رياضة

يايا توريه...الإستثمار الذي لا تقدر قيمته بالجنيهات وحسب!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قطف مانشستر سيتي الانكليزي ثمار الاستثمار الذي قام به في تموز/يوليو عندما قرر انفاق حوالي 30 مليون يورو من اجل اقناع برشلونة الاسباني بالتخلي عن خدمات لاعب وسطه العاجي يايا توريه.

اعتبر الجميع ان مالك ال"سيتيزينس" الشيخ الاماراتي منصور بن زايد آل نهيان بالغ عندما قرر ان يدفع هذا المبلغ من المال لضم اللاعب العاجي ومنحه حوالي 250 الف جنيه كراتب اسبوعي، ما جعله احد اغلى اللاعبين في العالم.

لكن هذا الاستثمار لم يذهب هدرا على الاطلاق لان توريه تمكن امس الاحد من منح سيتي ما لا يقدر بثمن، على اقله بنظر جماهير ال"سيتيزينس"، بعد ان وضع فريق المدرب الايطالي روبرتو مانشيني على عتبة منصة التتويج والفوز باللقب الدوري الانكليزي الممتاز للمرة الاولى منذ 44 بتسجيله هدفين غاليين جدا في مرمى نيوكاسل يونايتد (2-صفر) في المرحلة السابعة والثلاثين قبل الاخيرة.

وكان نيوكاسل يقف حائلا بين سيتي ومجد طال انتظاره بالنسبة لمشجعي الفريق الازرق الذين يحلمون باحراز لقب الدوري للمرة الاولى منذ 1968، لانه العقبة الصعبة الاخيرة في وجهه كون فريق مانشيني يواجه كوينز بارك رينجرز المتواضع على ارضه في المرحلة الاخيرة.

وتمكن سيتي من تخطي هذا الاختبار المصيري بفضل توريه ليرفع رصيده الى 86 نقطة في الصدارة بنفس عدد النقاط لكن بفارق 8 اهداف عن جاره اللدود مانشستر يونايتد حامل اللقب الذي تمكن من تخطي ضيفه سوانسي سيتي بهدفين نظيفين ايضا.

واصبحت الطريق ممهدة امام سيتي بفضل توريه للفوز باللقب للمرة الاولى منذ 44 عاما والثالثة في تاريخه لانه يتعين على جاره يونايتد تعويض فارق 8 اهداف في مباراته الاخيرة امام مضيفه سندرلاند لكي يحسم اللقب لمصلحته للمرة الثانية على التوالي والعشرين في تاريخه.

ولم تكن مهمة فريق مانشيني الذي ازاح يونايتد عن الصدارة بالفوز عليه 1-صفر في المرحلة السابقة على "استاد الاتحاد"، سهلة على الاطلاق في مواجهة نيوكاسل الذي صمد على ارضه حتى قرر المدرب الايطالي اخراج الفرنسي سمير نصري في الدقيقة 62 وادخال الهولندي نايجل دي يونغ لكي يتولى الاخير المهام الدفاعية في خط الوسط والسماح لتوريه بان يتقدم بشكل اكبر نحو المرمى.

وكان مانشيني مصيبا بقراره اذ جاء الفرج لفريقه في الدقيقة 70 عبر توريه الذي وصلته الكرة خارج المنطقة الجزاء بتمريرة من الارجنتيني سيرخيو اغويرو فسددها بحنكة في الزاوية اليسرى لمرمى الحارس الهولندي تيم كرول، ثم وجه الضربة القاضية لنيوكاسل في الدقيقة 89 عندما وصلته الكرة على الجهة اليسرى لمنطقة اصحاب الارض بعد تمريرة من الفرنسي غايل كليشي اثر هجمة مرتدة سريعة فسددها على يمين كرول، ليسجل هدفه السادس هذا الموسم ويؤكد حصول فريقه على ثلاث نقاط "ذهبية".

"يوم السبت، قال لنا خلال التمارين ان دوره قد حان من اجل يلمع. كان يؤمن بهذا الامر، وعندما تسمع هذا النوع من الامور يصدر عن لسان هذا النوع من اللاعبين، فتبدأ تصديق ما يقوله ايضا"، هذا ما قاله مدافع سيتي جوليون ليسكوت لصحيفة "مانشستر ايفنينغ نيوز" عن زميله العاجي.

وليسكوت ليس الشخص الوحيد الذي يؤمن بقدرات توريه بل ان مانشيني يعتبر اللاعب العاجي من الركائز الاساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها، والدليل الابزر على ذلك هو ان العاجي بين اللاعبين الخمسة الاكثر مشاركة مع الفريق هذا الموسم رغم اضطراره للابتعاد عنه لمدة شهر بسبب مشاركته مع منتخب بلاده في كأس امم افريقيا اوائل العام الحالي.

وقبل المباراة استعدى مانشيني لاعبه العاجي ليتحدث اليه جانبا. "قال لي ان علي الارتقاء الى مستوى الحدث. لطالما اعتقدت اني جئت الى هذا النادي من اجل كتابة التاريخ"، هذا ما قاله توريه، الحائز على جائزة افضل لاعب افريقي لعام 2011، بعد الفوز المصيري على نيوكاسل.

بدأ توريه تدوين اسمه في تاريخ النادي الازرق منذ الموسم الماضي بتسجيله هدفين حاسمين في نصف نهائي الكأس المحلية ضد مانشستر يونايتد ثم في النهائي ضد ستوك سيتي، ليمنح فريقه لقبه الاول منذ 25 عاما.

بالنسبة لتوريه الذي يحتفل بميلاده التاسع والعشرين في 13 الشهر الحالي، ما يحققه في سيتي يشكل امتدادا لما بدأه مع برشلونة، الفريق الذي توج معه بلقب الدوري الاسباني مرتين وبالقاب كأس اسبانيا وكأس العالم للاندية وكأس السوبر الاوروبية وكأس السوبر الاسبانية مرة واحدة اضافة الى لقب بطل دوري مسابقة دوري ابطال اوروبا الذي توج به عام 2009 على حساب مانشستر يونايتد الذي اصبح الخصم المفضل لدى اللاعب العاجي.

من المؤكد ان توريه قطع شوطا كبيرا في مسيرته الاحترافية منذ وصفه المدرب الفرنسي لارسنال الانكليزي ارسين فينغر ب"اللاعب المتوسط" قبل تسعة اعوام، ليصبح اليوم أفضل لاعب في القارة السمراء واحد افضل لاعبي الوسط في العالم والقلب النابض لفريقه مانشستر سيتي ومنتخب بلاده.

"يحيى توريه لعب معنا مباراة اعدادية قبل موسم 2003 كمهاجم ثان وكان مستواه متوسطا" هذا ما قاله فينغر لصحيفة "دايلي تيلغراف" اللندنية. بيد ان اللاعب المتوسط أصبح نجما ساطعا في سماء مانشستر سيتي ومن قبل برشلونة.

وكان توريه خاض تجربة مع ارسنال عام 2003 عندما كان عمره 20 عاما فقط وعندما كان شقيقه الاكبر كولو توريه في صفوف الفريق، بيد ان فينغر لم يعرف اين يوظفه فاشركه كمهاجم ثان في التشكيلة دون ان ينبهر بمؤهلاته، كما ان مشكلة اخرى واجهت الفريق اللندني هي انه كان يتعين عليه الانتظار مدة طويلة حتى يحصل توريه، الذي كان يلعب وقتها مع بيفرين البلجيكي، على جواز سفر اوروبي او تصريح عمل في انكلترا، فانتقل بعدها الى ميتالورغ دانييتسك الاوكراني ثم اولمبياكوس اليوناني وموناكو الفرنسي قبل ان يحل في "كامب نو" عام 2007 ليبدأ حينها مرحلة استغلال القوة (191 سنتم و90 كلغ) والفنيات التي يتمتع بها.

ولعل ما قاله لاعب ليفربول وتوتنهام السابق جايمي ريدناب عن توريه يلخص قيمة هذا اللاعب: "معه فانت تحصل على لاعبين في لاعب واحد"، هذا ما قاله لصحيفة "دايلي مايل"، معتبرا بان لاعب برشلونة السابق يستحق هذا الموسم جائزة افضل لاعب في انكلترا اكثر من مهاجم ارسنال الدولي الهولندي روبن فان بيرسي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف