رياضة

رغم البداية المتواضعة

لوبرون جيمس يرد الروح لكيفلاند... وأوهايو

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&صحيح ان كليفلاند كافالييرز يطمح الى مجد لا سابق له في الدوري الاميركي للمحترفين بكرة السلة، نظرا لوجود النجم لوبرون جيمس في تشكيلته، الا ان بدايته لا تزال متواضعة.

واذا كان فريق ولاية اوهايو يأمل بالافضل في الايام المقبلة، وباعتبار ان "روما لم تبنَ في يوم واحد" على حد تعبير جيمس (30 عاما)، فان النجم العائد الى صفوف الفريق بعد اربع سنوات امضاها في صفوف ميامي هيث حيث احرز معه اللقب مرتين، يشكل مصدر ارتياح للقائمين على مقدرات الفريق. فهي "عودة الابن الضال" الذي وصف بـ"الخائن" حين اعلن في 8 تموز (يوليو) 2010 تعاقده مع ميامي هيت.&ولعل مرد هذا الارتياح بالدرجة الاولى، وهي اولوية من دون شك، الحالة الاستثنائية التي اوجدها جيمس. فمن حرق قميصه تعبيرا عن استيائه وغضبه لرحيله، اعلن ان النجم العملاق يصحح خطأه. لذا، لم يكن مستغربا ان يحتشد اكثر من 20 الفا لاستقباله لانه "رد الروح" الى المدينة، والاعلان ان "الهرم الذهبي" اكتمل. ويعنون بذلك فرق كليفلاند انديانز للبيسبول وكليفلاند باونز لكرة القدم الاميركية وكليفلاند كافالييرز لكرة السلة.&"اهلا بك في بيتك" جملة خطت على لوحات ويافطات حملها 17 الف متفرج احتشدوا في مدرجات "كويكن لونز ارينا" لمتابعة "فتى اكرون" (بالاشارة الى بلدته &- 60 كلم من كليفلاند)، في تدريبه الرسمي الاول.&كليفلاند المدينة القائمة على ملتقى البحيرات الكبرى، وهي رمز عصر صناعة مزدهرة قبل ان يصيبها الركود في ستينات القرن الماضي. والامل ان تكون عودة جيمس فاتحة خير اقتصادية وعقارية.&&فقد فتحت السوق الصغيرة نوافذها على ساحة دولية من خلال بث المباريات، ومضاعفة مداخيل وارباح (من 268 مليون دولار الى 550 مليونا)، وتخطي قيمة رخصة الفريق المليار دولار (تقديرات مجلة "فوربس").&لقد حازت 32 محطة تلفزة داخلية على حقوق نقل مباريات كليفلاند كافالييرز في دوري تبلغ حقوقه 24 مليار دولار على 9 مواسم. وفي غضون اشهر قليلة زاد عدد زوار الموقع الإلكتروني للنادي 434 في المئة. كما زاد زوار حساب تويتر ومشتركوه 50 في المئة، وصفحة فايسبوك 46 في المئة.&وفي اولى مباريات الفريق ضمن بطولة الدوري (استضاف نيويورك نيكس) بيعت 12 الف تذكرة في يوم واحد. وبعدما كان معدل الحضور 17300 متفرج، بيعت تذاكر مباريات الموسم كاملا. وفي السوق الموازية تباع التذكرة بـ184 دولارا، في مقابل 100 دولار خلال الموسم الماضي. اما الاشتراك في الموقع المدفوع فيبلغ 412 دولارا لمشاهدة جيمس يلعب.&كما لجأ النادي الى سحب يانصيب لبيع التذاكر لمن لا يحمل تذكرة موسمية.&وفي محل بيع التذكارات والبسة الفريق، يهيمن جيمس على السلعة كلها وويبلغ سعر قميصه 100 دولار.&ويقدر لوروي بروكس استاذ الاقتصاد في جامعة جون كارول، الوقع الاقتصادي الايجابي لعودة جيمس الى صفوف كليفلاند بـ350 الى 500 مليون دولار سنويا. وبالتالي فان مصلحة الضرائب من اكبر المستفيدين على هذا الصعيد بـ50 مليونا، لا سيما من عائدات الفنادق والمطاعم والمراكز التجارية بحسب مسؤول التطوير الاقتصادي ناثان كيلي، الذي اعتبر مازحا انها اكثر من يسامح جيمس على مغادرته قبل 4 اعوام الى ميامي.&وتوفر هذه الحركة المتنامية 550 فرصة عمل اضافية. وتلاحظ خصوصا في "الشارع الرابع" شرق ملعب النادي المزدحم بالمطاعم ومحلات الازياء والالبسة. وقد استغل احدها المناسبة وصمم قمصانا تحمل صورة جيمس وعبارة "عودة الملك". وكان طبع يوم مغادرته على قمصان عبارة "الملك الخائن".&ويبدو الحنق الاكبر بين سكان كليفلاند ان جيمس كان غادر الى ميامي وليس الى اي وجهة اخرى. وهو يؤكد في المقابل انه وفي للمنطقة وانها تنبض في شرايينه. ويجزم ان عليه ان يكون مؤثرا وملهما لرد الجميل، معتبرا ان علاقته تتخطى كرة السلة، مناشدا جمهوره وابناء اوهايو جميعا الا يستهينوا بانفسهم ويثقوا بقدراتهم. ويقول: "جئت الى منطقة كاملة انتمي اليها اصلا، وليس الى فريق".&ويجد باحثون في "ظاهرة العودة" تأثيرا ايجابيا على "اعادة اكتشاف تاريخ المدينة وارثها الثقافي". ويعتبرون ان الرياضة شكلت عاملا سلبيا في هذه المنطقة يوم غادر جيمس فريق كليفلاند كافالييرز فبات رمز تراجعها، وها هي تشكل عاملا ايجابيا مع عودته. علما ان المدينة لم تحتفل بلقب منذ 50 عاما، فآخر انتصارات فرقها المحترفة حققه كليفلاند بروانز في كرة القدم الاميركية عام 1964.&&وبالتالي، يبدو الامر وكأنه لعنة تطارد المدينة وتجعل سكانها يعيشون حالة احباط دائم، بحسب غريغ ديغان مؤلف كتاب "النجاة من الجفاف". ويقول انهم يجدون في جيمس "اول الغيث للخصب والغلة الوافرة"، و"رمز للتحول" المنتظر، على غرار ما هو حاصل عقاريا، آملين بان يكون اللاعب محفزا لذلك.&لقد عرفت كليفلاند هجرة لابنائها الى مدن وولايات اخرى لاسباب شتى، فتراجع عدد سكانها من حوالى مليون نسمة في النصف الثاني من القرن الماضي الى 350 الفا.&حاليا، يتجه المؤشر صعودا مع ضخ استثمارات تفوق الـ17 مليار دولار في خمس سنوات. ويدرك اصحاب رؤوس اموال واقتصاديون انه لا يمكن التعويل فقط على لوبرون جيمس والمراهنة على تألقه مع كليفلاند كافالييرز، لانه لا يستطيع ان يستمر مع الفريق الى ما لا نهاية. لذا، فان الخروج من النفق يتم بمؤازرة الجميع. ومن الدلائل الواعدة ان المدينة، وهي معقل للحزب الجمهوري، اختيرت لاحتضان مؤتمره عام 2016 في المركز الجديد للمؤتمرات. ويتوقع ان يحضره 150 الف مندوب وزائر، و15 الف صحافي، اي اكثر من العدد الذي يواكب الالعاب الاولمبية، ما يجدد ايمان كليفلاند بمستقبلها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف