فضية أبو القاسم .. والسير عكس التوقعات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قبل بداية دورة الألعاب الأولمبية الثلاثين (لندن 2012) المقامة حالياً في عاصمة الضباب ، لم يتوقع كثيرون أن تكون بداية طريق مصر نحو جدول الميداليات عن طريق منافسات المبارزة، خاصة وأن تاريخ مصر والبعثات العربية جميعاً في دورات الألعاب الأولمبية لم يشهد أي ميدالية في اللعبة.
ومن بين أكثر من 80 ميدالية متنوعة أحرزتها البعثات العربية على مدار مشاركاتها الأولمبية كانت السيادة للمصارعة ورفع الأثقال وألعاب القوى وخاصة سباقات المسافات الطويلة.
لكن المبارزة ، ورغم وجود نجوم بارزين وأبطال سابقين لمصر في الماضي ، ظلت بعيدة عن انتصارات البعثة المصرية في الدورات الأولمبية.
وفي ظل اتجاه معظم الترشيحات دائما في البعثات المصرية الأولمبية نحو المصارعة ورفع الأثقال والملاكمة، كان فوز اللاعب علاء الدين أبو القاسم بالميدالية الفضية لمسابقة سلاح السيف (فويل) مساء أمس الثلاثاء من المفاجآت التي اعتادت البعثات المصرية تحقيقها.
وأكدت هذه الفضية أن البعثات المصرية الأولمبية تسبح دائما عكس التوقعات، خاصة في الدورات الأخيرة.
ورغم الترتيب العالمي الجيد لأبو القاسم حيث يحتل المركز الثامن عالميا ، لم يكن اللاعب مرشحا بقوة لميدالية في هذه المسابقة وإنما كانت معظم الأنظار تتجه نحو رياضة الجودو، وربما ذهب البعض إلى رياضة الخماسي الحديث الذي لم تبدأ منافساته بعد.
والمؤكد أن التوقعات بشأن احراز ميدالية في الجودو كانت للبرونزية التي فاز بها اللاعب هشام مصباح في أولمبياد بكين 2008 ولكنه سقط اليوم في دور ال32 للمسابقة وخرج مبكرا من رحلة الدفاع عن لقبه الأولمبي.
وأعاد سقوط مصباح وفضية أبو القاسم إلى الأذهان ذكريات أولمبياد بكين عندما خاضت البعثة المصرية فعاليات الدورة بآمال عريضة على المصارع كرم جابر ونجمة الخماسي الحديث آية مدني، فسقط الاثنان وفاز مصباح ببرونزية لم تكن متوقعة بشدة خاصة عن طريق مصباح حيث كانت الترشيحات في الجودو لصالح زملاء آخرين.
والحقيقة أن كرم جابر نفسه فاز بذهبية المصارعة في أولمبياد أثينا كما أحرزت مصر أربع ميداليات أخرى في هذه الدورة على عكس التوقعات التي لم تكن ترشح أحدا للفوز بميداليات.
ولكن جابر وزملاؤه نجحوا في حصد خمس ميداليات كانت هي الأولى لمصر في الدورات الأولمبية منذ فوز بطل الجودو السابق محمد رشوان بفضية في أولمبياد لوس انجليس 1988 .
وعن مدى توقعه الحصول على هذه الميدالية قبل القدوم إلى لندن ، قال أبو القاسم إن الفوز بميدالية أولمبية "يمثل حلما لكل رياضي ولا يمكن ألا يفكر فيه ويعمل جاهدا من أجله".
وأعرب أبو القاسم عن أمله في أن تكون هذه الميدالية بداية لتعريف الناس بشكل أكبر برياضة المبارزة ودفعهم إلى ممارستها بشكل أكبر خاصة وأنها الميدالية الأولمبية الأولى لأفريقيا والعالم العربي في رياضة المبارزة.
واعترف اللواء أحمد الفولي رئيس البعثة المصرية المشاركة في أولمبياد لندن بأن هذه الميدالية لم تكن متوقعة قبل بداية فعاليات الدورة الأولمبية "رغم الثقة في قدرات أبو القاسم وموهبته".
وأضاف الفولي أنه لا يمكن القول بأن البعثة لم تكن تنتظر هذه الميدالية "لأن جميع الرياضيين يشاركون على أمل المنافسة على الميداليات ولكن المؤكد أن أحدا من خارج البعثة لم يكن يتوقع فوز أبو القاسم بهذه الميدالية التي فجر بها مفاجأة رائعة وأحرز بها تتويجا يستحقه بفضل مستواه الرائع رياضيا وسلوكيا".
لذلك ، كانت الميدالية مفاجأة من ناحية وتأكيدا من ناحية أخرى على أن البعثات المصرية تسبح دائما ضد تيار التوقعات في الدورات الأولمبية.