رياضة

تفجيرات ماراثون بوسطن تحرك التدابير الأمنية في التظاهرات الرياضية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لم تمر أيام قليلة عن التفجيرات الأرهابية التي استهدفت المارثون السنوي لمدينة بوسطون الأمريكية حتى كانت ردود أفعال منظمي التظاهرات الرياضية القادمة في الواجهة الإعلامية يؤكدون من خلالها جاهزية كافة التدابير و الاحتياطات الأمنية الضرورية لضمان أمن و سلامة هذه التظاهرات و المشاركين فيها .

ديدا ميلود - إيلاف :هذه الأحداث هي سيناريو سبق أن عاشه العالم مباشرة عقب أحداث ايلول 2001 و تفجيرات لندن العام 2005 حيث عاش مونديال 2002 بكوريا و اليابان و مونديال 2006 بألمانيا على وقع الاستعدادات الأمنية المكثفة .

و اتجهت الانظار إلى العديد من البلدان في القارات الخمسة المعنية بإستضافة بطولات في شتى الرياضات للوقوف على مدى جاهزية أمنها قبل كل شىء بالنظر إلى ان تفجيرات بوسطن كشفت عن ثغرات هامة أهملتها الاجهزة الأمنية و استغلها منفذوا العملية الإرهابية رغم كل الإجراءات التي اتخذتها الشرطة الأمريكية منذ 2001 . و هو ما جعل وسائل الإعلام تدق ناقوس الخطر الأمني و تبدى قلقها وتخوفها من إمكانية تكرار مثل هذه العمليات في بطولة كبرى عالمية تشهد حضوراً مكثفاً من قبل المشاركين و الجماهير مما يزيد من حجم الخسائر خاصة البشرية و يزيد أيضا من حجم الزخم الإعلامي الذي ستخلفه للجهات التي تقف وراءها . و طالبت الكثير من وسائل الإعلام العالمية الحكومات المنظمة للبطولات التي ستقام على المدى القريب و المتوسط بضرورة التعجيل بوضع خطط أمنية جديدة ،خاصة ان عملية بوسطن كشفت بأن تعزيز التواجد الأمني البشري و رغم أهميته يبقى غير كاف لتوفير الأمن و يحتاج إلى تعزيز الوسائل و خاصة كاميرات المراقبة و المراقبة البعدية و المستمرة و لكل صغيرة و كبيرة . ناقوس خطر في عدد من الدول و تسببت تفجيرات بوسطن في حدوث صداعاً لمنظمي البطولات لإدراكهم بأن المسالة ليست سهلة فهي تحتاج إلى عوامل كثيرة و إلى تظافر جهود و تنسيق جهات متعددة و اهم من ذلك فانها تقف على ضخ مبالغ مالية طائلة قد لا يستطيعون توفيرها و يحتاجون لبعض الوقت خاصة في ظل الأزمة المالية التي تضرب العالم منذ خمس سنوات ، كما أن موضوع الأمن حساس و من شأنه أن يؤثر سلباً على الحضور الجماهيري ، و أكثر من ذلك فإن تظاهرات مثل المارثون أو المونديال لا تقام في قاعات مغلقة يقصدها عدد محدود من الجمهور يسهل التحكم فيها بل تقام في مدن عدة ،و يحضرها عدد هائل من المشاهدين ،في وقت يدرك الجمهور ومعه الإعلام و الرسميين الذي سيشاركون في تلك البطولات أن التصريحات وحدها لا تفي بالغرض لانها تهدف لطمئنتهم فإذا كانت التظاهرات التي ينظمها بلدآمنو يتوفر على كل الإمكانيات لتأمينها مثل أمريكا فكيف سيكون الحال مع بلد مثل البرازيل الذي شكل مادة دسمة للصحافة العالمية و خاصة الأوروبية لمناقشة مدى قدرته على تحقيق الأمن خلال فعاليات كأس القارات التي ستقام في يونيو القادم و بعدها بسنة المونديال و بعدها بسنتين الأولمبياد الصيفية ، في وقت تعاني فيه اللجنة المنظمة لكأس العالم من متاعب مالية و فنية كثيرة حالت دون إتمامها للمرافق التي ستحتضن النهائيات في وقتها المحدد و اثارت قلق الاتحاد الدولي لكرة القدم و قد تدفعه إلى مراجعة اللوائح الخاصة بمنح حق تنظيم المونديال لمثل هذه البلدان غير الآمنة . كأس العالم 2014 و ازدادت حدة التخوف من البرازيل عندما نعلم بانه بلد يعاني أصلاً من انتشار افة الجريمة و سيطرة عصابات خارجة عن القانون على أحياء و شوارع كثيرة لا تستطيع حتى الشرطة ولوجها ، و كثيراً ما عرفت حوادث اختطاف و اعتداء راح ضحيتها نجوم الكرة مثلما حدث مع والدة المهاجم روماريو قبيل إنطلاق مونديال 1994، و في محاولة منه لاحتواء تلك المناقشة أكد وزير الخارجية البرازيلي انطونيو باتريوتا قدرة بلاده على توفير الحماية لضيوفها خلال المونديال و كأس القارات التي ستكون بمثابة ترمومتر لقياس مدى جاهزيتها الأمنية و اضاف بأن المونديال و الأولمبياد سيكونان في أمان بفضل التدابير التي ستتخذ لهذا الغرض خاصة اخضاع جميع الراغبين في مشاهدة المباريات لتفتيش دقيق لأكثر من مرة و منع الاخرين من الاقتراب من الملاعب ، و لقيت البرازيل دعماً من قبل الفيفا حيث صرح الفرنسي جيروم فالك السكرتير العام بأن الشروط الأمنية العادية و الاستثنائية ستكون متوفرة في المونديال لجميع الحاضرين و طيلة ايام البطولة. غير ان ما يحسب للبرازيل هو أن عامل الوقت يصب في صالحها فالمونديال تبقى على إطلاقته أكثر من عام و هي فترة كافية لاتمام الإجراءات ، عكس بلدان اخرى مطالبة باستعجال الإجراءات الأمنية على اعتبار انها ستحتضن بطولات لا يفصلنا عنها سوى أشهر قليلة بل وأيام ، بداية بماراثون لندن المزمع اجرائه الأحد القادم بمشاركة قرابة الأربعين ألف عداء من جنسيات مختلفة و في هذا السياق اكد منظم الماراثون نييك بيتل ان الجهات المنظمة وضعت خطة امنية محكمة لتفادي سيناريو بوسطن . ماراثون لندن ومن جانبه أكد وزير الرياضة البريطاني هيو روبرتسون ثقته المطلقة في نجاح سباق لندن مؤكداً عدم تخوفه من أي تهديدات أمنية قد تهدد الحدث الرياضي و أضاف بأن ثقته هي التي جعلته و المنظمين يصرون على تنظيمه و في تاريخه المحدد سلفاً لأن أي تاجيل أو إلغاء سيتم تفسيره من قبل الارهاب على انه هزيمة لذلك وجب تحدى تلك التهديدات. ماراثون برلين و بدورها تعيش العاصمة الألمانية برلين على وقع تفجيرات بوسطن بما أنها ستنظم هي الأخرى الماراثون الخاص بها في شهر ايلول وفي الوقت الذي ابدت فيه اللجنة المنظمة تخوفها فأن وزارة الداخلية الألمانية عبرت عن ثقة زائدة بالقول أن ألمانيا لن تقوم بأي إجراءات إستثنائية لتأمين هذا الحدث مؤكدة عدم حاجة البلاد لها في إشارة إلى أن التعزيزات الحالية كفيلة بتحقيق الأمن في برلين و في غيرها اثناء التظاهرات و خلال الأيام العادية بهدف تبديد أي مخاوف للمشاركين. بطولة ألعاب القوى والأولمبياد الشتوية في روسيا كما انتقلت عدوى التخوف الأمني إلى العاصمة الروسية موسكو التي ستحتضن بطولة العالم لألعاب القوى في اغسطس المقبل و بعدها بأشهر ستحتضن الأولمبياد الشتوية في مدينة سوتشي ، و اقر وزير الرياضة هناك فيتالي موتكو بصعوبة تفادي ما حدث في بوسطن في ظل استحالة تفتيش كل شخص يأتي لمشاهدة المنافسة غير انه ألتزم بتامين الحدثين مهما كلف الأمر من إمكانيات بشرية و مادية و تقنية. و بغض النظر عن الإجراءات الأمنية الاستثنائية المتشددة التي ستتخذها البلدان المنظمة للمسابقات الرياضية و مدى نجاحها فانها قد تؤدي إلى عزوف الجمهور عن حضورها لانها تتظلب وقتاً و تؤدي إلى حدوث طوابير طويلة قبل الدخول إلى الملاعب كما أن تشديد الإجراءات الأمنية يوحي بوجود تهديدات ما تخيف الجمهور.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف