رياضة

فيراري وماكلارين لانقاذ سمعتهما والخروج من ظل ريد بول

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يضع فريقا فيراري وماكلارين نصب اعينهما انقاذ سمعتهما والارتقاء الى مستوى موقعهما التاريخي في سباقات فورمولا واحد، وذلك اعتبارا من الاحد المقبل عندما يفتتح الموسم الجديد انطلاقا من حلبة بارك الاسترالية.

وسيعسى كل من العملاقين الى الخروج من ظل ريد بول-رينو وسائقه الالماني سيباستيان فيتل اللذين توجا بلقبي السائقين والصانعين خلال الموسمين الماضيين، فيما اكتفى الفريقان الايطالي والبريطاني بالتنافس على مركز الوصافة.

واذا كان هناك من اعتبر بان فوز فيتل باللقب العالمي عام 2010 جاء بمساعدة الحظ بعد ان فشل سائق فيراري الاسباني فرناندو الونسو في احتلال احد المراكز الاربعة الاولى في المرحلة الاخيرة، فان سائق رد بول-رينو اكد في 2011 انه "ملك" دون منازع بعد ان هيمن على مجريات البطولة تماما، ليصبح اصغر سائق يحتفظ بلقب بطل سباقات فورمولا واحد.

وعشية انطلاق الموسم الجديد، يبدو فيتل مرشحا مجددا للفوز باللقب العالمي للمرة الثالثة على التوالي والسير على خطى مواطنه الاسطورة ميكايل شوماخر الذي توج باللقب العالمي سبع مرات حاصدا في طريقه الغالبية العظمى من الارقام القياسية، الا ان رباعي فيراري وماكلارين-مرسيدس سيقدم كل ما لديه من اجل الحؤول دون ذلك لان سمعة الفريقين العريقين على المحك، خصوصا انهما حصدا معا حتى الان 24 لقبا في بطولة الصانعين (16 لفيراري و8 لماكلارين) و27 لقبا في بطولة السائقين (15 لفيراري و12 لماكلارين).

ويمكن القول ان ماكلارين تملك الافضلية على فيراري في الصراع مع ريد بول على اللقب العالمي، وذلك لانها تملك في صفوفها البطلين السابقين البريطانيين جنسون باتون، وصيف بطل الموسم الماضي، ولويس هاميلتون، فيما يعول فريق "الحصان الجامح" على خبرة الونسو وحسب لان السائق الثاني البرازيلي فيليبي ماسا اظهر بانه بعيد من مستوى السائق الذي يليق بفريق عريق مثل فيراري بعد ان فشل الموسم الماضي في الصعود الى منصة التتويج ولو لمرة واحدة.

حاول القيمون على فيراري ان يبدأوا موسم 2012 في موقع افضل من منافسيهم عندما بدأوا العمل على السيارة الجديدة قبل 8 مراحل على انتهاء الموسم وذلك لانهم فقدوا الامل في منافسة فيتل على اللقب العالمي.

واتهم الفريق الايطالي بافتقاره الى الابداعية في ما يخص تصميص سياراته في الاعوام الاخيرة، ما دفع مديره ستيفانو دومينيكالي حينها الى التأكيد بان سيارة 2012 ستكون سيارة جريئة، مضيفا "في ما يخص انظمة الموسم المقبل وبعيدا عن النظام الخاص بعادم الهواء، فلا يوجد هناك الكثير من التغييرات، ولذلك يمكن القول بان السيارات الجديدة ستكون نسخا مطورة عن سيارة 2011. لكن ما رأيته خلال العمل على السيارة داخل نفق الهواء وفي مكتب التصميم، يخولني القول بانها (سيارة 2012) ستكون عملا مبدعا جدا".

واشار دومينيكالي بان الهدف الذي وضعه الفريق الايطالي لنفسه الموسم المقبل بان ان تتمكن السيارة الجديدة من دخول الصراع على الفوز منذ السباق الافتتاحي.

وتسببت الاخفاقات التي مني بها الفريق الايطالي الموسم الماضي بتخليه عن مديره التقني الدو كوستا وتولي بات فراي مهمة المدير المسؤول عن هيكل السيارة والادارة التقنية للفريق، فيما تولى كورادو لانزوني قسم الانتاج ولوكا مارموريني قسمي المحرك والالكترونيات.

وبقي دومينكالي المسؤول عن الفريق وعلى جميع الاقسام ان تقدم تقاريرها له مباشرة، وبينها قسم تصميم السيارة المندرج تحت اشراف نيكولاس تومبازيس.

لكن يبدو ان التحضير المبكر جدا لم يكن مثمرا كثيرا بالنسية ل"سكوديريا" لان السيارة الجديدة "اف 2012" لم تظهر بمستوى السيارة القادرة على المنافسة هذا الموسم خلال جولتي التجارب اللتين احتضنتهما حلبتا خيريز وبرشلونة الاسبانيتين.

"نحن لسنا على المستوى الذي كنا نتمناه، الصعود على منصة التتويج بعيدا عن متناولنا وامامنا الكثير من العمل للقيام به"، هذا ما اعترف به بات فراي، مشيرا الى ان الفريق الايطالي سيلجأ الى تعديلات جديدة من اجل السباق الافتتاحي في ملبورن.

من جهته كان الونسو، الباحث عن لقبه الثالث، داعما تماما لقرار فريقه بادخال تعديلات جذرية على السيارة الجديدة التي بدا التعديل الابرز عليها في الجانح وجهاز التعليق الاماميين.

واكد الونسو انه سعيد من التصميم "غير العادي" للسيارة الجديدة ولان فريقه قرر القيام بشيء مختلف، مضيفا "كان الشعور جيدا جدا منذ رؤيتي السيارة للمرة الاولى. احب الشكل الجديد والخلاق في السيارة الجديدة. اعتقد انه عندما تشعر بالمفاجأة لدى رؤيتك السيارة الجديدة للمرة الاولى، فانه دائما امر جيد والسيارة تعجبني على امل ان تكون سريعة".

ودافع الونسو عن التعديلات الشكلية للسيارة الجديدة، قائلا "تعجبني الافكار الخلاقة التي تتمتع بها السيارة. اعتقد ان جميع سيارات فيراري جميلة. لا اتذكر اي فيراري قبيحة او اي فيراري لم تعجبني. اللون الاحمر والشغف الذي تتمتع به كل سيارة تصنعها فيراري يجعلان السيارة جميلة في كافة الاحوال".

وبدوره اعرب ماسا عن رضاه لان فريقه فيراري اعتمد مقاربة مختلفة عن منافسيه في تصميمه للسيارة، مضيفا "انها سيارة شرسة جدا. مختلفة. انا متحمس لاننا سنملك سيارة مختلفة، سيارة تخولنا اعتماد مقاربات مختلفة في ما يخض مسألة التطوير. ما زال علينا الاعتياد على المقدمة الجديدة الغريبة بسبب الانظمة الجديدة. لكن بعيدا عن المقدمة، تبدو السيارة شرسة تماما وجميلة ايضا، وامل ان نرى سيارة منافسة منذ بداية الموسم".

ويأمل الفريق الايطالي ان يكون موسم 2012 افضل من سابقه لانه عجز في 2011 عن مجاراة ريد بول وسائقه فيتل واكتفت "سكوديريا" بفوز واحد حققه الونسو على حلبة سيلفرستون البريطانية، لكن لا يبدو ان البداية ستكون واعدة استنادا الى معطيات التجارب التي تكون خادعة ايضا في اغلب الاحيان لان احدا لا يعرف كمية الوقود التي يستخدمها المنافسون الاخرون في سياراتهم.

اما في المعسكر الاخر، فتبدو الامور افضل بكثير من حظيرة "الحصان الجامح" لان ماكلارين-مرسيدس هو الفريق الوحيد القادر "على الورق" على مقارعة ريد بول-رينو في المراحل الاولى من الموسم الجديد وقد اكد باتون انه سعيد جدا بالمقاربة التي اعتمدها فريقه في السيارة الجديدة، مضيفا "انا اصل الى ملبورن وسعادتي اكبر بكثير مما كانت عليه الموسم الماضي (عندما استهل فريقه الموسم)".

وواصلنا "اختبرنا شتاء جيدا من ناحية الاعتمادية التي بدت جيدة في اغلب الاحيان باستثناء اليوم الاخير (من التجارب) حين واجهت السيارة مشكلة هيدروليكية. لكني اشعر باننا حققنا تقدما جيدا في السيارة وانا لا اخشى اي شيء بشأن التوازن في ادائها. تتجاوب مع التعديلات وهذا امر هام جدا".

وعلى الصعيد الشخصي، قال باتون "اشعر اني في مكان جيد ضمن الفريق في ظل وجود مجموعة رائعة من المهندسين والميكانيكيين".

وتختلف السيارة الجديدة "ام بي 4-27" تماما عن سيارة الموسم "ام بي 4-26" رغن انها تبدو خارجيا كنسخة معدلة عن الاخيرة.

وكان التغيير الاكثر ملاحظة على السيارة الجديدة في المقدمة التي بدت اقل "تطرفا" و"ثورية" من نسخة 2011، وفي مخرجي عادم الهواء اللذين اصبحا في الجهة العليا من مؤخرة السيارة تناسبا مع القوانين الجديدة.

واكد كبير المهندسين في ماكلارين-مرسيدس، تيم غوس، ان السيارة الجديدة مختلفة تماما عن نسخة 2011، خلافا للانطباع الاول الذي يظهرها وكأنها نسخة مطورة عن "ام بي 4-26"، مضيفا "لقد وضعنا لانفسنا اهدافا طموحة، ونحن نهدف الى الارتقاء لمستواها من السباق الاول وان نحظى بسيارة قادرة على الفوز باللقب. هذه السيارة اعيد تصميمها بالكامل من المقدمة حتى المؤخرة، ولا توجد هناك الا بعض الاشياء القليلة جدا التي تحملها معها (من سيارة 2011). جزء من نظام ضخ الوقود ما زال نفسه، لكن كل شيء اخر تقريبا قد تغير".

وبدوره رأى المدير التقني بادي لوي ان طبيعة التعديلات الجديدة لا تسمح بتقديم اختراعات جديدة، لكن ذلك لم يمنع فريقه من الاعتقاد بانه قام بخطوة جيدة في السيارة من حيث الاداء، مشيرا الى ان القوانين الجديدة تحد من مجال التحرك في التعديلات.

واضاف "هذه السيارة مشابهة بشكل كبير (من حيث الشكل لنسخة 2011) لكن في الداخل هناك تغييرات عديدة. تم تقييم كل جزء منها ان كان من ناحية الوزن او الاداء...اوكلت الى الفريق مهمة ايجاد تطور بنسبة تتراوح بين 1 و2 بالمئة في ناحية الاداء...".

ويأمل الفريق البريطاني ان تسمح هذه السيارة الجديدة لسائقيه هاميلتون وباتون، بطلي 2008 و2009، لكسر هيمنة فيتل وفريقه ريد بول-رينو، علما بان الفريق البريطاني حل عام 2011 في المركز الثاني في ترتيب الصانعين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف