رياضة

تقديم مرشح عربي ثالث للإنتخابات الآسيوية.. ترميم صفوف أو انقسام ؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بدأتالأوساطالرسمية والإعلاميةفي الخليج خلالالأسابيعالقليلةالأخيرةتتداول خبراً مفاده وجود نية بعض البلدان الخليجية خاصة السعودية والكويت وربماالأردنلتقديم مرشح عربي ثالث للمنافسة على رئاسة الاتحادالأسيويخلال عموميته الانتخابيةالـ16التي ستقام شهر مايو المقبل، لينافس المرشحين الذين أعلنواعن رغبتهم في خلافة القطري محمد بن همام المعزول قبل انقضاء ولايته،وهمرئيس الاتحاد الإماراتييوسف السركالالمحسوب على بن همام ،ورئيس الإتحادالبحرينيسلمان بنإبراهيمالغريم اللدود لأبن همام ،و القائمبأعمالالرئيسحالياًالصينيجانغ جيلونغ.

ديدا ميلود - إيلاف : ورغم تزامن إعلان الخبر مع انطلاق فعاليات بطولة الخليج في نسختها الـ 21 في البحرين إلا أنه طغى على السطح الإعلامي خاصة أنه يأتي قبل أيام قليلة من فتح باب الترشح بشكل رسمي في الخامس عشر من كانون الثاني الحالي قبل أن تغلق في أواخر شباط على أن تجرى الانتخابات في الـ 26 نيسان في حال لم تؤجل إلى تشرين الأول.

وما زاد من طغيان الخبر على بقية الأخبار هو إعلانه من قبل شخصية لطالما صنعت الحدث الإعلامي ممثلة في الكويتي أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي و رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية قبل أيام و الذي يتطلع للعب دور أكبر في ترجيح كفة خليفة بن همام عبر قطع الطريق أمام المحسوبين عليه.


و قبل تصريحات الفهد تم تداول الخبر نفسه في السعودية ليتأكد للجميع بأنه في حال تحول الخبر إلى رسمي فان المرشح المجهول حالياً سيكون سعودياً إما بالهوية أو الهوى بغض النظر عن اسمه وفصله والذي يبقى مجهولاً حتى الخامس عشر من كانون الثاني يناير.

و يبقى السؤال الذي يفرض نفسه على الوسط الرياضي في الخليج العربي و في غرب آسيا بشكل عام يتعلق بمدى أهمية و تأثير تقديم مرشح عربي ثالث على حظوظ العرب في الإبقاء على رئاسة الاتحاد الآسيوي عربية الهوية بغض النظر عن هواها ، ذلك أن السيناريو الذي يطبخ حاليا في الرياض أو الكويت من الناحية النظرية يبدو في مصلحة المرشح الصيني لاستعادة شرق آسيا عرش الإدارة الكروية للقارة الصفراء ، لان وجود ثلاثة مرشحين من جهة واحدة يجعل الأصوات تتشتت و بالتالي فإن حظوظ أي منهم ستكون ضعيفة إن لم نقل شبه منعدمة لأن التجارب السابقة للكثير من الإتحاد الدولية والقارية وحتى الوطنية تؤكد أنه كلما زاد عدد المرشحين عن اثنين فإن اكتساح أحدهم للبقية يبقى أمرا قائماً .

غير أنه إذا نظرنا إلى السيناريو السعودي الكويتي من الناحية العملية فإن الموضوع يأخذ اتجاها آخر قد يخدم الحظوظ العربية في استمرار تربعها على العرش الآسيوي حتى العام 2017 ، ويساهم لا محالة في توحيد الصفوف العربية أو على الأقل هكذا يفكر الأشقاء في السعودية ، ويدخل في إطار مساعيها الرامية إلى تحقيق تكتل عربي يلعب دوراً محوريا في القرارات المصيرية التي تتخذ في كوالالامبور - مقر الاتحاد الآسيوي - فالرياض لا تريد أن تتحول إتحادات غرب آسيا بشكل عام و بشكل خاص الاتحادات الخليجية الى مجرد بيادق تحضر الجمعيات العمومية العادية والإنتخابية العادية والاستثنائية لتكملة النصاب القانوني لعدد الحاضرين ، أو مجرد أصوات تمنح للراغبين في دخول تنفيذية ماليزيا أو سويسرا ؟، أو استضافة بطولة من البطولات القارية ، بل تتطلع إلى تفعيل الدور العربي وجعله قادراً على تغيير كفة أحد المرشحين وفق ما يخدم المصالح العربية ، خاصة أن سيناريو بن همام مع بن إبراهيم في انتخابات مايو 2009 لا يزال في الأذهان بل و حتى أثاره لا تزال متراكمة على منطقة الخليج ، و هو ما يريد المسؤولون عن الكرة السعودية تجاوزه كخطوة أولى لإزالة الخلافات الخليجية بغية الوصول إلى تقديم مرشح عربي واحد ينال إجماع و رضا جميع بلدان غرب آسيا العربية وغير العربية ، و يوصف بأنه مرشح منطقة و ليس مرشح بلد فقط ، تعمل كافة الاتحادات على تسهيل الطريق أمامه لتحقيق الإنتصار.

لذلك فإعلان خبر ترشيح عربي ثالث في هذا التوقيت قد يكون السلاح الأخير في يد السعودية ومن يؤيدها في سياستها الرامية إلى تقديم مرشح عربي واحد، خاصة بعد إعلان الرئيس الجديد للإتحاد السعودي أحمد عيد في تصريح لصحيفة الوطن السعودية عن نيته في التصويت للمرشح الصيني ، و ربما ذلك هدفه من الضغط على السركال و على بن إبراهيم لإجبارهما على مراجعة موقفهما الرافض لسحب ترشيحهما والذي يوصف حالياً بالمتعنت ليتنازل أحدهما للآخر خدمة لمصلحة الكرة العربية ، و قد يكون الخبر أيضا عبارة عن رسالة غير مشفرة و سهلة الفهم لهما مفادها أن استمرارهما معاً في الترشح يعني أنهما لن يحصلا عن صوت السعودية و دعمها في الانتخابات ، ولان الجميع في الخليج و في آسيا يعلم جيداً مدى تأثير السعودية والكويت في قلب الموازين في مثل هذه الاستحقاقات -مثلما حدث في بداية 2011 في انتخابات التنفيذية بين الكوري شونغ و الأردني علي بن الحسين - فإنه لا يستبعد أن يأتي السلاح بنتيجة إيجابية .

و بالتأكيد فإن بطولة خليجي 21 المقامة حالياً في المنامة تشهد مناورات خليجية تدخل في هذا الإطار، فلا يستبعد أن يتم استغلال تواجد جميع أفراد العائلة الكروية والرياضية الخليجية هناك لطرح مبادرة ترميم الصفوف على شاكلة جلسة مصارحة بين السركال وبن إبراهيم بحضور بقية العائلة الكروية ، يتحدثون خلالها بشكل موضوعي وعقلاني في الموضوع خاصة من جانب تقييم حظوظ كل واحد منهما في الحصول على دعم عرب آسيا بالكامل بعيداً عن المزايدة يلعب فيها الوسطاء أو الوسيط دوراً محايداً في تحديد حظ كل رجل في خلافة الرئيس القطري .

أما وإن سارت الأمور عكس ما تشتهيه السفينة السعودية و استمر المرشحان العربيان على مواقفهما فانه في هذه الحالة لا يستبعد أن يتم الدفع بالمرشح الثالث إلى واجهة الحدث ، مرشح يشترط أن يتمتع بكاريزما تجعله قادراً على دفعهما إلى التراجع و الانسحاب من المشهد الإنتخابي لأنهما متيقنان بقدرته على اكتساحهما على الصعيد الخليجي قبل الآسيوي .

وبين افتتاح آجال إيداع ملفات الترشح وانتهائها تبقى جميع الاحتمالات قائمة بما فيها احتمال استمرار حالة الانقسام التي قد تتطور إلى تشرذم يستغله الشرق في حال زاد عدد الراغبين في الترشح إلى ثلاثة و رفض أي منهم الانسحاب .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف