الاحتجاجات مجدداً في وجه استضافة جائزة البحرين الكبرى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لا تزال الاحتجاجات للعام الثاني على التوالي العنوان الابرز قبيل استضافة جائزة البحرين الكبرى، المرحلة الرابعة لبطولة العالم للفورمولا واحد الاحد المقبل على حلبة صخير.
وتصاعدت الاحتجاجات التي تتسم بالعنف فجر الخميس بحسب ما افاد شهود عيان، قبل يوم واحد من بدء التجارب الحرة، فيما اعلنت وزارة الداخلية البحرينية القبض على مجموعة "ارتكبت جرائم ارهابية".
وفيما يتظاهر الالاف من انصار المعارضة السياسية التي تقودها جمعية الوفاق الشيعية يوميا للمطالبة ب"التحول الديموقراطي" في المملكة الخليجية تزامنا مع استضافة السباق، يخرج المئات من الناشطين المتشددين يوميا لقطع الطرقات ويدخلون في مواجهات مع الشرطة.
ومن المتوقع ان يتكرر سيناريو العام الماضي حيث كثفت قوات الأمن اجراءاتها خلال اسبوع السباق وانتشرت في شتى أنحاء العاصمة المنامة وتمركزت على الجسور المختلفة التي تربط العاصمة بباقي أنحاء البلاد وحلبة الصخير الدولية، خصوصا بعدما تعرض العام الماضي فريق فورس انديا-مرسيدس لحادث إلقاء قنبلة حارقة "مولوتوف" خلال مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين.
ولم تبد الفرق المشاركة علنا اي تخوف حيال ما يحصل في البحرين خلافا لسباق العام الماضي الذي شهد جدلا كبيرا في اوساط الفئة الاولى بسبب ادراج البحرين في روزنامة 2012 رغم اعتراض الجمعيات المدافعة عن حقوق الانسان التي دفعت الاتحاد الدولي "فيا" في 2011 الى العدول عن رأيه باعادة السباق الى روزنامة ذلك الموسم وتحديدا 30 تشرين الاول/اكتوبر كموعد جديد عوضا عن ان يكون السباق الافتتاحي.
وتسبب ذلك بحملة انتقادات كبيرة للاتحاد الدولي من قبل جمعيات حقوق الانسان ما دفع الفرق ايضا الى المطالبة بالغاء السباق، فرضخ منظمو جائزة البحرين الكبرى لهذه المطالب واعلنوا تخليهم عن خطة اعادة السباق الى روزنامة 2011.
وقال المسؤول الاعلامي في جمعية الوفاق المعارضة طاهر الموسوي لوكالة فرانس برس ان "وجود الفورمولا في البحرين يعطي حافزا لزيادة الحراك السلمي بسبب وجود الاعلام العالمي ووسائل الاعلام الذي يمكن ان تعكس ما يجري في البحرين".
وبحسب الموسوي، فان الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الرئيسي في البلاد لا تعارض اقامة سباق الفورمولا الذي تبدأ تجاربه الجمعة ويقام الاحد على حلبة الصخير في جنوب البحرين.
وقال في هذا السياق "البحرينيون ليسوا ضد لعبة الفورمولا او ضد ابطالها وجمهورها، وانما نطلب من ابطال اللعبة وجمهورها التضامن مع شعب البحرين الذي يعاني من الظلم والانتهاكات والممارسات المنافية لحقوق الانسان على يد السلطة في البحرين الذي تستضيف هذا السباق وتريد ان تغطي على الانتهاكات بان الوضع مستقر باستضافة مثل هذا السباق".
لكن هذه الاضطرابات لا يبدو انها تؤثر على حركة السير نحو حلبة الصخير التي ستقام عليها التجارب والسابق في جنوب المنامة.
الحكومة لتوفير الامن
في الجهة الحكومية، قالت وزيرة الدولة لشؤون الاعلام نبيلة رجب في تصريحات عقب جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء ان المملكة "ستوفر الامن اللازم خلال استضافة سباق فورمولا واحد، وستتخذ الاحتياطات الكافية مثلما يحدث في كافة البلدان الكبرى التي تستضيف مثل هذه الفعاليات الرياضية العالمية".
وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، اكدت رجب ان "البحرين على كامل الاستعداد لاستضافة الفورمولا واحد ولا مشاكل امنية، وما يدور في بعض وسائل الاعلام هي تحركات لجماعات لها اجندات تابعة لايران".
واضافت "هناك بعض التحركات في الشارع هي تحركات اطفال ولا تأثير لها على مجريات السباق".
وذكرت ان كل فرق الفورمولا موجودة في المملكة و"السياح بالالوف"، متوقعة ان تكون "نسبة الاشغال في الفنادق 100% حسب الحجوزات المتوفرة لهذا اليوم".
وبعد اكثر من سنتين على انطلاق حركة الاحتجاجات التي قادها الشيعة في 14 شباط/فبراير 2011، ما زالت المعارضة السياسية تطالب بالاصلاح وصولا الى حكومة منتخبة والحد من نفوذ الاسرة الحاكمة، فيما يتخطى جمهور المعارضة هذا السقف ويردد خلال التظاهرات شعارات مطالبة ب"اسقاط النظام".
صراع رباعي على الصدارة
فنيا، يبدو الصراع رباعيا على الصدارة، بعد خطف الاسباني فرناندو الونسو (فيراري) لقب جائزة شنغهاي الاسبوع الماضي، فقلص الفارق مع الالماني سيباستيان فيتل (ريد بو رينو) بطل العالم في الاعوام الثلاثة الماضية، الى 9 نقاط، فيما يحتل الفنلندي كيمي رايكونن (لوتوس رينو) المركز الثاني بفارق 3 نقاط عن فيتل، كما يعتبر البريطاني لويس هاميلتون (مرسيدس) بين المنافسين على الصدارة اذ يحتل المركز الرابع بفارق 12 نقطة عن المتصدر.
ولا تزال الازمة مفتوحة بين فيتل وزميله الاسترالي مارك ويبر، خصوصا بعد خيبة ويبر في السباق الاخير.
وسخر مدير ريد بول-رينو كريستيان هورنر من الذين يتحدثون عن نظرية المؤامرة ضد ويبر. وكان السباق الصيني محبطا لويبر منذ التجارب التأهيلية بعدما اضطر الى الانطلاق من خط الحظائر بسبب نفاذ الوقود في سيارته خلال القسم الثاني من التجارب وعدم تمكنه من الانطلاق من المركز الرابع عشر، حيث كان في القسم الثاني من التجارب، وذلك لان سيارته لم تكن تملك الكمية الكافية من الوقود من اجل الفحص الاجباري الذي يجريه الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" على نوعية الوقود المستخدم في كل سيارة بعد التجارب او السباق.
وتحول السباق الصيني بالنسبة لويبر من سيء الى اسوأ عندما اضطر للدخول باكرا الى مرآب فريقه من اجل استبادل مقدمة سيارته بعد اصطدامه بسيارة تورو روسو-فيراري الخاصة بالفرنسي جان ايريك فيرنيي، ثم تلقى السائق الاسترالي الضربة القاضية بعد خروجه من خط الحظائر اذ فقد الاطار الخلفي الايمن لسيارته عند المنعطف 14 واضطر للانسحاب من السباق الذي فاز به سائق فيراري الاسباني فرناندو الونسو فيما جاء فيتل رابعا بسبب استراتيجية خاطئة.
وتأتي خيبة ويبر في السباق الصيني بعد الذي اختبره في المرحلة السابقة على حلبة سيبانغ الماليزية حيث كان في طريقه لتحقيق فوز سهل قبل ان يطلب منه فريقه تخفيف سرعة السيارة ومن زميله فيتل المحافظة على المركز الثاني وعدم تجاوز الاسترالي، لكن بطل العالم خالف اوامر الفريق وانقض على زميله ثم تجاوزه واحرز الفوز ما زاد من حدة التوتر بين السائقين.
وهذه العوامل والاحداث المتلاحقة دفعت بالبعض الى الحديث عن مؤامرة في الفريق النمسوي ضد ويبر، لكن هورنر سخر من هذه النظرية، قائلا: "انها سخافات، انسوا مسألة المؤامرة. نحن نحاول ايصال سيارتينا الى افضل مركز ممكن في السباق. كل من يتحدث عن وجود مؤامرة ضد اي من سائقينا فهو لا يفقه بشيء".
وتأتي هذه الحوادث وسط التقارير التي تتحدث عن امكانية رحيل الاسترالي عن ريد بول، وحلول رايكونن المتوج في ابوظبي بدلا منه.
لكن لوتوس، قلل اهمية الاخبار بعد التصريح الذي ادلى به مالك ريد بول النمسوي ديتريخ ماتيشيتس حيث اعتبر السائق الفنلندي كابرز الاسماء التي تثير اهتمام فريقه في حال قرر تغيير احد سائقيه، مشيرا الى ان ثنائي تورو روسو الاسترالي دانيال ريكياردو والفرنسي جان ايريك فيرنيي يأتي في الدرجة الثانية بعد سائق لوتوس من حيث اهتمامات ابطال العالم.
لكن مالك لوتوس اللوكسمبورغي جيرار لوبيز اكد انه لا يشعر بالقلق حيال اهتمام ريد بول ببطل العالم لعام 2007، مشيرا الى ان الاخير يملك الاسباب الكافية التي تدفعه لكي يبقى مع الفريق لموسم اخر.
ويسعى السائق الفنلندي الى تحقيق فوزه الاول في الصخير بعد ان حل ثانيا الموسم الماضي مع لوتوس وفي 2008 مع فيراري وثالثا في 2005 و2006 و2007 مع ماكلارين.