رياضة

ثقافة العيب تمنعهن من ممارسة الرياضة العلنية

الاستهزاء والتحرش الجنسي من أسباب إحباط النساء الرياضيات في العراق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في العراق مدرّسات تربية رياضية سمينات، لا يمارسن الرياضة لأن المجتمع العراقي يقول إن هذا عيب. هذا الرأي، إلى جانب الاستهزاء والتحرش الجنسي، منع المرأة الرياضية في العراق من ممارسة الرياضة بشكل علني.

بغداد: تأمل زينب الطائي، التي دأبت على ممارسة رياضة الجري في اثناء دوامها في كلية التربية الرياضية بجامعة بغداد، أن تصبح الرياضة في يوم من الأيام عادة اجتماعية يومية بين نساء العراق، وأن تتمكن هي شخصيًا من الجري في الحدائق والشوارع، كما يحصل في الكثير من مدن الدول المتقدمة، كظاهرة حضارية. لكن الطائي بدت واقعية وهي تتحدث عن هذا الحلم، لتقول: "الامر ليس بهذه السهولة، فممارسة الرياضة في الحدائق والأماكن العامة منحسرة بين الرجال، فكيف الحال مع النساء؟" وفي معاناة مماثلة في بابل، تقول تماضر حسين التي أحبت رياضة كرة القدم وشرعت تمارسها منذ دخولها كلية التربية الرياضية قبل سنتين، إن ممارسة هذه الرياضة الجميلة تقتصر في قاعات الجامعة فقط، "وما أن تنتهي فترة الدراسة حتى تصعب ممارسة اللعبة بسبب الاعراف الاجتماعية السائدة في المحافظة، التي تحول دون ممارسة الفتاة الرياضة بأنواعها". وتؤكد تماضر أن البعض ما زال ينظر إلى المرأة الرياضية في العراق نظرة شك وابتذال. مدرّسات لا يمارسن الرياضة يؤكد رجل الدين حسن الخزاعي أن أي فعالية رياضية تختلط فيها النساء بالرجال تتعارض مع قيم المجتمع الإسلامي، الذي يحض على ستر المرأة وعفتها وشرفها، "لكن يمكن المرأة ممارسة الرياضة بشكل كامل ضمن قاعات خاصة وبإشراف كادر نسوي". وفي كل مدن العراق، لا تتوفر القاعات والساحات المناسبة لممارسة كرة القدم النسائية، كما أن ممارسة الرياضة المختلطة مع الرجال أمر بعيد التحقيق. والحل الامثل كما ترى حسين هو في العمل على تنظيم جمعية من الرياضيات في المحافظة، "مؤلفة من طالبات ومدرّسات تربية رياضية، إضافة إلى الهاويات، تقوم بإعداد النشاطات الرياضية وتأمين قاعة خاصة عبر الإيجار، أو مطالبة الجهات المعنية بالمساعدة على تأمين هذه القاعة التي تسهم في استمرار النساء على ممارسة الرياضة وتوسيع مشاركة الكادر النسوي في الفعاليات الرياضية المختلفة داخل المحافظة وخارجها". تضيف: "أكثر مدرّسات التربية الرياضية وكذلك البنات اللواتي يتخرجن يعانين من فرط السمنة، وضعف اللياقة البدنية، وتضخم البطن، بعدما تحولن إلى ملقّنات سلبيات لدروس الرياضة من دون ممارستها". مبادرات فردية ينتاب المشاركات النسوية العراقية في المسابقات الاقليمية ضعف واضح، اذ لن تشارك في بطولة آسيا للمتقدمين لألعاب القوى التي تبدأ في تموز(يوليو) المقبل، في الهند، سوى عداءة واحدة، هي دانة حسين، بين سبعة عدائين من الرجال، بحسب النائب الأول لرئيس إتحاد ألعاب القوى المركزي علاء جابر. لكن تحدي المرأة الرياضية يظل كبيرًا رغم الصعوبات. فقد اختارت زينب كاظم علوان أن تكون عضواً في الفريق الوطني للاعبي كرة التنس من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي كانت فقدت في العام 2006 اطرافها السفلية، بعدما سقط صاروخ على منزلها في هجوم ارهابي. لكن مشروع أول فريق نسوي للمصارعة الحرة في العراق، والمكون من 40 لاعبة، فشل في العام 2012 بسبب العادات والتقاليد. تقول اللاعبة مسار حاجي إن عضوات الفريق تراجعن بسبب المضايقات والأعراف الاجتماعية وغياب الدعمين المادي والمعنوي. والجدير ذكره أن الرياضة النسوية العراقية عريقة بالمقارنة مع دول الجوار، وقام الاتحاد العراقي المركزي لكرة السلة بتنظيم أول بطولة نسوية في العام 1968. ثقافة العيب ترد مدرسة التربية الرياضية اقبال حامد انحسار الرياضة بين نساء العراق إلى عاملين. الأول، العادات والتقاليد في المجتمع، التي أبرزت تيارات متشددة تحرم على المرأة ممارسة الرياضة في النوادي الرياضية لاسيما المختلطة. والثاني، غياب البنية التحتية التي تتيح للمرأة ممارسة رياضتها بشكل مستمر، من دون مضايقات. وتذكر حامد بإحدى زميلاتها التي سعت إلى ممارسة الجري في إحدى الحدائق العامة في بغداد، لكن تهكم الجمهور وكلمات الاستهزاء والتحرش الجنسي عوامل جعلتها تكف عن ممارسة هذه الرياضة. وتعتقد حامد أن المرأة الرياضية هي الاكثر تعرضًا للتحرش، "وأقول هذا الكلام بناء على مشاهدات حدثت معي اثناء دراستي الجامعية، وعلى تجربتي العملية. وتضيف: "مثلما تمنع ثقافة العيب الكثير من نساء العراق من دراسة التمريض وممارسته، كذلك تمنع هذه الثقافة النساء من ممارسة الرياضة، ورغم أنني مدرّسة الا أن هناك من يتدخل في عملي، حيث طلب مني أشخاص متشددون التوقف عن مهامي وإبداء الاحتشام في اللباس والحركة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف