مشاركة مصر في الأولمبياد بين الإهتمام الرسمي والتجاهل الشعبي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كرم جابر أحرز فضية في المصارعة الرومانية
جاءت المشاركة المصرية في منافسات دورة الألعاب الأولمبية التي انتهت فعالياتها في العاصمة البريطانية، لندن، قبل أيام قليلة، مخيبةً لآمال كثيرين ممن كانوا يتوقعون لها أداءً أفضل، خاصة وأن التمثيل هذه المرة كان الأكبر على مدار التاريخ. كما أنها جاءت لتفتح ملف الدعم المالي الذي تتكبده الدولة للإنفاق على بعض الألعاب والرياضات غير المجدية بالمرة في ما يتعلق بالمنافسة على البطولات والألقاب.
البعثة المصرية، ورغم ضخامة عددها، حاولت قدر الإمكان الظهور بشكل مشرف، لكن التوفيق لم يحالفها. ومع انتهاء آخر أيام المنافسات، احتلت مصر المركز الـ 58 في الترتيب العام للدول الحاصلة على ميداليات في تلك الدورة الأولمبية، التي شارك فيها أكثر من 10000 رياضي من أكثر من 200 دولة منتشرة في كافة بقاع الأرض.
وقد حصلت مصر على هذا الترتيب بعد حصولها على ميداليتين فضيتين، أولهما لعلاء أبو القاسم ( في سلاح الشيش ) والبطل العالمي كرم جابر ( في المصارعة الرومانية ).
وعربياً، نجحت مصر في إحراز المركز الثالث بعد كل من تونس ( 3 ميداليات مختلفة الألوان ) والجزائر ( ميدالية ذهبية )، أما أفريقياً، فقد احتلت المركز السابع، بعد دول جنوب أفريقيا وإثيوبيا وكينيا وتونس والجزائر وأوغندا على الترتيب.
لكنه، وبعيداً عن الأجواء التنافسية وحسابات المكسب والخسارة، فقد كانت البعثة المصرية على موعد مع سلسلة من الأخطاء الكارثية التي ترقى بالفعل لحد وصفها بـ "الفضائح"، والتي كانت بدايتها مع قصة الملابس "المضروبة" التي فجرتها لاعبة السباحة التوقيعية يمنى خلاف من خلال تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ثم واقعة اصطحاب أحد إداريي منتخب القدم الأولمبي للشيشة داخل غرفة الفندق الذي تقيم فيه البعثة المصرية، وأخيراً تخلف لاعبي المصارعة عبده عمر وصالح عمارة عن موعد المنافسات الخاصة بهما، حيث اعتبرا منسحبين، بعد أن كانا يظنان أن الموعد هو الواحدة ظهراً وليس العاشرة صباحاً !
على المستوى الرسمي، بدأت تلوح في الأفق بعض الملامح الدالة على أنثمة تغييراً في التعامل الرسمي مع الإخفاقات، والحديث هذه المرة عن الإخفاق الأولمبي، خاصة بعد أن نشرت صحيفة "المصري اليوم" خبراً أشارت فيه إلى أن الرئيس محمد مرسي قد طلب بصورة شخصية تقريراً عن الأسباب التي أدت لذلك الإخفاق.
كما طالب وزير الرياضة الجديد، العامري فاروق، بإجراء تحقيق موسع من قبل مسؤولي البعثة المصرية، والتحقيق كذلك في فضيحة تخلف لاعبي المصارعة عن الموعد المحدد لمبارياتهما بسبب خطأ إداري، ما أعطى صورة سيئة للغاية عن مصر.
أحمد الفولي رئيس بعثة مصر في لندن
أما اللواء أحمد الفولي، الذي كان رئيساً للبعثة في لندن، فقد أثنى من ناحية على النتائج التي تحققت، لكنه أوضح من ناحية أخرى أن من أهم الأسباب التي قادت للفشل في تحقيق نتائج أفضل، اشتعال الخلافات والصراعات داخل معظم الاتحادات الرياضية وتفرغ المسؤولين لتحقيق المصالح الشخصية ونقص الإعداد المناسب للبطولة.
كما عبر الفولي عن حزنه نتيجة لفقدان ميداليات كان في متناول البعثة الفوز بها، خاصة في لعبة الجودو بعد خروج أبطالها من الأدوار الأولى للدورة في مفاجأة غير متوقعة. بينما أشارت منى عبد الكريم، نائبة رئيس البعثة المصرية، إلى أن الظروف الصعبة التي تعرضت لها الرياضة المصرية عقب ثورة الـ 25 من كانون الثاني/ يناير عام 2011، وكذلك مجزرة بورسعيد قد ألقت بظلالها على المستوى بالأولمبياد.
في غضون ذلك، أفادت أنباء بأن مجلس إدارة اللجنة الأولمبية المصرية، برئاسة اللواء محمود أحمد علي، سيعقد مؤتمراً صحافياً يوم الخميس المقبل لشرح تفاصيل رحلة البعثة المصرية التي شاركت في دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012 .
أما على المستوى الشعبي، فقد رصدت "إيلاف" حقيقة تراجع الاهتمام من جانب كثيرين بتلك المشاركة المصرية في الأولمبياد، وذلك لأسباب عدةمنها الانشغال في "لقمة العيش" التي باتت أكثر صعوبة، على حد قول معظم من قابلتهم "إيلاف"، في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية غير المستقرة التي مازالت تواجهها مصر حتى الآن، ونتيجة أيضاً لظروف التعبد في شهر رمضان، التي تأخذ من الوقت الكثير، إلى جانب استمرار فقدان كثيرين لشهية متابعة الرياضة بشكل عام بعد الأحداث المؤسفة التي وقعت قبل أشهر عدةفي إستاد بورسعيد وراح ضحيتها 74 قتيلاً.
لكن البعض أعرب عن رضاه بالمستوى الذي قدمته البعثة، خاصة في ظل تحسن أداء بعض اللاعبين، وتحقيقهم نتائج أفضل من التي حققوها في دورة بكين، وإن أعربوا عنمفاجأتهم بنجاح أبو القاسم وكرم جابر في حصد الميدالية الفضية، لأنها لم تكن متوقعة.