لعنة ميسي مع المنتخب تصيب غريمه كريستيانو رونالدو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يبدو أن لعنة الأداء المتواضع مع المنتخب الوطني التي لازمت نجم برشلونة ليونيل ميسي مع الأرجنتين قد انتقلت عدواها إلى غريمه نجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو بل و يبدو أنها تزامنت مع تخلص البرغوث من تلك اللعنة بعدما قاد التانغو إلى تحقيق انتصارين هامين ضد أوروغواي و تشيليفي تصفيات مونديال 2014 عن قارة أمريكا الجنوبية جعلته قريبا من حجز التأشيرة إلى النهائيات.
في وقت تقلصت فيه حظوظ البرتغال في الظفر بورقة الترشح المباشر إلى النهائيات بعد الهزيمة من روسيا والتعادل من ايرلندا الشمالية المتواضعة بل و حتى خوض الملحق يحتاج إلى نتائج أفضل في قادم الجولات ، فأشبال المدرب باولو بينتو يحتلون المركز الثاني في الفوج السادس مناصفة مع الصهاينة متخلفين عن الروس أصحاب الصدارة بخمس نقاط كاملة ، نتيجتين سلبيتين حملت مسؤوليتهما الرئيسية لرونالدو بعد الأداء الباهت الذي قدمه خاصة في موسكو ، جعل الوسط الرياضي في البرتغال مستاء منه.
وتعرض لحملة إعلامية من قبل أشهر الصحف الرياضية في البرتغال لدرجة جعلتها تطالب مدرب المنتخب بتجريب اللعب بدونه في المباريات المقبلة لعل مردود زملاء ناني يكون أحسن. و تزامن اللقاء ضد ايرلندا باحتفال رونالدو بمؤويته مع المنتخب ، وهو ما أثار حفيظة البرتغاليين الذين اجروا مقارنة بين معدله التهديفي مع ناديه الريال حيث سجل له 155 هدف في 160 مباراة اي تقريبا هدف في كل مباراة و جلها كانت حاسمة ، في حين لم يوقع سوى 37 هدف في المائة مباراة التي لعبها لبرازيل أوروبا منذ العام 2003 .
ويأتي تحميل البرتغاليين مسؤولية النتائج المتواضعة لمنتخب بلادهم في مجموعته التي كانوا مرشحين لتصدرها بسهولة بالنظر إلى مكانته في المنتخب حيث يعتبرونه مفتاح الفريق و عليه تبنى الخطة و به يستقيم عود المنتخب ، ذلك أن زملائه يتأثرون به سلبا و إيجابا و مدربه يخشى غيابه و لا يجرا على تبديله وسط المباراة إلا إذا أصيب لأنه يعلم جيدا أن إخراجه يعني تحطيم معنويات الفريق ككل .
كما زادت حدة الانتقادات بعدما قدم أداء راقيا مع ناديه في كلاسيكو الليغا الاسباني ضد البارصا و سجل هدفي ناديه بل و اختصرت الصحافة العالمية ذلك الكلاسيكو كله في رونالدو و ميسي رغم ترسانة النجوم التي لعبت بجانبيهما كما أنها تأتي بعد أشهر قليلة من إخفاق البرتغال في بطولة أمم أوروبا حيث فشل في هز شباك زميله في النادي ايكر كاسياس حارس منتخب اسبانيا في الدور قبل الأخير. و هو ما جعل البرتغاليون في حيرة من أمرهم ، و يتمنون لو كان رونالدو مع ريال مدريد نسخة مطابقة للأصل مع المنتخب تماما مثلما كان الحال مع مواطنه لويس فيغو الذي كان يبلي البلاء الحسن مع المنتخب.
ويأمل عشاق رونالدو البرتغاليين أن يكون أدائه الباهت في تصفيات كأس العالم 2014 مجرد كبوة حصان و فترة فراغ يمر بها أي لاعب في مرحلة من مشواره سواء مع المنتخب أو النادي بغض النظر عن الأسباب التي قد تكون فنية و قد تكون شخصية ، غير أن المنتقدين لمدلل ريال مدريد يرون في الموضوع تفسيرا آخر مفاده ان رونالدو المنتخب يختلف عن رونالدو النادي لان الظروف تتغير و خاصة التحفيز المعنوي الذي يجعله يجتهد و يقدم كل ما لديه ، ففي اسبانيا هناك الغريم ميسي الذي يتنافس معه على جميع الجوائز و الألقاب الفردية من كرة ذهبية و حذاء ذهبي محلي و قاري و غيرها و لنيلها فان الأمر يتطلب منه التفوق على الأرجنتيني والبقاء على نفس المستوى على مدار الموسم بلا كلل و لا ملل فالصحافة الاسبانية الموالية و المعادية تجعل رونالدو و ميسي و كأنهما يخوضان حربا حقيقية مما انعكس بالإيجاب على أداءيهما مع نادييهما.
كما أن رونالدو في الريال يحظى بمعاملة خاصة جدا من قبل مدربه مواطنه جوزي مورينهو وإدارته التي تخشى عليه حتى من الزكام الخفيف و من زملائه و من المحبين ، لدرجة جعلت مورينهو يطالب قبل أشهر بالكف عن توجيه النقد إليه و الصبر عليه ، وهو ما تجلى أيضا في الأسابيع الأخيرة في تصريحاته في موضوع الكرة الذهبية حيث يصر الكل في الريال أن يحصل عليه رونالدو و يخشون أن تذهب إلى ميسي أو انييستا من البارصا لأنهم يدركون أن ذلك من شانه أن يؤثر بالسلب على معنوياته و على أدائه مع الريال في النصف الثاني من الموسم خاصة بعد ثلاث سنوات من الخيبات المتتالية ، و هذه الظروف لا توجد على صعيد المنتخب وأن وجدت فبدرجة اقل لان عدد المباريات التي يلعبها معه اقل من تلك التي يلعبها مع النادي ، و زملائه اللاعبين و المدرب لا يقضون معه وقتا طويلا مثلما يحدث في الريال ، و يخشى البرتغاليون أن يكون السبب وراء هذا الأداء غير المقنع مرتبط بولائه للنادي أكثر من ولائه للمنتخب فهو يأتي للبرتغال لتأدية واجب ليس إلا و يفضل تخزين طاقته البدنية لليغا حيث الأموال أكثر و الشهرة أوسع.
وتبقى مسؤولية المدرب البرتغالي باولو بينتو أعسر في معالجة إشكالية رونالدو من تلك التي واجهت المدرب الأرجنتيني اليخانرو سابيلا مع البرغوث ، ذلك أن الأخير كان محاطا بعدد من النجوم لا يقلون عنه في نجوميتهم ، عكس رونالدو الذي يعتبر في المنتخب النجم الأوحد حتى في وجود ناني و بيبي زميله في الريال ، و ربما يحتاج الدون إلى تقليص صلاحياته غير الفنية لدفعه إلى تقديم المردود الفني الذي يريح البرتغاليين و يجعلهم لا يخشون على منتخبهم من لإقصاء حتى لو خاضوا الملحق و لسان حالهم يقول ما الفائدة من امتلاك أفضل لاعب في العالم و منتخبنا خارج بطولة كاس العالم ، و إذا كانت الحملة الموجهة ضد رونالدو تهدف إلى تحريك مشاعره الوطنية للظهور بوجه أحسن فان بينتو يخشى أن تؤدي إلى عكس ذلك.