لوبرون جيمس عنكبوت دوري المحترفين وشمسه الساطعة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ودع لوبرون جيمس سنة 2012 محتفلا بعيد ميلاده ال28 (30 كانون الاول/ديسمبر)، ومتوجا بمجد استثنائي. فنجم فريق ميامي هيت حقق "غران شيليم" لم يسبقه اليها الا "اسطورة شيكاغو بولز" مايكل جوردان عام 1992.
فاز جيمس بلقبي افضل لاعب خلال الموسم وافضل لاعب في النهائي فضلا عن لقب دوري الاميركي للمحترفين بكرة السلة والميدالية الذهبية مع المنتخب الاميركي في دورة لندن الاولمبية.
احرز جيمس (03ر2م - 115 كلغ عضلات) لقب افضل لاعب في الموسم للمرة الثالثة، معادلا انجاز لاري بيرد وماجيك جونسون وموزس مالون. وفاز بلقب الدوري للمرة الاولى مسجلا "تربل دبل" قوامه 26 نقطة و11 متابعة و13 تمريرة حاسمة.
وبين التكريس الاول في 12 ايار/مايو الماضي (افضل لاعب في الدوري) والثاني في 22 حزيران/يونيو عندما حصد لقب الدوري نحو 40 يوما. ثم احتفظ مع زملائه في "منتخب الحلم" باللقب الاولمبي في لندن (12 آب/ اغسطس) على حساب المنتخب الاسباني مجددا (107-100). وسبق ان لقب بـ "جيمس لوبرونز" نظرا لحصوله على البرونزية في دورة اثينا 2004 ثم بطولة العالم في اليابان عام 2006، قبل التفوق في بكين عام 2008.
وبعد الفوز الاولمبي الثاني في لندن، انتجت "او اس بي اي" و"مارفيل" سلسلة قصص مصورة عن انجازات لوبرون جيمس تحت عنوان " ملك الحلبة".
وجيمس جناح ميامي هيت "بطل سوبر" كما يطلق عليه، استحق بنظر الخبراء لقب "افضل لاعب كرة سلة في العالم" بعد منح هذا الاختيار قبل 20 عاما الى مواطنه جوردان. هو صاحب معدل 1ر27 نقطة و9ر7 متابعة و2ر6 تمريرة حاسمة، امضى 262 دقيقة و9 ثواني هذا الموسم من دون ان يرتكب اي خطأ، وهذا نادر الحدوث، ما يفسر "انه لاعب استثنائي او ان الحكام يحمونه" بحسب مراقبين.
في المقابل، يتفادى جيمس "الدنك" (كبس السلة) والحركات الاستعراضية خشية الاصابة بعد تقدمه في السن كما يدعي!
وببساطة، علق جيمس على تحقيقه "الغران شيليم" انه يستحيل ان "احقق افضل من ذلك في موسم متكامل". وقد انتظر المولود في اكرون (اوهايو) 9 سنوات ليحرز لقب الدوري، بعدما دخل معترك المحترفين في سن الثامنة عشرة، متخطيا المرحلة الجامعية اذ بدا متفوقا خلال دراسته في ثانوية ليسيه سان فنسان - سانت ماري، ويومها عنونت مجلة "سبورت ايلوستريتد" تحقيقا عنه بكلمة "المختار".
تسع سنوات كبر خلالها جيمس واكتشف موهبته الرياضية الكبيرة عبر تجربة مزاولته كرة القدم الاميركية. ومنذ سن السادسة عشرة تنقل مع والدته بين مدن كثيرة بعدما هجرها والده، ووجد راحته وسلامه الداخلي مع الكرة البرتقالية.
ويذكر دور جويس مدرب جيمس في الثانوية، ان الفتى الواعد كان يملك طاقات بدنية غير متوافرة عند لاعبين في دوري المحترفين. حمل لقب افضل لاعب لموسم 2009 و2010، وخسر نهائي المحترفين امام سان انطونيو سبيرز (صفر-4) عام 2007 وامام دالاس مافريكس ونجمه الالماني ديريك نوفوتسكي عام 2011 (2-4)، فتلقى انتقادات كثيرة "لانه لم يكن حاضرا في الاوقات الحاسمة".
ويعلق جيمس ان تلك الخسارة "كانت افضل ما تلقيته. فقد جعلتني متواضعا وايقنت انه لكي ابلغ القمة علي ان اكون انا ذاتي".
امضى جيمس في كليفلاند كافالييرز سبعة مواسم ثم انتقل الى فلوريدا، غير ان خياراته لم تلق قبولا عند ابناء منطقته، فاحرقوا قميصه احتجاجا، حتى ان جوردان انتقده "لانه فضل الارتباط بنجوم ليصبح بطلا"!
يقول ديفيد فيزدال مساعد مدرب ميامي هيت، ان جيمس هو "شمس الفريق في اي مكان تحرك مدافعا في الخلف او لاعب محور في الداخل. يسيطر دائما والجميع يدورون حوله".
ويصفه الصحافي المتخصص لي جينكنز بـ"الوزن الثقيل في محرك فيراري". اما مايك كريسوسكي مدرب المنتخب الاميركي الاولمبي، فيعتبره لاعبا فريدا بلغ مستوى لا يجارى.
"الغران شيليم التي حصدها جيمس" لا تتحقق الا مرة في كل جيل، بحسب جواد ويليامس زميله السابق في كافالييرز (2009 - 2010). ويضيف: "لقد نضج جدا، انعم الله عليه ببركته. شخص منظم جدا ويتقن عمله ودوره في الملعب وخارجه. اقترن بحبه وام ولديه التي عرفها منذ مرحلة الثانوية، ما وفر له الاستقرار والسكينة في حياته عموما".
في المقابل، يبدو جيمس حريصا على "هذه النعمة"، مؤكدا عزمه على استثمارها بافضل طريقة "لاسعاد الجميع وهم ينتظرون مني تحقيق اكثر من ذلك". وهو بالطبع امام مسؤولية كبيرة، فـ"الرجل العنكبوت" كما وصف يوما تخطى اخفاقاته كلها، وها هو ينسج بخيوط الدوري حقبة تألقه المنتظر ان تدوم طويلا.