خطة بلاتيني لاستضافة عدة دول ليورو 2020 تستقطب آراء متناقضة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"يورو من أجل أوروبا"، هكذ وصف ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، "الحفلة الكبيرة في أوروبا"، عندما أعلن خطته لإقامة يورو 2020 في العديد من مدن القارة العجوز، ما دفع إلى الكثير من الاستجابات وردود فعل مجانية.
روميو روفائيل - إيلاف: رأى الكثير أن نشر إقامة يورو 2020 في مدن أوروبية عدة على أنه تجاهل يويفا للعديد من محبي اللعبة العاديين، مدفوعاً بالمال والحاجة للحصول على عائدات البث التلفزيوني.
أما آخرون فيدعون أن قراره ساخر، مصمم للمساعدة على كسب بلاتيني الدعم ليصبح رئيساً للفيفا في 2015.
ولكن لا يتفق الجميع مع هذا الرأي، إذ قال لاعب وسط منتخب إنكلترا السابق أوين هارغريفز لهيئة الإذاعة البريطانية: "إنها فكرة عظيمة، أنا مندهش لأن يويفا لم يأت بالفكرة منذ وقت طويل".
وفي الوقت الذي سلط الأضواء على حقيقة أنه حين يستغرق التنقل في كل أنحاء الولايات المتحدة 6 ساعات - التي استضافت نهائيات كأس العالم 1994 - فإنه عادة ما يستغرق التنقل جواً "ساعة أو ساعتين" بين المدن الأوروبية.
وذهب مارسيل فان دير كران، صحافي هولندي مختص بكرة القدم، إلى أبعد من ذلك: "أنه أفضل شيء يحدث لكرة القدم التي هي للشعب، وأنها للجماهير، نريد أن تصل إلى أقصى حد من الناس والأندية في القارة ليتمتعوا بالبطولة".
والحقيقة أن عملية تقديم العطاءات ليوريو 2020 كانت كارثية، حيث تم تقديم 10 عطاءات تعبر عن اهتمامها لإستضافة البطولة (تركيا، هولندا، بلجيكا، المانيا، اسكتلندا/ ويلز/ جمهورية ايرلندا، أذربيجان/ جورجيا، صربيا/ كرواتيا/ البوسنة، جمهورية التشيك/ سلوفاكيا، رومانيا/ بلغاريا، ورومانيا/المجر). ولكن عندما أعلن بلاتيني في آذار الماضي تفضيله لتركيا تبخر دعمه.
فضلاً عن تورط تركيا بفضيحة التلاعب بنتائج المباريات الكبرى، التي تسعى أيضاً للحصول على حق استضافة دورة الألعاب الأولمبية 2020.
وهذه العوامل تعني أن محاولتها لم تعد قابلة للحياة. وتم تمديد عملية تقديم العطاءات، ولكن قرار يويفيا في وقت سابق لزيادة عدد الدول المتنافسة إلى 24 فريقاً أثار أيضاً مسألة تكلفة استضافة هذا الحدث.
وفي هذا العصر من التقشف، كان ببساطة عبئاً كبيراً على بلد واحد من تحمله.
وبلاتيني، مع خيارات قليلة أخرى مفتوحة أمامه، باع فكرة البطولة لعموم أوروبا للجنة التنفيذية ليويفا، وفازت من دون الحاجة إلى التصويت، وبالتالي ستعتمد كثيراً على كيفية نمو الفكرة.
وبما أنه يجب توضيح الشكل وعدد المدن المضيفة، فقد كانت هناك تلميحات مسبقة ليويفا على أنه سيستعمل محاور اقليمية لمباريات مرحلة المجموعات، وسيقرر نهائياً الملاعب التي ستستضيف البطولة في وقت مبكر من عام 2014.
على سبيل المثال، إذا تأهلت انكلترا فإنها ستلعب في مرحلة المجموعات في اسبانيا. من الناحية النظرية احتمال استضافة الملاعب كامب نو وبرنابيو وفالنسيا لهذه المجموعة. والقليل من أنصار انكلترا سيتذمرون من ذلك. ولكن ربما قد يكون السيناريو الأكثر ترجيحاً أن تلعب انكلترا في باريسوأمستردام وكارديف.
في يورو 2012 كانت أوسع مسافة بين الملاعب 971 ميلاً، أي ما يعدل المسافة بين لندن ولشبونة.
يقول مارك بيرمان، المتحدث باسم مجموعات مشجعي انكلترا للهيئةنفسها: "من حيث وقت السفر والتكلفة، إذا تأهلت انكلترا للعب في باريس وبلجيكا وامستردام، فإنهما سيكونان أقل بكثير من السفر عبر أوكرانيا في الصيف الماضي".
وليس هناك أدنى شك بأن هذه الخطة ستغير جذرياً الشعور وطبيعة البطولات الأوروبية لكرة القدم كما هي معروفة. فمنذ عام 1930، عندما استضافت أوروغواي أول نهائيات كأس العالم، هبطت هذه المنافسات إلى حد كبير على أمة واحدة. ولم يستضف أي اتحاد قاري البطولة عبر أكثر من بلدين، في حين استبعد الفيفا تكرار تجربة مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان عندما شاركا في استضافتها.
وحتى عام 1980 كانت مطالب البطولة الأوروبية فقط استضافة "الدولة المضيفة" للدورين نصف النهائي والنهائي مع إقامة المباريات ذهاباً واياباً بين البلدان حتى الدور الثماني.
بطولة مجموعة أوروبية معينة ستفقد هويتها، فضلاً عن نكهة وطنية والحماسة التي ستجلبها البرازيل - على سبيل المثال - إلى نهائيات كأس العالم 2014.
وأضاف بيرمان: "تكون البطولات مميزة نظراً إلى مضيفيها حيث يصبح المرء جزءاً من ذلك البلد لمدة أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة، ويضع ختمه بقوة على ذلك. أشعر بأننا نحن بصدد فقدان أثمن الأشياء مما نحن سنكسبه. قال بلاتيني إن إقامة البطولة بشكلها الجديد ستكون لمرة واحدة فقط. ولكن المشكلة أنه إذا اعتبرت المنافسة ناجحة من الناحية المالية، فإن يويفا سيميل إلى تكرار ذلك".
التاريخ يبين مزالق استضافة أمة واحدة للبطولة الأوروبية
في 2004 دفعت البرتغال ثمناً باهظاً عندما كانت على وشك تنظيم البطولة على أرضها، إذ باع العديد من الأندية الكبرى حصتهم من الحقوق الاقتصادية إلى اللاعبين من أجل خدمة الديون المتراكمة وإعادة بناء ملاعبها. وأشارت التقارير أن بنفيكا وحده كان مديناً بحوالي 161 مليون جنيه استرليني بعدما أعاد بناء ملعبه.
يعقب ديفيد ديفيز، الرئيس التنفيذي لاتحاد الكرة الانكليزي، بأن الإرث المالي هو جانب واحد، ولكن هناك قضايا أخرى للنظر فيها. وقال للهيئة ذاتها: "بالطبع لقد رأينا ماذا يحصل عندما تعمل دولة واحدة لتنظيم البطولة. ولكننا رأينا أيضاً ما يحدث عندما يتم اقصاء هذا البلد من المسابقة في نهاية مرحلة المجموعات".
ومن المرجح أن يقدم الاتحاد الإنكليزي عرضاً لإستضافة الدورين نصف النهائي والنهائي، مع أخذ يويفا في الاعتبار منح هذه الأدوار للمدينة نفسها على شرط أن تقام في ثلاث ملاعب منفصلة.
ويمكن أيضاً منح فرصة لعدد من الدول الصغيرة غير القادرة حتى على الحلم بإستضافة البطولة بكاملها، لتنظيم مباريات مرحلة المجموعات.
ولكن هناك الكثير من الشك بأن شيئاً من رومانسية البطولة الأوروبية ستضيع.
ردود الفعل في أوروبا
ـ صحيفة "أكثم" التركية: أكثر ما يمكننا الحصول عليه الآن بعدما نشر بلاتيني يورو 2020 في كل أنحاء أوروبا عندما كان قد وعد بتنظيمها في تركيا، هو استضافة الدورين قبل النهائي والنهائي... لم يبقَ لدينا سوى استضافة أولمبياد 2020.
ـ "لو فيجارو" الفرنسية: قرار بلاتيني قد يعزز مكانته في "التأثير السياسي" داخل الفيفا قبل ترشيح نفسه للرئاسة عندما يتنحى سيب بلاتر في 2015.
ـ "سبورت اكسبرس" الروسية: إقامة البطولة في بلد واحد تعطي المرء شعوراً بالإعجاب والسعادة بالمهرجان والنكهة المحلية والمطبخ والطبيعة والهندسة المعمارية ونبض شعبها. كل هذا سيذهب.
ـ "زود دويتشه" الألمانية: يبدو أن يويفا كان لمصلحة الفكرة أكثر من مصلحته للمشجعين. ماذا سيحدث في 2024؟
ـ الأمين العام لاتحاد البلجيكي: بعد فشل محاولة بلجيكا - هولندا بتنظيم نهائيات كأس العالم 2018، فهذه البطولة أصغر إلى حد ما، ولكن هناك طريقة واقعية لإقامة الحدث العظيم في بروكسيل.
ـ المتحدث باسم الجمعية الملكية الهولندية لكرة القدم: نحن على يقين بأنه سيتم أخذ البلدان الأصغر حجماً في الاعتبار في مثل هذا الحدث.