رياضة

القطري معتز برشم يريد التحليق عالياً في لندن

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

باستثناء بعض الأصدقاء والاقارب لم يكن أحد يعلم من هو ذلك الشاب النحيف الذي شارك في بطولة العالم لألعاب القوى داخل قاعة عام 2010 في الدوحة وهو في الثامنة عشرة من عمره.

لم يكن القطري معتز عيسى برشم معروفا في اختصاص الوثب العالي الذي ضم ابطالا اولمبيين وعالميين امثال ايفان اوخوف وياروسلاف ريباكوف وجيسي وليامس وكيرياكوس يوانو وياروسلاف بابا ودونالد توماس.

تمكن برشم من اجتياز ارتفاع 23ر2 م من دون ان ينجح في بلوغ الدور النهائي الذي يضم افضل ثمانية رياضيين في هذا الاختصاص، لكن مجرد المشاركة الى جانب هؤلاء الابطال جعلت برشم يبني شخصية قوية والكثير من الخبرة من خلال الاحتكاك على اعلى المستويات.

لكن وبعد مرور سنتين على تلك المشاركة، فان برشم لم يعد مغمورا على الاطلاق، لا بل انه اصبح احد المرشحين لتطويق عنقه بالذهب الاولمبي في دورة الالعاب الاولمبية الصيفية في لندن بعد ان سجل افضل رقم منذ مطلع العام الحالي.

ولطالما اعتمدت قطر على ظاهرة التجنيس لجني الميداليات في الالعاب الاولمبية او بطولات العالم، شأنها في ذلك شان العديد من الدول المتقدمة حتى في هذا المجال، لكنها اصبحت الان على مشارف تخريج اول بطل اولمبي ذهبي من خلال استثمارها في اكاديمية التفوق الرياضية التي تتخذ من الدوحة مقرا لها والتي انشأت عام 2005 لهذا الهدف بالذات.

ويقول ايفان برافو المدير الرياضي في الاكاديمية التي تعتبر اكبر قبة رياضية مقفلة في العالم وحيث لا يكتفي الرياضيين المنتسبين اليها في مزاولة التدريب باشراف افضل المدربين بل يتابعون ايضا تحصيلهم العلمي فيها "اذا نجحنا في تخريج بطل اولمبي او عالمي واحد كل خمس سنوات نكون قد نجحنا في تحقيق الهدف".

لقد انفقت قطر الملايين من الدولارات لتدوين اسمها في السجلات الاولمبية لكنها الان تستطيع الافتخار بان احد سكانها الاصليين يملك من الموهبة ما يؤهله لمقارعة كبار اختصاصه.

احب الرياضة منذ نعومة اظافره وساعده في ذلك بان والده كان عداء للمسافات المتوسطة ويقول في هذا الصدد "لقد رافقته الى الملاعب منذ ان كنت صغيرا".

يشرف على تدريب معتز المدرب البولندي الاصل السويدي الجنسية ستانيسلاف تشيتشيربا وهو ملهمه لانه لا يضع حدودا له ودائما ما يحفزه على البذل المزيد من الجهد لكي يبقى في القمة. ويقول المدرب "قبل معتز اشرفت على رياضي في الوثب العالي كان افضل منه بكثير. ثم عملت لدى الاتحاد القطري لالعاب القوى الذي اوكلني الاهتمام بمعتز".

واضاف "لم يكن معتز اي شيء، كان مثل الحجر! لم يكن احد يتوقع ان يصبح لاعبا جيدا في الوثب العالي. واتذكر جيدا بانه خلال الحصة التدريبية الاولى لي معه لم يتمكن من تخطي حاجز المترين. واجهت اوقاتا صعبة فعلا لكنني احببت هذا الشاب الطموح وتحسن مستواه بسرعة بعد الحصة التدريبية الثانية. اما الان فقد اصبح ماسة!".

وتابع "في البداية لم يكن الامر سهلا، ففي الرياضية عندما تسدي النصائح الخاطئة للرياضيين، فان سلوكهم يصبح سيئا. قبل ان اشرف على معتز لم يكن منتظما في التدريب وقد تكلمت معه في هذا الامر، فهدفي من العمل مع احد ارياضيين هو دائما تحقيق النتائج وليس المرح".

اصبحت تلك الايام من الماضي وباتت العلاقة بين المدرب وتلميذه جيدة بعد ان ادرك معتز بان الوصول الى القمة يتطلب تضحيات كبيرة، لان الموهبة وحدها لا تكفي اذا ما صقلت كما يجب. ويصف معتز علاقته بالمدرب بالحميمة ويقول "انه بمثابة والدي، كنت ضائعا وقد اهداني على الطريق الصحيح".

وغالبا ما يلجأ المدربون الى بعض الاساليب لتحفيز الرياضيين لكن تشيتشيربا يقول بانه مختلف عن الاخرين بقوله "كلا، انا افضل التكلم معه مباشرة وبلا مواربة، يتعين عليه ان يدرك ماذا يقوم به وما هي اهدافه".

وعن هذه الاهداف يقول معتز "دائما ما اضع الاهداف واحاول تحقيقها، في عام 2010 قلت بانني اريد تخطي ارتفاع 35ر2 في العام التالي وقد نجحت في ذلك وانا الان حامل الرقم القياسي العربي، هدفي المقبل الرقم القياسي الاسيوي وقدره 39ر2 وسجله زهو جيانهوا وبالطبع الحصول على ميدالية من اي معدن كانت في الالعاب الاولمبية في لندن".

يذكر ان برشم سجل افضل رقم عالمي هذه السنة في هذا الاختصاص داخل قاعة ومقداره 37ر2 م.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف