فضيحة مثيرة بين ليفربول ومانشستر يونايتد للتلاعب بنتائج المباريات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تم تبرئة ليفربول خلال الأسبوع الماضي من مزاعم دوره في التلاعب بنتيجة مباراة فوزه 1- صفر على ديترتش المجري في مرحلة مجموعات دوري أبطال أوروبا لعام 2009، ولكن سبق لـ"الريدز" أن تورط، جنباً إلى جنب مع مانشستر يونايتد، في فضيحة استثنائية للتلاعب بنتيجة مباراتهما في عام 1915!
روميو روفائيل - إيلاف: الحكاية المثيرة التي عمرها 98 عاماً تروي كيف قرر 4 لاعبين من ليفربول و3 من مانشستر يونايتد "التحكم" بمباراة في خطوة من شأنها انقاذ الشياطين الحمر من خطر الهبوط، الفضيحة التي كانت كالطعن بالسكين في سلامة الكرة الإنكليزية وأدت إلى عذاب قلوب الجماهير لواحد من أروع اللاعبين لنعمة مانشستر يونايتد.
كان الشياطين الحمر يواجه صراعاً كبيراً لتفادي الهبوط إلى الدرجة الثانية، في حين كان ليفربول يحتل مركزاً في منتصف ترتيب الجدول قبل استضافة الأول للثاني في نيسان 1915.
وفاز أصحاب الأرض 2- صفر،وكانت النقطتان اللتان حصل عليهما مانشستر يونايتد بالغتي الأهمية في معركته لدرء التراجع، كما أنهى موسمه بفارق نقطتين عن توتنهام الهابط إلى الدرجة الثانية،ولكن مكاتب المراهنات شككت بذلك، فقد لاحظت أن الرهانات على فوز مانشستر يونايتد 2- صفر كانت ملفتة للانتباه مع احتمالات النجاح 7/1.
التحقيق اللاحق الذي قاده دوري كرة القدم بعد شكوى رسمية من مكاتب المراهنات، اكتشف أن كابتن ليفربول جاكي شيلدون - لاعب مانشستر يونايتد سابق ويعتقد بأنه كان العقل المدبر للخطة - وزملائه في الفريق بوب بروسيل وتوم ميلر وتوماس فيرفول اجتمعوا في سلسل من المناسبات في حانة في مانشستر مع لاعبي الشياطين الحمر اينوك ويست وآرثر هيلي وساندي تيرنبول، كجزء من خطة دقيقة وموفقة في الرهان،وقرروا أنه يجب فوز مانشستر يونايتد 2- صفر على أن يتم تسجيل هدف واحد في كل شوط.
ونجحت خطة الاحتيال مع تسجيل جورج اندرسون هدفاً في كل شوط لتسليم الفوز 2- صفر للشياطين الحمر.
وبعد تحقيق السلطات الذي استغرق وقتاً طويلاً أعلن دوري كرة القدم عن حكمه في كانون الأول 1915 ناشراً البيان التالي: "ثبت أن مبلغ كبير من المال تداول عن طريق المراهنة حول المباراة، واستفاد بعض اللاعبين من ذلك،وبقيامهم بذلك، فإنهم سعوا إلى تقويض نسيج كامل للعبة وتشويه سمعة الصدق والنزاهة".
وأدين اللاعبون السبعة، فضلاً عن الثامن وهو لورنس كوك من ستوكبورت كاونتي، وتم حظرهم من ممارسة اللعبة الجميلة مدى الحياة،وتيرنبول كان واحداً من لاعبي مانشستر يونايتد المتورطين في عملية الاحتيال، الذي حضر الاجتماعات وتم حظره في وقت لاحق على رغم أنه لم يلعب في المباراة ذاتها.
وبعد جدل طويل وضع اقتراحاً للاعبين الثمانية على أنه يمكن إلغاء الحظر إذا انضموا إلى القوات المسلحة خلال الحرب العالمية الأولى، وعاد 6 منهم في نهاية المطاف إلى ممارسة كرة القدم بعدما ألغيت عقوبتهم بعد الحرب تقديراً لخدماتهم للبلاد، فبقي اثنان.
قرر اينوك ويست، مهاجم مانشستر يونايتد، رفض الذهاب للحرب وخاض معارك عدة في المحاكمة لتبرئة اسمه من حلقة المراهنات. وتمت تبرئته في 1945 عندما كان عمره 59 عاماً،وهذا التغير جاء فقط كجزء من عفو عام، وفي هذه المرحلة كان تيرنبول قد أصبح شخصية مشهورة إلى حد ما في كرة القدم الإنكليزية، قبل تورطه في فضيحة مراهنات 1915.
كان واحداً من الـ17 لاعباً محظوراً بعد الجدل على "دفوعات غير قانونية" التي كشف عنها عندما كان لاعباُ في مانشستر سيتي، والتي أسفرت، جبناً إلى جنب مع بيلي ميريديت، للانتقال إلى الجار مانشستر يونايتد في 1906،وبعد ذلك بعام أصبح تيرنبول أول لاعب يتم طرده في مباراة قمة قطبا مانشستر.
ورغم كل انتهاكاته، إلا أن تيرنبول كان إلهام الشياطين الحمر، مثل العدد الكبير من اللاعبين العظماء في النادي. كان متحمساً ومتدفقاً ومن الطبقة العاملة الاسكتلندية ونجل لعامل في المناجم، وجزء لا يتجزأ من التشكيلة العظيمة الأولى للنادي الذي كان يديره ارنست ماغنال والذي حصل على لقب الدوري في 1908 و1911، وسجل تيرنبول 101 هدف في 247 مباراة مع مانشستر يونايتد، وبذلك أصبح اللاعب الـ19 في ترتيب الهدافين في تاريخ النادي، متخلفاً بفارق ضئيل عن كريستيانو رونالدو.
وسجل تيرنبول هدفاً حاسماً في أول فوز للشياطين الحمر بكأس الاتحاد الانكليزي وذلك في 1909. ويمكن وصف ذلك الهدف بإعتباره واحداً من أهم الأهداف في تاريخ النادي، حيث أن هذا النجاح أقنع رئيسه جون هنري دوز لتمويل بناء ملعبه الجديد - أولد ترافورد،وسجل تيرنبول أول هدف في هذا الملعب في 1910، ولكن مسيرته بدأت تتراجع بعد ذلك بسبب فضائح التلاعب بنتائج المباريات.
انضم تيرنبول في 1916 إلى كتيبة دوق كامبرديج الـ17 المعروفة باسم "كتيبة كرة القدم". واعتقد بأن تطوعه سيكون طريقاً للانتعاش وراسخاً بايمان العودة إلى كرة القدم بعد نهاية الحرب، ولكن في نيسان 1917 تم نقله إلى الكتيبة الثامنة لفوج ايست ساري، واصيب في معركة آراس بعد تعرض فوجه لكمين هجوم الماني مضاد. ومنذ ذلك الحين لم يسمع أحد عنه ويفترض أنه قتل في الأسر وعمره 33 عاماً.
يذكر أن ايفرتون تصدر ترتيب الجدول النهائي لدوري الدرجة الأولى للموسم 1914/1915 (38 مباراة) بـ46 نقطة، وكان أولدهام وصيفاً (45) ثم بلاكبيرن في المركز الثالث (34).
أما ليفربول فاحتل المركز الـ13 بـ37 نقطة، فيما جاء مانشستر يونايتد في المركز الـ18 (30) ويتبعه تشلسي (29) ثم الهابط إلى الدرجة الثانية توتنهام بـ28 نقطة.
ماذا قالت الصحف عن مباراة الفضيحة تلك
ليفربول دايلي بوست: "مباراة من جانب واحد في الشوط الأول إلى حد بعيد التي من الصعب ألا تثير الدهشة".
سبورتينج كرونيكل: "كان أداء مهاجمي ليفربول ضعيفاً جداً في هذا النصف (الشوط الثاني)، أضعف بكثير مما أظهره على أرض الواقع خلال الموسم كله".
ربما كان تقرير "مانشستر دايلي ديسباتيس" أكثر صدقاً: "ازدحم الشوط الثاني مع كرة قدم مقفرة. مانشستر يونايتد كان يتقدم بهدفين مع بقاء 22 دقيقة على انتهاء المباراة. يبدو أن لاعبيه كانوا مرتاحي البال لتقدمهم حتى أنهم لم يحاولوا إطلاقاً تسجيل أهداف أكثر، فيما بالكاد أعطى ليفربول الانطباع بأنه من المرجح أنه يحاول التسجيل".