان غاروس على حساب ماكنرو عام 1984، ويكشف انه عامذاك اصبح اكثر تحملا ما سهل مهمته امام المخضرم جيمي كونورز، و"بعدما حسنت 4 او 5 نواحي في تعاملي مع الكرة اصبح الفوز تلقائيا والاداء ثابتا".
كان تدريب ليندل يستغرق النهار بكامله وحتى ساعات المساء، ولا تخترفه الا الراحة المقتطعة لموعد الغداء. عام 1981 كان المصنف رابعا عالميا، ولقي خسارته الاولى في نهائي رولان غاروس على يدي السويدي بيورن بورغ، ثم خسر نهائي الولايات المتحدة عامي 1982 و1983 على التوالي امام كونورز، وسقط امام فيلاندر في نهائي استراليا عام 1984، قبل ان يزيح ماكنرو عن الصدارة العالمية في العام التالي. وحافظ بعدها على الوتيرة عينها 5 سنوات من دون صعوبة متسلحا باعداد بدني جيد وتركيز فائق.
لكن سجل ليندل الذهبي يخلو من لقب في ويمبلدون، وطبعا كان يطمح ان يحققه هذا الموسم من خلال تلميذه موراي. ويقول في هذا الصدد: "بذلت الكثير للفوز في ويمبلدون ولم افلح. لا آسف على ذلك فقد اكتفيت بتحقيق لقب الناشئين عام 1978 ولم أجعل من لقب الكبار هاجسي".
بعد الاعتزال "القسري" تولى ليندل ادارة اكاديمية التنس التي انشأها في غرينيتش (كونكتيكات)، وفرض فيها سلوكه الاحترافي الذي طبعه في محيطه وحتى في عائلته، وقوامه التحضير البدني المتأني ودقته في اختيار الطعام، وهي اسس ومعايير لا يحيد عنها ابدا.
تأثر ليندل بوالديه فسلك درب التنس، لكن بناته الخمس فضلن الغولف على رغم بدايتهن مع الكرة الصفراء، وافضلهن ماريكا التي بلغت مستوى جامعيا متقدما في اللعبة. كما تميزت ايزابيل (21 عاما) وحصلت على ترتيب متقدم بين الهاويات عام 2004، واختيرت ضمن الفريق الاميركي (جونيور رايدر كاب) عام 2006.
وافق ليندل على تدريب موراي بعدما وضع برنامجا لا يتعارض ومتابعة هوايته الغولف ومشاهدته مباريات الهوكي على الجليد وتمضية وقت مع كلبيه الالمانيين. ويعزو ضعف التنس الاميركي حاليا الى تبدلات ووجوه صاعدة، يلزمها وقت لتأخذ دورها على الساحة. لكنه يفضل عدم ذكر اسماء ليجنبها الضغط في بداية مسيرتها. ويأمل خيرا في برنامج التفريخ وخطة السنوات العشر، و"النتائج الملموسة ستبدا بالظهور في غضون خمس سنوات، لكن لائحة افضل 10 لاعبين في العالم لن تضم 8 اميركيين" على غرار حقبة السبعينات من القرن الماضي.
ويفخر ليندل بانجازاته وفي مقدمها بلوغه 9 نهائيات على التوالي في ماديسون سكوير غاردن (مسرح بطولة الولايات المتحدة المفتوحة وقتذاك) بين العامين 1982 و1989، وفوزه باللقب 3 مرات، الى حصده 5 انتصارات في الماسترز. كما خاض نصف نهائي ويمبلدون 7 مرات (1983 - 1990) فبلغ النهائي مرتين، حيث خسر امام بيكر عام 1986 والاسترالي بات كاش في العام التالي.
احرز ليندل انتصارته المدوية تحت الراية التشيكوسلوفاكية، وحاز على جنسية موطنه الثاني اميركا عام 1992 اي بعد اعتزاله. وكان اول بطل للعالم للناشئين عام 1978. وفاز بـ"ثلاثية" دورات استراليا، فرنسا والولايات المتحدة عامي 1986 و1987، اما لقبه الاخير في الغران سلام وهو الثامن في مسيرته ، فجاء على حساب السويدي ستيفان ادبرغ في استراليا عام 1990.
وسعى ليندل ليكون لاعب غولف محترفا بعدما وظف لياقته العالية التي حصدها من التنس، فتوصل ليخوض نحو 20 دورة سنويا. ولا يزال مستمر في المنافسة على مستوى متقدم طالما استطاع الى ذلك سبيلا.