قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تعتبر عقدة عدم الفوز على منافس قوي واحدة من ابرز المشاكل النفسية و الذهنية التي يواجهها مدربي المنتخبات الكبيرة و يخشون من تداعياتها على أداء لاعبيهم في المباريات الرسمية و انعكاساتها على نتائج الفريق بشكل عام خاصة في حال طال امدها و هو الاحتمال القائم في ظل شح الاستحقاقات الرسمية و حتى الودية بما أن أجندة الاتحاد الدولي لا تضمن خوض سوى عدد محدود من اللقاءات على مدار العام.
ديدا ميلود - إيلاف :و رغم أن مثل هذه المنتخبات تتوفر على مختصين في الإعداد الذهني و النفسي للاعب قبل أن يخوض أي مباراة هامة إلا أن عقدة عدم الانتصار على المنتخب الكبير تبقى معقدة و تزداد تعقيدا مع تحولها إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام لدرجة يشعر معها اللاعب المعني و كأنه غير قادر على التخلص منها ، و بتأثير من الصحافة تفرض نفسها على ذهنه و تشتت تركيزه فتجعله يخوض المباريات المعنية بإرتباك و تخوف من الهزيمة قبل وقوعها بل انه يخوضها بروح انهزامية .
و حسب الفنيين المختصين فان رؤية فان الموجهات ضد المنافسين الأقوياء تختلف اختلافا كبيراً عن بقية المواجهات فالإنتصار على فريق كبير له طعم خاص و له تأثيرات إيجابية على أداء اللاعبين في المباريات الموالية في حين أن خسارة منتخب قوي أمام منتخب قوي أخر و تكرار ذلك مرات عدة يتحول الى عقدة نفسية عند اللاعب تأثيرها يختلف من لاعب لآخر و من منتخب لآخر و معالجتها أيضا تختلف من مدرب لآخر ، و ترتبط بقدرة الجهاز الفني على إخراج اللاعبين من حالة الإحباط التي تسود عندهم ، و قدرة المدرب على استغلال معطيات المباراة لمصلحة لاعبيه على غرار عاملي الأرض و الجمهور و ظروف المنافس غير انه يؤكدون بان أفضل علاج يمكن للمدرب أن يلجا إليه لتجاوز هذه العقد هو التقليل من أهمية الهزائم وجعل اللاعبين دائما يركزن على طي الصفحات سواء تلك التي تعقب الإخفاقات أو الانتصارات لان كلها لن تجدي نفعاً على أرضية الملعب ، و ضرورة التركيز على المستقبل فقط. غير أن ذلك ليس بالأمر الهين خاصة في التطور الإعلامي الذي يجعل من الصعب نسيان نتائج المباريات السابقة بين الفريقين و متى كان أخر انتصار و بأي نتيجة فوسائل الإعلام أصبحت تستحضر مباريات مر عليها سنوات طويلة ، كما أن الصحافة تركز على المباريات الرسمية التي تعد المحك الحقيقي لأي منتخب لقياس مستواه. و يمر حالياً المنتخب البرازيلي بهذه التجربة المرة بعدما كان أخر انتصار يحققه أمام منافس من العيار الثقيل يعود لشهر يونيو 2009 في كأس القارات بجنوب إفريقيا عندما فازعلى منتخب إيطاليا بطل العالم بثلاثية نظيفة في عهد المدرب كارلوس دونغا و منذ تلك المباراة شحت انتصارات السامبا بعدما غادر مونديال 2010 من الدور الثاني بهزيمة مرة أمام المنتخب الهولندي في الدور الثاني ثم فشله في الاحتفاظ ببطولة كوبا أمريكا التي جرت بالأرجنتين عام 2011، و يخشى عشاق السامبا أن تستمر هذه العقدة لغاية مونديال 2014 الذي ستستضيفه البرازيل مما قد يؤثر على نتائج أشبال المدرب لويس فيليبي سكولاري ، و أتيحت لزملاء ألفيس التخلص من العقدة أمام إيطاليا غير أن المباراة انتهت بالتعادل ، و تبقى الآمال معلقة و قائمة على كأس القارات في يونيو المقبل لإزالة هذه العقدة عندا تتاح لهم فرصة مواجهة منتخبات قوية على رأسها بطل العالم و أوروبا منتخب إسبانيا و ويصفه منتخب إيطاليا و بطل إفريقيا منتخب نيجيريا و اليابان بطل آسيا . وسبق للمنتخب الألماني أن عانى لاعبيه من هذه التجربة المريرة في الفترة ما بين انتصارهم التاريخي على المنتخب الإنكليزي على ملعب ويمبلي في تشرين الأول 2000 بهدف لصفر من إمضاء ديتمار هامان لغاية يونيو 2006 تاريخ تفوقهم على الأرجنتين بركلات الترجيح في نصف نهائي مونديال 2006 و بين هاذين التاريخين ظلت العقدة تلازم زملاء مايكل بالاك خاصة أن حتى بلوغهم لنهائي مونديال كوريا و اليابان 2002 تحقق ضد منتخبات متواضعة على غرار الباراغواي و أمريكا و اليابان قبل أن يسقطوا أمام البرازيل في النهائي بثنائية رونالدو و تعقد أمور المانشافت أكثر بعد الإقصاء من أمم أوروبا التي جرت بالبرتغال في 2004 بعدما أصبح يتعثر حتى أمام المنتخبات المتواضعة على غرار التشيك . و لتفادي مثل هذه العقد النفسية يولي المدربون أهمية بالغة للمباريات الودية و يستدعون لها أفضل اللاعبين من اجل تحقيق الفوز لما له من تأثيرات إيجابية على معنويات اللاعبين و تمنح شعورا بالثقة في النفس و بالقدرة على تحقيق الفوز حتى أمام أقوى المنافسين.