رياضة

عاصفة العنصرية تهز كرة القدم الإنكليزية مرة أخرى

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في عام ١٩٧٨ تنفست كرة القدم الإنكليزية الصعداء واعتقدت بأنها قد قضت على العنصرية إلى الأبد التي كانت متفشية في ملاعبها - آنذاك - وذلك عندما اختار رون غرينوود المدير الفني للبلاد فيف أندرسون كأول لاعب أسود في تشكيلته بعدما قال: "أصفر، أرجواني أو أسود لا يهمني، لقد اخترته لأنه لاعب جيد بما فيه الكفاية".

روميو روفائيل - إيلاف : وهكذا استمر مدافع نوتنغهام فوريست من تمثيل بلاده لغاية ١٩٨٨ والذي كان يعاني من الاستهجانات العنصرية عندما كان المشجعون يرمون الموز عليه في مباريات الدوري المحلي، ولكن ملحمة مهاجم ليفربول لويس سواريز وكابتن تشلسي جون تيري بإطلاق ألفاظ عنصرية ضد باتريك إيفرا لاعب مانشستر يونايتد ومدافع كوينز بارك رينجرز انتونفرديناند على التوالي في الموسم الماضي أظهرت مدى عمق هذه الآفة النكراء.

فعندما يتحدث جيسون روبرتس عن تفشي العنصرية في كرة القدم، فمن الصعب ألا يقتنع المرء لكثرة ما يقوله وذلك بسبب شغفه وإدراكه ورغبته في التعامل مع هذه المسألة.

كما أن مهاجم ردينغ يعرف أن العنصرية طفت على السطح على نطاق واسع مرة أخرى عن طريق سواريز وتيري، في وقت واضح للعيان من عدم وجود التنوع العرقي على المستوى المديرين الفنيين ومجالس إدارة الأندية.

وبعدما شاهد ما عاناه عمه سيريل ريجيس مهاجم ويست بروميتش البيون السابق في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، فإن روبرتس يخشى الآن من استمرار إطلاق الإهانات العنصرية لتستمر لجيل آخر، خصوصاً بعدما حدث في مباراة إنكلترا تحت الـ٢١ عاماً ضد صربيا للتأهل لنهائيات يورو ٢٠١٣.

وبسبب خيبة أمله، قاطع المهاجم البالغ الـ٣٤ عاماً مبادرة "اركله خارجاً" التي بدأت في ١٨ تشرين الأول وتستمر لغاية ٢٩ منه، من خلال رفضه ارتداء "تي شيرت" المنظمة التي تحاول حقن العنصرية في البلاد، قبل مباراة فريقه ضد ليفربول السبت الماضي، في حين قام المدافع ريو فرديناند بالمثل قبل مباراة مانشستر يونايتد ضد ستوك سيتي، مما أزعج مديره الفني السير أليكس فيرغسون الذي قال بعد المباراة مباشرة إنه "شعر بالحرج" وأن المسألة "سيتم التعامل معها"، ولكنه استدرك مساء الأثنين قائلاً: "لقد تحدثت مع ريو وتم حل الخلاف، لذا لا توجد هناك أي قضية".

ويشعر روبرتس أن "اركله خارجاً" ليست مستقلة أو ليس لها صوت مسموع بما يكفي لمعالجة هذه القضية، وهي لا تمثل مخاوفه أبداً.

وفي الوقت الذي رد رئيس المنظمة اللورد يسلي على أنه كان من الممكن لمنظمته "تسوية الأمر" إذا كانت "لديها سلطة"، أكد فيرغسون أن روبرتس "تحدث عن نقطة غير صحيحة".

وفي حين برر مهاجم ردينغ استهداف "اركله خارجاً"، المنظمة التي توظف سبعة أشخاص فقط وميزانيتها السنوية للموسم ٢٠١٠/ ٢٠١١ كانت تعادل بضعة أسابيع من أجر جون تيري (بلغت نفقاتها للفترة نفسها ٤٧٣.١٨٠ جنيهاً استرلينياً)، أصدر رئيس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم ديفيد برنشتاين تذكيراً مفاده "أن الإتحاد هو المسؤول النهائي في قيادة اللعبة محلياً على كل المستويات"، فيما قال الموظف السابق في المنظمة بيارا باور للقسم الرياضي في هيئة الإذاعة البريطانية: "هناك التباس في الكثير من الأحيان حول مقدار السلطة والصلاحية التي لدى اركله خارجاً".

وأضاف باور، الذي يعمل حالياً مع "هيئة مكافحة التمييز الأوروبية": "اختلط الأمر ببعض اللاعبين بين صلاحيات اركله خارجاً والإتحاد الإنكليزي"، ويعتقد بأنه للتحكم في اللعبة ينبغي أن يكون للمنظمة رأي في الحكم وفي القضايا العنصرية التي تظهر بين اللاعبين، وعليها تسليط الأضواء ووضع بعض الحلول، ربما حتى وضع بعض الحلول السياسية لتلك القضايا، فإذا قرروا عدم دعم المنظمة، فأنا متأكد أن اللورد يسلي سيعتبرها نكسة".

وفي حين أن مخاوف روبرتس بشأن التأثير على "اركله خارجاً" وحيادها يتوقفان على تمويلها، قدرت ميزانية المنظمة في الموسم الماضي بـ٤٥٣،٩١٣ جنيهاً إسترلينياً، ولكن ٣٣٠ ألفاً منها أتت من إتحاد الكرة والبريمير ليغ ورابطة اللاعبين المحترفين. وبالتالي هناك تساؤلات مشروعة حول مدى استعدادها لتعض اليد التي تطعمها.

ويود باور أن يرى زيادة دخل المنظمة إلى ضعفين أو ثلاثة، ويدعي أيضاً أن النقص في مواردها يعني أنه يمكن السلطات من أن تبقي على قضايا أوسع لتمثيلها في وضع حرج"،ويضيف: "القضية هنا أن اركله خارجاً هي في الحقيقة نتاج الجماهير التي تؤيدها، فهي صوت مستقل ولكن الموارد لا تعادل الصوت الذي خلقته لنفسها".

وأكد باور أنه سمع أنه كانت هناك في بعض الأحيان وسائل لسيطرة السلطات على كرة القدم، حيث أنها تريد النظر في جدول الأعمال ولكن ربما ليس إلى أعماق المسائل من حيث التمويل وذلك بسبب تورطها داخل مثل هذه المنظمات.

ولكن الدوري الممتاز والاتحاد الإنكليزي رفضا هذه الفكرة عندما طرحت أمامهما، وأكدا أن عملهما في المجتمعات المحلية ومحاولاتهما التأكد من تمثيل أفضل للأقليات العرقية في كرة القدم ومنظماتهما. وقالا أيضاً إنه كانت هناك زيادة في تمويل "اركله خارجاً" منذ عام ٢٠١٠ وإنهما سيراجعان تمويل المنظمة في المستقبل.

في الوقت نفسه، امتنع أكثر من ٣٠ لاعباً من ٨ أندية في البريمير ليغ من دعم "اركله خارجاً"، خلال بدء حملتها في عطلة الأسبوع الماضي من خلال رفضهم ارتداء "تي شيرت" عليه كتابات تدعو إلى القضاء على العنصرية.

وفي الوقت الذي حذر مارك هيور المدير الفني لكوينز بارك رينجرز من أن القضاء على العنصرية في الملاعب سيستغرق وقتاً طويلاً، أيد نظيره في ايفرتون ديفيد مويس لاعبيه الثلاثة الذين لم يدعموا المنظمة، على الرغم منأنه اعترف أنه لا يتفق معهم بالضرورة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف