أولمبياد لندن يتمرد على حظر ممارسة الجنس

أولمبياد لندن يثير جدلاً حول ممارسة الجنس أثناء المنافسات

أثار القائمون على اولمبياد لندن 2012 إشكالية ممارسة اللاعبين للجنس خلال الفعاليات، ففي حين تحذر الوصايا الكلاسيكية من ممارسة الهوى خلال المنافسات، وزعت اللجان القائمة على الاولمبياد 150 الف واق ذكري على المشاركين، إذ تشير نتائج الابحاث الى ان الجنس لا يؤثرفي الاداء الرياضي بل يقوّيه.

تضاربت الرؤى ووجهات النظر بين القائمين على اولمبياد لندن لعام 2012 حول السماح للاعبين بإقامة علاقات الهوى خلال فعاليات المنافسة، ففي حين تؤكد الوصايا الكلاسيكية ضرورة الامتناع عن ممارسة الجنس، اعتماداً على وقائع لعدد من كبار الرياضيين على مستوى العالم، ترى العديد من الأبحاث الطبية ان العلاقات العاطفية الخاصة، لا تؤثر بشكل او بآخر في الأداء الرياضي، وإنما على العكس من ذلك قد يكون لها بالغ الاثر في رفع مستوى اللاعبين، بحسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت احرونوت العبرية.

حظر علاقات الهوى خلال الدورات الرياضية

وتشير المعلومات الواردة في هذا الصدد، الى ان اليونانيين في العالم القديم، كانوا على يقين بضرورة منع المتنافسين من اقامة علاقات الهوى خلال الدورات الرياضية، غير ان الرياضيين والعلماء يختلفون مع الوصايا اليونانية القديمة، فرغم ان المدربين والقائمين على تنظيم الدورات الرياضية، احترموا المبادئ اليونانية وخلعوا عليها قدسية خاصة جداً، حينما منعوا اقتراب الرجل من المرأة والعكس حال المنافسة، الا أن الوضع اختلف عن سابقه في اوليمبياد لندن 2012، إذ وزعت اللجان القائمة على المباريات الرياضية في الاولمبياد ما يقرب من 150 الف واق ذكري على 10.500 متنافس في الاولمبياد.

وفي حين لا تشغل قضية ممارسة علاقات الحب في اولمبياد لندن 2012، لم تخل تصريحات الجهات المسؤولة من تلميحات اليها بشكل غير مباشر، وكان من بينها تصريحات رئيس بلدية لندن "بوريس غونسون"، الذي اعرب عن امله في ان تكون اولمبياد 2012 فخراً للأجيال الرياضية، وان يقتصر نشاط المتنافسين فيه على الرياضة وفقط.

على صعيد ذي صلة حصل الوفد الاسترالي المشارك في الاولمبياد على عناوين عريضة في وسائل الاعلام البريطانية حول تلك القضية، عندما قررت اللجنة القائمة على الوفد المشارك، منع الزوجين الاستراليين المتنافسين في رياضة "الرمي بالسلاح" "راسل مارك"، و"لورين مارك" من الاقامة في غرفة واحدة بالقرية الاولمبية، وقالت اللجنة في حيثيات قرارها، إن اقامة الزوجين في غرفة واحدة، سيزعج رياضيين آخرين مشاركين في المنافسة، إلا ان مارك الحاصل على الميدالية الذهبية، وشارك في ست دورات رياضية عالمية في السابق، اكد انه سيتجاهل القرار، وسيهرب للقاء زوجته ليلاً.

على النقيض من هذا الموقف، رصدت مجلة "كي" الايطالية موقفاً مخالفاً للعداءة الايطالية الشهيرة "فيدريكا بلغريني"، التي اتهمت زوجها السباح "فليفو مييني" بالجنون، حينما اعلن انه سيقاطع ممارسة الهوى معها خلال فعاليات الاولمبياد، وقالت المجلة الايطالية ان "بلغريني" البالغة من العمر 23 عاماً، كانت حصلت على الميدالية الذهبية في اوليمبياد بكين.

علاقة خاصة بين الجنس والأداء الرياضي

جونسون رئيس بلدية لندن

وتشير معلومات نقلتها صحيفة يديعوت احرونوت الى ان الملاكم العالمي الشهير "محمد علي كلاي"، كان امتنع عن ممارسة الهوى لمدة ستة اسابيع كاملة، قبل منافسته امام احد الابطال البارزين في اللعبة، كما اعترف المدرب البريطاني "غلان هوديل" انه منع لاعبي المنتخب من ممارسة العلاقات العاطفية الخاصة خلال مونديال 1998، ونقلت الصحيفة العبرية عن العداء الاميركي "مارتي ليكري" قوله: "ممارسة الهوى تضفي سعادة على المتنافسين في الالعاب الرياضية، وتساعد على تحقيق نتائج متميزة، اما غير السعداء، فلا يستطيعون العدو ميلاً كاملاً في 3 دقائق و47 ثانية".

في الوقت عينه، يرى خبراء بحسب الصحيفة العبرية ان اشكالية الامتناع عن ممارسة الجنس قبل المنافسة الرياضية لم يأخذ حقه في البحث العلمي، إذ تقتصر الابحاث على تأثير الجنسفي الرياضي من الناحية الفسيولوجية، ولم تشر الابحاث من قريب او بعيد الى ان الجنس يؤثر سلباًفي الكفاءة او الاداء الرياضي، وأضاف الخبراء: "عندما نقوم بفحص اشخاص في المعمل، تتركز عملية الفحص على الاداء العملي، غير أن الناحية الفسيولوجية لها دور كبير في الحكم على الاداء الرياضي بعد ممارسة الهوى".

ويقول "ايان شريير" البروفيسور في شعبة صحة الأسرة في جامعة "مكغيل" الكندية: "من يرى ان هناك تأثيرًا من الجنس على الاداء الرياضي، ينحصر كلامهم على تأثير الجنسفي التركيز او ما قد يؤدي اليه من توتر، ولكن لا توجد هناك ابحاث تؤكد تلك الاحتمالات".

الى ذلك، اتضح من استطلاع الابحاث التي اجريت حول هذه القضية وما نشر منه في دورية Clinical Journal of Sport Medicine الرياضية، ان ممارسة الجنس في الليلة التي سبقت المنافسات الرياضية لا تؤثر بشكل او بآخرفي المستوى وتحقيق النتائج المتميزة، وجاء في احدى التجارب المنشورة في الدورية الرياضية، انه تبين بعد فحص 14 رياضيا قاموا بممارسة الهوى قبل المنافسات الرياضية، انهم لم يختلفوا في ادائهم الرياضي عن اولئك الرياضيين المتزوجين ومارسوا الجنس قبل المنافسة ذاتها، فلا تأثير في العضلات او الاداء الرياضي بشكل عام، كما اتضح من خلال بحث آخر أجرته جامعة "كولورادو"، اذ شملت التجربة عينها عدداً كبيراً من الرجال المتزوجين تتراوح اعمارهم ما بين 18 الى 45 عاماً، وأوضحت التجربة انه لا توجد اية اثار سلبية لممارسة الهوى على الرياضيين، هذا بالإضافة الى تجربة اخرى جرت عام 1995، وأكدت النتائج المستخلصة منها ان ممارسة الهوى قبل المنافسة الرياضية بـ 12 ساعة لم تؤثر في القوى العضلية للرياضي، كما انها لم تؤثرفيمعدل ضغط الدم.