جولة البحرين تنطلق على وقع التظاهرات والإعتقالات والمواجهات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تتجه الانظار في الايام الثلاثة المقبلة الى البحرين التي تشهد الجولة الرابعة من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد وسط اجواء مشحونة بعد تصاعد وتيرة التظاهرات ضد السلطة التي ردت بسلسلة من الاعتقالات.
السباق خرج من روزنامة العام الماضي بسبب الاحداث الامنية والتظاهرات في البلاد، لكنه عاد في البطولة الحالية وسط ظروف مشابهة بعد ان اعلنت المعارضة تنظيم تظاهرات يومية تزامنا مع السباق.
وتعلق السلطات في البحرين اهمية كبرى على السباق ضمن سعيها للتأكيد على استقرار الاوضاع بعد اشهر من الاضطرابات.
ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة دعا قبل ايام الى عدم استغلال السباق لأي أغراض سياسية بقوله "ان هذا السباق أهم من مجرد حدث رياضي عالمي ويجب أن لا يستغل لاي اغراض سياسية قد تؤثر سلبا على هذا التجمع العالمي الكبير"، مضيفا "يجب أن نوحد جهودنا لخدمة البحرين التي يجب أن تكون هي الفائز الأول في تنظيم هذا الحدث العالمي".
وتابع "انه من دواعي فخرنا أن يكون هذا الحدث الهام الذي تتوجه اليه أنظار المجتمع الدولي على أرض مملكة البحرين المضيافة التي تزخر بكل المرافق الحيوية والتراثية والتاريخية وإن شعب هذه الأرض الطيبة كان ولا يزال الشعب الذي ينفتح على كل المجتمعات والثقافات عبر مثل هذه الملتقيات".
تصاعد الاحتجاجات
تصاعدت الاحتجاجات في البحرين بالتزامن مع اقتراب استضافة السباق، حيث تنظم المعارضة البحرينية الشيعية تظاهرات يومية ضمن "اسبوع الصمود والتحدي" بهدف اسماع صوتها بالتزامن مع استضافة السباق.
الا ان مجموعات شبابية شيعية اخرى مناهضة لحكم اسرة ال خليفة تنظم بدورها تظاهرات ترفع شعارات ضد استضافة السباق.
وذكر شهود عيان لوكالة "فرانس برس" ان غالبية القرى الشيعية المحيطة بالمنامة شهدت مساء الاربعاء وحتى وقت مبكر من فجر الخميس مواجهات بين قوات الامن والمحتجين الذين يصعدون تحركاتهم عشية بدء فعاليات الفورمولا واحد.
ونظمت هذه التظاهرات بدعوة من "ائتلاف شباب 14 فبراير" الذي يضم المجموعات الشبابية المعارضة للحكومة والعاملة خارج اطار المعارضة الرسمية، فيما توعد شباب الائتلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتنفيذ "ثلاثة ايام غضب" خلال يومي التجارب الحرة والرسمية الجمعة والسبت ويوم السباق نفسه الاحد.
وذكر الشهود ان المئات من المتظاهرين نزلوا عند مداخل القرى الشيعية ورددوا الهتافات المناهضة للحكومة وللاسرة الحاكمة مثل "الشعب يريد اسقاط النظام" و"يسقط حمد" في اشارة الى ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة.
وقد استخدمت قوات الامن الغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين الذين عمدوا الى القاء قنابل المولوتوف والحجارة على الشرطة، بحسب الشهود.
ورفع المتظاهرون شعار "كلا لفورمولا الدم" و"نريد الحرية وليس الفورمولا"، هي شعارات تم نشرها ايضا على صفحات المحتجين على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا وقالت منظمة حقوقية مقربة من المعارضة البحرينية الاربعاء ان السلطات في المملكة اعتقلت حوالي 80 شخصا من قادة التظاهرات المناهضة لاستضافة السباق وذلك بهدف احتواء الاحتجاجات التي تتصاعد قبل بدء التجارب الجمعة.
وقال محمد مسقطي رئيس جمعية شباب البحرين لحقوق الانسان انه "منذ 14 نيسان/ابريل، تم اعتقال ثمانين شخصا في عدة قرى بالقرب من المنامة" في ما قال انها "موجة ضخمة من الاعتقالات الاستباقية".
وذكر مسقطي ان الاعتقالات استهدفت "الاشخاص الذين قادوا التظاهرات في هذه القرى" الشيعية التي تحيط بالمنامة.
وتأتي هذه التحركات فيما تتصاعد المطالب من اجل الافراج عن الناشط الشيعي المحكوم بالسجن المؤبد والمضرب عن الطعام في سجنه عبد الهادي الخواجة.
قرار اقامة السباق
بقي سباق جائزة البحرين الكبرى في صخير مهددا بضغط من منظمات حقوق الانسان وبعض المسؤولين في الفرق الذين اعلنوا ان الاوضاع في البحرين غير آمنة لاقامته، لكن القرار اتخذ من قبل الاتحاد الدولي للسيارات باقامته في موعده في 22 الجاري.
فبعد تردد طويل، اصدر الاتحاد الدولي للسيارات بيانا الجمعة الماضي جاء فيه "استنادا الى المعلومات المتوفرة حاليا فان الاتحاد الدولي للسيارات على قناعة بان كل الاجراءات الامنية الضرورية اتخذت مما يتيح تنظيم سباق بطولة العالم للفورمولا واحد".
لقي القرار ترحيبا في البحرين حيث قال الرئيس التنفيذي للحلبة الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة ل"فرانس برس" ان الاتحاد الدولي للسيارات "اتخذ القرار الصحيح، فنحن في انتظار السباق".
واضاف "بهذا القرار ننهي كل الكلام الذي كان يدور حول الغاء السباق البحريني، فالسباق سيكون له المردود الايجابي الكبير على البحرين من عدة نواح، خاصة من الجانب الاقتصادي والتجاري والاستثماري".
كما توقع مدير حلبة البحرين الدولية زايد الزياني ان يمر السباق دون مشاكل وذلك رغم المخاوف من التظاهرات التي دعت اليها المعارضة.
تغير موازين القوى
على صعيد منافسات بطولة العالم، كشفت السباقات الثلاث الاولى من الموسم الحالي عن تغيير ملحوظ في موازين القوى، بدليل فوز ثلاثة سائقين مختلفين بالجولات الثلاث ليس من بينهم سائق ريد بول الالماني سيباستيان فيتل بطل العالم في العامين الماضيين.
حقق البريطاني جنسون باتون (ماكلارسين مرسيدس) بداية قوية بفوزه بالسباق الاول في جائزة استراليا الكبرى على حلبة البرت بارك، ثم خطف سائق فيراري الاسباني فرناندو الونسو المركز الاول في سباق جائزة ماليزيا، قبل ان يفوز الالماني نيكو روزبرغ سائق مرسيدس بسباق جائزة الصين الكبرى الاسبوع الماضي على حلبة شنغهاي.
الفوز كان الاول للسائق الالماني في مسيرته حتى الان والتي شهدت 111 سباقا.
لم يحقق فيتل المستوى المطلوب حتى الان خصوصا انه هيمن تماما على مجريات الموسم الماضي حيث فاز في 11 سباقا من اصل 19 وانطلق من المركز الاول 15 مرة، فاكتفى في بداية الموسم الحالي بالمركز الثاني في استراليا، ثم فشل في الحصول على اي نقطة في ماليزيا (حل في المركز الحادي عشر)، والمركز الخامس في شنغهاي، لا بل وصل به الامر الى ان يكون سعيدا باحتلاله المركز الخامس.
يتصدر البريطاني لويس هاميلتون (ماكلارين مرسيدس) ترتيب بطولة العالم حاليا برصيد 45 نقطة، بفارق نقطتين فقط عن زميله باتون، ويأتي الونسو ثالثا وله 37 نقطة، مقابل 36 للاسترالي مارك ويبر (ريد بول رينو) و28 نقطة لفيتل.